نساء “القائمة الذهبية” صمود على عتبات الأقصى

تاريخ النشر: 15/11/15 | 13:29

“القائمة الذهبية”، هي مجموعة نساء اعتادت على زيارة المسجد الأقصى المبارك يوميا للصلاة فيه وإحيائه، وصدّ كل أذى قد يلحق به من لدنْ الاحتلال وسوائبه، ما دفع الأخير الى التحرك سريعا لمحاربتهن، فسارع للتربّص بهن، وجمع اسماءهن في قائمة موحدة أطلق عليها مصطلح “القائمة السوداء”، فصار يمنعهن من دخول الأقصى حتى إشعار آخر.

قائمة الاحتلال السوداء، لم تفتّ من عضد نساء الأقصى، فالنساء اللواتي منعهن الاحتلال من دخول المسجد الأقصى، انتقلن للرباط عند أبوابه، وهناك بدأن فصلا جديدا من حكاية تعلقهن بمسرى الرسول، وتعرضهن لممارسات الاحتلال الكيدية.

بداية الحكاية كانت من باب السلسلة، المنفذ الوحيد لخروج المستوطنين بعد الانتهاء من اقتحامات المسجد الأقصى، هناك اتخذت النسوة من أعتاب الباب ميدانا لهنّ، يهتفن فيه باسم الأقصى في وجه مقتحميه، ويقارعن الاحتلال وباروده بالحنجرة والقرآن.

وجود النساء في باب السلسلة لفت أنظار الرأي العام المحلي والعالمي، ودفعه للالتفات نحو قضيتهن والسبب الذي يقف وراء جلوسهن هناك، وما زاده قلقا، هو تطويقهن بطوق عسكري مزوّد بشتى وسائل القمع والقوة.

دور “القائمة الذهبية” بات يتعاظم يوما فيوم، وتصديهن للمستوطنين الذين يقتحمون الأقصى بات يؤرّق الاحتلال، وينمّي داخله شعورا بالخطر إذا ما استمر وجود نساء “القائمة السوداء” هناك.

وتقضي نساء القائمة الذهبية أوقاتها في الرباط على أعتاب الأقصى، بالذكر وتدارس القرآن الكريم وتعلّم السيرة النبوية، لكن ذلك لم يشفع لهن أمام الاحتلال الذي ما فتئ يلاحقهن ويعتدي عليهن ويعتقل بعضهن في خطوة تهدف الى اقصائهن عن المسجد الأقصى وثنيهن عن نصرته.

تقول أم عبد الأجرب إحدى النساء التي أدرج اسمها ضمن القائمة الذهبية، إنها تأتي كل يوم إلى المسجد الأقصى المبارك على أمل أن يزيل الاحتلال اسمها من قائمة الممنوعات عن الأقصى، لكنها تؤكد في الوقت نفسه على أنها لن تترك حقها في الصلاة والرباط في المسجد الأقصى وإن كان ذلك على أعتابه.

دور نساء “القائمة الذهبية” في التصدي لاقتحامات المستوطنين، رفع درجة التأهب لدى الاحتلال الى الحد الأقصى، ما جعله وبشكل مباغت أن يقوم بقمعهن بالقوة عن باب السلسلة الى باب المجلس، وهناك استكمل قمعهن الى باب حطة، ليستقرْن هناك.

وتقول سميحة شاهين إحدى نساء القائمة الذهبية، إنها تأتي يوميا مع عدد من النساء المبعدات، إلى باب حطة، رغم المضايقات الكثيرة التي يتعرضن لها من قبل قوات الاحتلال وأذرعه المختلفة، وتؤكد على أن دورهن في الدفاع عن المسجد الأقصى له ضريبة باهظة يجب دفعها، مناشدة العالمين العربي والإسلامي الى مناصرة قضيتهن، وقضية المسجد الأقصى المبارك.

ولم يكتفِ الاحتلال بمنع ” القائمة الذهبية” من دخول المسجد الأقصى، بل زاد من ملاحقتهن حتى في بيوتهن وبين عوائلهن، حيث نفذت عناصر الاحتلال والمخابرات سلسلة اقتحامات لمنازلهن في ساعات متأخرة من الليل، واعتقلت على أثرها عدد كبير منهن، فيما سلّمت عدد آخر أوامر عسكرية تقضي بإبعادهن عن المسجد الأقصى لمدة تتراوح بين الشهر والستة أشهر.

وتقول هبة سرحان حارسة المسجد الأقصى الممنوعة من دخوله بأمر تعسفي من الاحتلال، إن قوات الاحتلال اعتقلتها 7 مرات، من بينها اعتقال كان في ساعات الفجر وسلّمتها قرارا بالإبعاد عن الأقصى، مؤكدة أن الاعتقال يهدف بالدرجة الأولى الى تفريغ المسجد الأقصى من أهله وأصحابه، وإتاحة المجال أمام اقتحامات المستوطنين دون رد فعل من أحد.

وجدير بالذكر أن الاحتلال شرع باستخدام القائمة الذهبية بتاريخ 10/8/2015، وأدرج فيها 20 سيدة مقدسية، وزاد عليها لاحقا 40 سيدة أخرى، ليصبح اجمالي الممنوعات من دخول الأقصى 60 سيدة مقدسية، دون أي مسوّغ قانوني.

كيوبرس – محمد أبو الفيلات

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة