قصة واقعية: “تعيشوا وتاكلوا غيرها”

في حادثة غريبة وطريفة في آن واحد، قام أحد الشباب ‘الجنتل’، كما يدل عليه مظهره، بالدخول إلى أحد المطاعم في شارع المدينة المنورة غرب عمان، وتناول ما لذ وطاب، ثم ‘هرب’ دون أن يدفع الحساب.
وتفاصيل الحادثة كما رواها صاحب أحد المطاعم الشهيرة في شارع المدينة المنورة أن أحد الشباب دخل بعد ظهر أمس الجمعة إلى المطعم وكان يظهر عليه بأنه شخص محترم ويعمل بوظيفة مرموقة، كونه كان يرتدي بدلة ويضع نظارة شمسية يرفعها على رأسه، ويحمل بيديه ‘دوسيه’ وموبايل حديث. وقام هذا الشخص بالجلوس على إحدى الطاولات ثم حضر إليه مشرف الصالة ليرى طلبه.
وأضاف صاحب المطعم: طلب الشاب كيلو مشاوي مشكلة وأرز وبطاطا وحمص، وبدأ يأكل بكل أدب وهدوء، وبعد قليل طلب الشاب أحد أنواع العصير، ولم تكن موجودة عندنا، فأعطى أحد العمال ديناراً وطلب منه شرائها له من السوبرماركت المجاور، وبعد أن أحضر له العصير رفض الشاب أن يأخذ بقية الدينار.
وزاد: بعد أن أنهى الشاب تناول طعامه قال لمشرف الصالة: أريد أن أغسل يدي، فدلَّه على التواليت، وعند قيامه طلب أن يتم تجهيز ‘فاتورة الطعام’، وترك أوراقه وموبايله على الطاولة. وذهب الشاب ليغسل يديه ولكنه تأخر حوالي عشر دقائق، فقال أحد العمال للمشرف: ‘أروح أشوفه ليه إتأخر كده’، فقال له: لا، يمكن الشاب ‘مزنوق’. ولكن الشاب أطال غيبته حوالي 20 دقيقة، فشعر مشرف الصالة بشيء من الخوف والإرتباك، ولكنه كان يقول في نفسه، أوراقه وموبايله موجودة على الطاولة، وليس من المعقول أن يغادر بدونها. ولكن بعد أن نفذ صبره طلب من أحد العمال أن يذهب إلى التواليت ويطمئن على الشاب. وهنا كانت المفاجأة.. الشاب ‘هرب’!!!
وقال صاحب المطعم: فوراً قمت من مكاني وذهبت إلى الطاولة التي كان الشاب يجلس عليها لكي أتفقد أغراضه، عندها كانت الصدمة، حملت الموبايل لأكتشف بأنه ليس هاتفاً خلوياً، بل ‘بيت’ للهاتف، و’الدوسيه’ يحتوي على جريدة إعلانية وورقة كبيرة مكتوب عليها ‘يخلف عليكم.. تعيشوا وتاكلوا غيرها’.
سألنا صاحب المطعم: كم كانت قيمة الفاتورة، وهل قمت بإبلاغ الأمن عن ماحدث؟.
فأجاب: كان قيمة الفاتورة (28 ديناراً)، وبصراحة، لم أبلِّغ عن الحادث لأنني لا أريد أن أُحدث أي تشويش على زبائننا، والمبلغ ‘مش مستاهل’، واعتبرته صدقة عن مالي.
(تعيشوا وتاكلوا غيرها)، وصحة وهنا على اللي أكل وما دفع.

عن جراسا