كيوبرس: الإعتداء على الأقصى تصعيد لا يتوقف

تاريخ النشر: 14/10/15 | 8:26

أظهر تقرير صادر عن “كيوبرس”، امس الثلاثاء، أن اعتداءات الإحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى تسير في دالة تصاعدية، دون توقف، في إشارة الى أن وجهة الاحتلال تتجه نحو المزيد من استهداف المسجد الأقصى ومحاولة فرض أمر واقع جديد فيه، من خلال فرض الحصار وتشديد القيود لدخول المسجد الأقصى ومحاولة تفريغه من المصلين؛ في وقت يحاول الاحتلال تكريس مشهد “الاقتحام الآمن” للجماعات اليهودية والحاخامات والمستوطنين، يقابله إصرار فلسطيني لأهل القدس والداخل الفلسطيني وحراس وسدنة المسجد الأقصى للمحافظة على مشهد التواصل الدائم والنفير إلى المسجد الأقصى والرباط فيه وعند بواباته، رغم حدة الإعتداءات وإجراءات الإحتلال الإجرامية بحق المصلين من الرجال والنساء والأطفال.
من ضمن الاعتداءات الأخيرة على المسجد الأقصى، ما ذكره القائم بأعمال المفوض العام للشرطة “بنتسي ساو”، الأحد الماضي، بأن قوات الاحتلال في القدس المحتلة تقوم ببناء بوابات إلكترونية كبيرة ستشمل مجسات ووسائل تكنولوجية أخرى لتركيبها عند بوابات المسجد الأقصى – وهي خطوة متقدمة جدا لتضييق الحصار على المسجد الأقصى –، بالإضافة إلى بوابات ألكترونية أصغر حجماً تم نصبها الأسبوع الماضي عند بعض مداخل بلدة القدس القديمة وشوارعها وأزقتها الداخلية.
وأوضح التقرير أن هدف هذه الإجراءات الإحتلالية الحديثة هو إعاقة حركة وصول الوافدين إلى القدس والمسجد الأقصى، وتشكيل مصدر حرج وإزعاج لهم، وفي التالي ترهيب الفلسطينيين وثنيهم عن زيارة المدينة المقدسة والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وعزلهما عن محيطهما الفلسطيني.
ولا يستثنى من إعتداءات الإحتلال، إعتقاله عدد من سكان بلدة القدس القديمة والتهديد بإغلاق محالهم التجارية؛ بحجة أنهم لم يقدموا مساعدة لجرحى يهود أصيبوا في عمليات طعن في المنطقة.
وبيّن التقرير الذي أعده قسم الرصد والأبحاث في “كيوبرس” أن نحو 1670 عنصر إحتلالي اقتحموا ودنسوا المسجد الأقصى خلال شهر أيلول – يشمل فترة الأعياد اليهودية – على النحو التالي: 1601 مستوطن وجماعات يهودية، 51 عنصر مخابرات، 18 جندي بلباس عسكري ضمن برنامج جولات الإرشاد والإستكشاف العسكري؛ عدا عن الاقتحامات العسكرية بالمئات خلال فترة الأعياد اليهودية.
وبلغ عدد المقتحمين للمسجد الأقصى خلال موسم الأعياد اليهودية الأخيرة من 10/5-9/13 – عيد رأس السنة العبرية، الغفران، العرش – نحو 1853 مستوطنا وأفراد جماعات يهودية، توزعوا على 14 يوم من الأحد إلى الخميس من الساعة 7:30 صباحا الى 11:00 قبل الظهر، ومن الساعة 13:30 الى 14:30 بعد الظهر، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال. وكانت ذروة الاقتحامات يوم الخميس 10/1 حيث بلغ عددهم 357 مقتحم، وتلاه يوم الأربعاء 9/30 الذي وصل فيه عدد المقتحمين الى 257 مستوطن.
ويشير التقرير الى أنه في نفس الوقت وتزامنا مع هذه الاقتحامات، مُنعت شرائح عمرية واسعة من المصلين من دخول المسجد الأقصى، وصلت إلى منع دخول من هم دون 60 عام أو منع شامل لجميع المصلين من الداخل الفلسطيني، من ضمنها أيام الجمعة. ويُضاف الى ذلك ملاحقة الحافلات التي تقل المصلين من قرى ومدن الداخل الفلسطيني الى المسجد الأقصى، وخاصة حافلات “مسيرة البيارق”، ومنعها أو الركاب دون 50 عام من السفر الى القدس والمسجد الأقصى.
