العيسوية سجن كبير تحيطه المعاناة من كل جانب

تاريخ النشر: 10/11/15 | 8:40

تحولت البلدات والأحياء العربية في القدس المحتلة منذ اندلاع ما اصطلح عليه “انتفاضة القدس” الى أهداف استراتيجية للاحتلال الإسرائيلي، يجتاحها متى يشاء، يقتّل أهلها، ويروّع الآمنين فيها، كما هو الحال في قرية العيسوية.
وشهدت العيسوية تحديدًا، اقتحامات متكررة ومواجهات عنيفة منذ بداية أكتوبر الماضي، إضافة إلى حملات الإعتقال التي طالت العديد من سكانها ، فضلا عن الحصار المشدد الذي فرض عليها، من خلال الحواجز العسكرية، ما جعل التنقل من وإلى القرية، أمر صعب على سكانها، كما أن الإحتلال لم يتردد في إغراق البيوت بالمياه العادمة وقنابل الغاز السام.
تقول إيناس محمد، إن الاحتلال حوّل القرية الى سجن كبير، يضطر الأهالي للمكوث فيه،:” أصبحنا نفضل البقاء في منازلنا على الخروج إلى أشغالنا أو التزاماتنا الاجتماعية المعتادة، لان احتمالية التعرّض لإصابة ما، كبيرة جدًا، كما أنني أحرص على العودة إلى منزلي قبل اشتداد المواجهات حتى أتمكن من الوصول بسلام”.
أكثر ما كان يعاني منه الآمنين في بيوت العيسوية هو الغاز السام الذي تلقيه قوات الاحتلال، ويخترق بيوتهم بكثافة ويتسبب بحالات اختناق عديدة في صفوفهم، ما جعل الأهالي يغلقون كافة منافذ منازلهم بإحكام.: “كنت أضع القماش المبلول على الأطراف المفتوحة، ومع ذلك كان الغاز السام يتسرب إلى بعض أجزاء البيت، ما يضطرنا إلى استخدام الكمامات أو البقاء في أبعد غرفة في المنزل حتى لا تصلها رائحة الغاز” تقول ايناس.
وتوضح ايناس أنهم كانوا يشعرون أنهم في سجن داخل بيوتهم، وتبين أن القلق الدائم والتوتر كان يحيط بهم من كل جانب، ولم يكن بالهم يهدأ إلا بعد وصول جميع أفراد أسرتها إلى المنزل بخير.
المعاناة التي تسبب بها الاحتلال في العيسوية، دفعت بإيناس وعائلتها للخروج من منزلهم، والانتفال الى مدينة القدس للعيش هناك بعيدا عن المواجهات والمخاطر، علما أن منزلهم في العيسوية سكنوه منذ ستة أشهر فقط. :”يصعب علي ترك منزلي، إلا أني وجدت نفسي مضطرة للخروج منه كوني في مراحل حملي الأولى، وقد تراجعت صحتي بسبب الأوضاع الأمنية، كما أنى خفت كثيرا على حياة الجنين الذي في بطني”.
الاقتحامات المستمرة للعيسوية والاعتقالات العشوائية لأبنائها، أثرت سلبا على حياة الأهالي هناك، وكبّدتهم خسائر مادية لا يقوون على تحملها، خاصة تلك التي لحقت بالبيوت والسيارات، ونجمت عنها أضرار مادية كبيرة. ويقول محمد الشلودي (26 عاما) من سكان العيسوية إن قوات الاحتلال اقتحمت منزل اقربائه المجاور لهم، وقامت باعتقال ابنهم، وكسروا باب المنزل الذي عاثوا فيه فسادا.
ولفت مهدي إلى أن الحواجز العسكرية التي وضعها الإحتلال على مداخل العيسوية، أصابت القرية بحالة من الشلل في التنقل، إضافة إلى الأزمات الخانقة اليومية التي تستمر ساعات طويلة، وتجبر العمال على التأخر عن أشغالهم.

آية شويكي- كيوبرس

1

2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة