زواج الخطيفة
تاريخ النشر: 26/04/16 | 0:00عاده قديمة لازال الشركس محافظين عليها الى يومنا هذا ما يطلق عليه “زواج الخطيفة” عند الشركس. فالزواج حسب العادات “الشركسية” يصنف في حالتين، وهناك ثالثة تعتبر حالة استثنائية يعمل بها في حالة الضيق المادي للشاب.
فالحالة الأولى هي إسلامية شرعية وكما متبع لدى كل الطوائف الإسلامية، فيتقدم الشاب لخطبة الفتاة، ويمكن أن يوافق أهل الفتاة، أو لا يوافقون، وبالطبع فإن للفتاة علينا حق السؤال في رفض أو قبول المتقدم لخطبتها. هذه الطريقة يعمل بها حوالي 80% من “الشركس” في هذه الأيام.
أما الحالة الثانية والتي اشتهرنا بها دوناً عن غيرنا من بين سكان الأرض، والتي تعرف بزواج (الخطيفة) وهذه الطريقة تعتبر شرعية، وليست كما يتوههما البعض أنها قد تلحق العار بوالد الفتاة، أوعائلتها؟».
وعن كيفية اتفاق الشاب والفتاة على الزواج بهذه الطريقة يقال أنه : «في البداية، لا بد للشاب أن يتقدم لخطبة الفتاة حسب الطريقة الأولى، فإن أجيب طلبه، نال ما أراد، أما إن رفض من قبل أهل الفتاة؛ فإنه يلجأ إلى (الخطيفة) وفي (الخطيفة) لا تخرج البنت دون علم من إحدى صديقاتها، أو إحدى جاراتها، وتقول لهم: (اليوم بدي انخطف لفلان.. خبروا أهلي وين أنا، ومع مين) كذلك يفعل الشاب إذ يخبر صديقاً له ماذا ينوي فعله. وكانت قديماً تخطف الفتاة على حصان».
أما الخطوات التي تتبعها الفتاة ليلة (الخطيفة)؟ يقول السيد “غسان”: «لا تأخذ شيئاً معها سوى (صرّة) صغيرة فيها ملابسها الخاصة بها، وتكون على اتفاق مع من تحب.. أن يلتقيا في مكان معين، وبعلم صديقتها، كذلك يفعل الشاب إذ لا يأخذ الفتاة إلى بيته، ولا يحق له أن يلتقي بها أو يقيم معها في خلوة، بل تودع في بيت أحد معارفه، أو أيّاً كان، ويحظر عليه
بعد ذلك أن يراها أو يلتقي بها».
وعما يفعله أهل الفتاة لدى سماعهم بـ (خطيفة) ابنتهم؟ يضيف السيد “غسان” قائلاً: «في بادئ الأمر، يأتي صديق الشاب، يدق باب بيت أهل الفتاة، ويقول لهم جملة واحدة: (بنتكن خطفها فلان، وهيّي عند فلان أمانة) ثم يذهب. فيتناول أحد أهلها مسدساً ويطلق ثلاث طلقات في الهواء، فيعرف أهل القرية أن هناك فتاة خطفت، فيركض كل رجل إلى بيته ليتفقد بناته..وهنا تؤكد صديقة الفتاة للأهل أنها على علم بما جرى».
وعن الخطوات اللاحقة وما الذي سيفعله أهل الفتاة، “: «يرسل صاحب البيت التي تنزل فيه الفتاة في طلب أقاربها، ويتم إبلاغهم برغبة (فلان) الزواج من ابنتهم، ويذكر أن والد الفتاة أو أحد إخوتها إن وجد لا يحضرون، بل من الأقارب فقط، وبعد مداولات، يتم الاتفاق، ويؤتى بالشيخ لتسجيل الزواج، وتسأل الفتاة إن كانت أجبرت على الخطيفة، أم أنها موافقة عليه؟ فإن كانت مجبرة أعيدت إلى بيت والدها، أما إن كانت موافقة، فيسجل عقد زواجها، وهنا أيضاً لا يحضر والد الفتاة، أو أخوها، فالوالد لا يحضر عقد زواج ابنته، كما لا يحضر العرس، وفيما بعد يصبح (الصهر) غالي، ويدخل البيت، وتعود البنت إلى بيت والدها كأن شيئاً لم يكن».
وهناك طريقة ثالثة : «هي نوع آخر من الزواج بطريقة الخطف، ولكن ما يميزها أنها مفتعلة، ومتفق عليها بين الطرفين، أي أن يتقدم شاب لخطبة فتاة، ولكن أحواله المادية لا تسمح له بذلك، ولكنه مرغوب من قبل الفتاة، فيتفق والد الفتاة مع الشاب على اللجوء لزواج الخطيفة، وفي هذه الحال تكون الأمور أقل تعقيداً من سابقتها، ولكنها نادراً ما تحدث».
وعن يوم العرس يقول: «أهل العروس أبوها وأمها لا يحضرون عرس ابنتهم، وخاصة من تزوجت بطريقة الخطيفة. وبالنسبة لما يقدم في العرس للمدعوين، فيقدم المأكولات الشركسية، هذا كان سابقاً، ولكن اليوم نقدم الأصناف التي تشتهر بها ومتعارف عليها من قبل كل سكان المنطقة بكافة أطيافها».