كما سجلت سابقة إعتقال إداري لشخص من الداخل الفلسطيني وتم إصدار قرارات إبعاد بالجملة عن المسجد الأقصى بحق أهل الداخل الفلسطيني والقدس.
بالإضافة إلى هذه الإجراءات التعسفية بحق المصلين في المسجد الأقصى، تضيّق سلطات الاحتلال على حركة حراس المسجد الأقصى وتمنعهم من دخول المسجد أو تخرجهم جميعا خارج أسواره، كما جرى لأكثر من مرة، كما تم توثيق حالات إعتداء جسدي بحقهم واعتقال بعضهم.
وأوضح التقرير أن هذه الممارسات الإحتلالية تهدف الى تفريغ المسجد الأقصى في فترات محددة من المصلين، وإفساح المجال أمام اقتحام الجماعات اليهودية والمستوطنين ومن ضمنهم قيادات دينية يهودية وحاخامات، المسجد الأقصى المبارك، ومحاولاتهم غير المنقطعة لإقامة صلوات يهودية وشعائر تلمودية بين أسواره.
يبيّن التقرير أن محور الدالة التصاعدية لموجة الاعتداءات الأخيرة، وجديدها، كان استهداف الجامع القبلي المسقوف، واقتحامه وتفتيش أبنيته وخزائنه، إضافة إلى إقتحام قوات التدخل السريع للمسجد الأقصى وساحاته، ليلا، بعد صلاة العشاء يوم الخميس الأخير 10/8. وسبق ذلك إقتحام قوات الإحتلال الخاصة بالـ”بساطير” الجامع القبلي، يوم السبت ليلاً 10/3، وإخراجها جميع المعتكفين، بعد صلاة العشاء، خارج حدود المسجد الأقصى.
فيما تم خلال الأسابيع الأخيرة إقتحام الجامع القبلي والوصول إلى منطقة المحراب والمنبر، وتسلق عناصر قوات الاحتلال سقفه العلوي لقنص المصلين في الداخل عبر النوافذ العليا. كما سجلت خلال موسم الأعياد الأخيرة 6 اقتحامات عسكرية لمئات من قوات الاحتلال، في أنحاء المسجد الأقصى، تم فيها الاعتداء على المصلين وأبنية المسجد الأقصى المتنوعة. واستخدمت قوات الاحتلال، لأول مرة، درعا مصفحا متحرك في الهجوم على المعتكفين في الجامع القبلي.
رصد التقرير خلال فترة الأعياد اليهودية، تعمّد قوات الاحتلال بتخريب المعالم والأبنية التاريخية للجامع القبلي المسقوف في المسجد الأقصى المبارك، وتسببها في نشوب حرائق محدودة من خلال قنبال الصوت والغاز والأعيرة المطاطية التي أُطلقت على المعتكفين، وتم إخمادها من قبل طواقم الإطفاء التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
ويتبيّن من تقرير “كيوبرس” أن عمليات التخريب والتدمير الممنهج من قبل قوات الإحتلال، وقعت خلال اقتحام الجامع القبلي على مدار ثلاث أيام متتالية – الأحد الى الثلاثاء 9/15-13، وشملت الأبواب الرئيسية التاريخية وأبواب داخلية، النوافذ الأرضية الجبصية المزخرفة، النوافذ الأرضية التاريخية، السجاد الأرضي، الأعمدة الداخلية الرخامية التاريخية والنوافذ الجبصية المزخرفة في سقف الجامع القبلي المسقوف.
وفي الإعتداء الأخير الذي وقع يوم الاثنين 9/28 حطمت قوات الاحتلال الجبص المطعّم بالزجاج الملون فوق مصلى الباب القبلي من الجهتين، كما حطمت أربع نوافذ أثرية مزدوجة على سطح المسجد، أضيفت إلى أربع نوافذ أخرى كانت تحطمت قبل أسبوعين.
كما كسر عناصر الاحتلال ثلاث ثريات، اثنتان منها تعودان الى العصر العثماني، وقاموا بفتح ثغرات في النوافذ بعرض 30 سنتم وطول 20 سم، حتى يتسنى إدخال البنادق منها وإطلاق النار على المعتكفين. واستعمل جنود الإحتلال مقص حديدي ميكانيكي و”شاكوش” آلي – كونجو- أثناء محاولة خلع أحد شبابيك الجامع القبلي من الجهة الشرقية، كما فشلت محاولة لخلع بابه الشرقي.

كيوبرس
8

9

10

11

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة