سبع عجائب مجهولة في عالمنا

تاريخ النشر: 31/10/15 | 6:39

سمعنا جميعاً عن المدرج الروماني، وسور الصين العظيم، وتاج محل. لكن ماذا عن عجائب الدنيا المعمارية غير الشهيرة التي تمثل معجزات صنعها الإنسان ولا يرفع الزائرون عنها أنظارهم عند رؤيتها؟
للكشف عن بعض هذه المباني المعمارية غير الشهيرة بالنسبة للكثيرين، لجأنا إلى موقع كورا (Quora) للأسئلة والأجوبة على الإنترنت، وسألنا: “ما هي المعالم المعمارية الأقل شهرة في عالمنا؟
قصر البرلمان – رومانيا
إنه أضخم وأغلى مبنى للإدارة المدنية في العالم. يقع القصر في العاصمة الرومانية بوخارست وهو حقاً من العجائب المجهولة. المستخدم جان هوك، وهو محامٍ كان يعمل في القصر في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، يقول: “بُني القصر من قبل الدكتاتور الشيوعي الممقوت نيكولاي شاوشيسكو. المبنى ضخم جداً بحيث يصعب أن تعطيه أية صورة ملتقطة.”
ني القصر عام 1984، على الطراز الكلاسيكي المستحدث، ويتكون من 12 طابقاً (مع ثمانية طوابق إضافية تحت الأرض). هناك 3,100 غرفة تغطي مساحة 330 ألف متر مربع.
تكلف المشروع مبلغاً غير مسبوق، ,33 مليار يورو، إلا أنه كلّف أيضاً سكان العاصمة بوخارست الكثير من مدينتهم، فلكي يبنى ذلك القصر، سويت خُمس مساحة مركز مدينة بوخارست، بما في ذلك معظم مناطقها وأزقتها التاريخية، وأكثر من 30 كنيسة ومعبداً يهودياً، وقرابة 30,000 منزل.
كما أن البسط المزخرفة في الطابق الرئيسي للقصر، والذي يمتد لمئات الأمتار ويغطي ممرات عريضة، نسجت داخل المبنى أثناء تشييده، كما يقول هوك. ويضيف: “لم يكن مُجدياً أن تنسج خارج المبنى ثم تحمل إلى داخله لاحقاً، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة.”
الجامع الكبير في جينيه – مالي
بُني الجامع الكبير عام 1907، وهو أضخم بناء طيني في العالم، حيث شيد بالكامل تقريباً من الطوب اللبن المعرض لوهج الشمس، والرمل، والجص. يعتبر الجامع أحد أعظم إنجازات الطراز المعماري السوداني- الساحلي.
وفي عام 1988، صنّفته اليونسكو كموقع من مواقع التراث العالمي.
للجامع ثلاث مآذن زينت بحُزمٍ من نخيل روديير، والذي يستعمل كسقالة أثناء أعمال الصيانة السنوية – وهو تقليد تحول إلى مهرجان محلي في إبريل/نيسان و مايو/أيار.
ويقول المستخدم أبيشك لامبا: “بمرور الزمن، تؤدي مواسم الصيف القاسية للشمال الأفريقي إلى حدوث تشققات في الطوب وتضعف البناء.”
ويضيف: “قبل موسم الأمطار الذي يلي موسم الصيف، يجتمع السكان المحليون ويعيدون تغطية المبنى بأكمله بالصلصال من (طين) البرك الجافة.”
حصن ديروار – باكستان
لهذا الحصن أبعاد هائلة، وترتفع معاقله الأربعين في الصحراء بشكل ملفت للانتباه. وتمتد جدرانه لتشكل بمجموعها محيطاً من 1,500 متر، ويصل ارتفاعها إلى 30 متراً.
ويقول المستخدم فيصل خان: “إنه صرحٌ هائل في وسط صحراء جولستان. لا يعلم الكثيرون شيئا عن حصن ديروار، حتى معظم الباكستانيين.”
للوصول إلى ذلك الحصن، يتوجب على الزائرين استئجار خدمات دليل بسيارة رباعية الدفع للقيام برحلة تستغرق يوماً من مدينة بهاوالبوور في باكستان، وعبر صحراء جولستان. كما تحتاج إلى ترخيص خاص من الأمير، أو القائد المحلي، لكي تدخل الحصن.
بئر تشاند باوري- الهند
أحد المعالم المنسية في الهند هي بئر تشاند باوري التي تقع في ولاية راجستان. وهي بئر ذات جدران مدرجة مذهلة، بعمق 13 طابقاً. والجدران مبطنة بأعداد كبيرة من السلالم المزدوجة والتي تنحدر لأسفل لما يقرب من 30 متراً وصولا إلى قعر البئر، حيث تنتظرك بركة ماء بلون الزمرد الأخضر.
إن المتاهة الفاتنة للمدرجات المتناظرة “تبدو وكأنها تشكّل ممراً لا ينتهي نحو أعماق الأرض،” حسب وصف المستخدم فيبول ياداف. وتعتبر بئر تشاند باوري، التي يصل عدد مدرجاتها إلى 3,500 ، “أحد أعمق وأضخم الأبنية بهذا الشكل في العالم.”
وشيد تلك البئر الملك تشاندا في عهد أسرة نيكومبها بين عامي 800 و 900 بعد الميلاد. كانت تشاند باوري قد صممت لتكون مفيدة وجميلة في نفس الوقت. ونظراً لتركيبة البئر، فإن قاعها يبقى على الدوام أبرد من سطحها، وهذا ضروري جداً وسط الأراضي الحارة والقاحلة لولاية راجاستان.
ستاري موست (الجسر القديم) – البوسنة والهرسك
إذا كانت لكل المعالم المعمارية العظيمة قصة تروى، فإن الجسر القديم في البوسنة والهرسك له قصته المعادة.
يقول المستخدم هاريس كوستو: “بُني الجسر القديم، أو ستاري موست كما يسميه السكان المحليون، من 456 كتلة صخرية محلية في عام 1566 من قبل المهندس المعماري للامبراطورية العثمانية، المعمار هجرالدين.” ويضيف: “كان (الجسر) قلب مدينتنا على مدى 427 عاماً.”
يقع الجسر في مدينة موستار، حيث يمر عبر نهر نيريتفا. أبعاد الجسر هي 4 أمتار عرضاً و30 متراً طولاً، و24 متراً ارتفاعاً. إنه من أكثر المعالم المميّزة للبلد، وأحد أروع الأمثلة على الفن المعماري الإسلامي في منطقة البلقان.
إلا أن الجسر دُمِّر في تسعينيات القرن الماضي في القتال بين القوات البوسنية من الصرب والكروات أثناء الحرب البوسنية. وبعد الحرب، أعيد بناء المدينة، والجسر كذلك.
“استغرق الأمر 10 سنوات لإحياء تلك الفكرة، وفي يوليو/تموز من عام 2004، افتتح’ الجسر القديم‘ الجديد.”، كما يقول كوستو. وبينما تغيّر الجسر منذ إعادة بنائه، إلا أن تقليداً متوارثاً لأجيال لا يزال باقياً: يقفز السكان المحليون من فوق الجسر إلى المياه المتجمدة في نهر نيريتفا ليتفاخروا بجرأتهم ومهاراتهم.
سور الهند العظيم
“سمعنا جميعاً عن سور الصين العظيم، لكن القليل منا يعرف أن الهند أيضاً لها سورها العظيم، غير أن الأول غطى على الثاني بشهرته”، كما يقول أيوش مانو، أحد مستخدمي موقع كورا.
يطلق على سور الهند العظيم اسم “كومبهالغارا” أيضاً. إنه ثاني أطول سور في العالم، بعد سور الصين العظيم. ويقع هذا السور في مقاطعة راجستان بغرب الهند، ويبلغ سمكه 4,5 متر في بعض المناطق، ويمتد لمسافة 36 كيلومتراً، وله سبعة أبواب محصنة.
عمد الحاكم الاقليمي، رانا كومبها، إلى بناء ذلك السور في عام 1443 ليحمي معقله، الواقع في تلة تعلوه.
يقول مانو “بحسب الأسطورة، فإنه رغم محاولات عديدة، لم يمكن إكمال بناء السور. في النهاية، أخذ الملك بنصيحة أحد مستشاريه الروحيين بتقديم قربان، فتقدم متطوع ليهب حياته حمايةً للآخرين. اليوم، تنتصب البوابة الرئيسية في موقع تقديم جسد ذلك القربان، وبُني معبد في المكان الذي دفن فيه رأسه.”
تم توسيع السور في القرن التاسع عشر، ويحمي الآن أكثر من 360 معبداً تقع بين جدرانه. لكنه يبقى كنزاً مغموراً بالنسبة للكثيرين في هذا العالم.
مسجد الشيخ لطف الله- إيران
يعد مسجد الشيخ لطف الله تحفة معمارية من العهد الصفوي الإيراني. تصف المستخدمة منى خاتم المسجد بأنه “دراسة متناغمة في التواضع.”
يقع المسجد في ساحة “نقش جهان” بمدينة أصفهان. بني المسجد المذهل بأناقته في الفترة ما بين 1603 و 1619، أثناء حكم الشاه عباس الأول. سُمّي المسجد بهذا الاسم تكريما للشيخ لطف الله، حمو الشاه، وأحد علماء الدين الإسلامي من لبنان.
يكمن الأمر الاستثنائي في المسجد في عدم وجود منارة أو فناء فيه.
“لعل سبب ذلك يعود إلى أنه لم يكن القصد من ذلك المسجد أن يكون للعامة عل الإطلاق، بل كان الهدف أن يخصص كمكان عبادة لحريم الشاه،” حسبما تقول خاتم.
ولذلك، يمكن الوصول إلى قاعة الصلاة عن طريق رواق طويلٍ ومنحنيٍ، يقع تحت الأرض. أما زينة المسجد فقد اختيرت بعناية فائقة.
“استخدم في تزيين القبة بلاط لطيف وبشكل مكثف، ويتغير لونه خلال النهار، من اللون الزبدي إلى اللون الوردي”، كما تصف لنا خاتم.
وتضيف: “داخل الحرم، تنتابك الدهشة والإعجاب من الفسيفساء المعقدة التي تزين الجدران، والسقوف الاستثنائية بجمالها، وبزخارفها الصفراء الصغيرة. أما أشعة الشمس التي تخترق بضعة نوافذ عالية ومتداخلة، فإنها تجعل الضياء والظلال يتلاعبان باستمرار.”

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة