القدس على فوهة بركان وتصعيدات تزيد ثورانها

تاريخ النشر: 18/09/15 | 16:00

مع بدء فترة الأعياد اليهودية، عادت المواجهات بين المقدسيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي إلى مدينة القدس وأحيائها، بعد أن صعد الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى من اعتداءاته عليه والمصلين، وسمح للمستوطنين باقتحامه وسط غضب المقدسيين، فامتدت الهبة الشعبية من المسجد الأقصى ومحيطه إلى خارج أسوار بلدة القدس القديمة، وشملت غالبية أحياء المدينة.

اشتعال مدينة القدس لا يعد خطوة جديدة، حيث اعتادت المدينة طيلة سنوات احتلالها على التنقل بين الثوران والهدوء النسبي، إلا أن سياسة الاحتلال تجاه المقدسيين في أحداث القدس الأخيرة ازدادت قمعا وغطرسة وذلك بعد اعلان رئيس حكومة الاحتلال بينيامين نتنياهو “الحرب على ملقي الحجارة”، وأعطى الضوء الأخضر لاستهداف المقدسيين بالرصاص الحي ورفع من مدة عقوبة السجن والمخالفات لمن يسجن على خلفية المشاركة في ما أسماه “أحداث الشغب”.

وبحسب جريدة هارتس العبرية فإن شرطة الاحتلال وضعت خطة عملياتية سريعة لمحاربة المواجهات في مدينة القدس خلال شهر أيلول الحالي وتشرين أول المقبل، وتتمثل بزيادة عدد عناصرها وزيادة الوحدات الجديدة وكذلك زيادة عدد كلاب الهجوم، وذلك ريثما ينتهي رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير الأمن ووزير الأمن الداخلي من سن قوانين وصفتها بالرادعة.

وقال المختص في الشأن الاسرائيلي عادل شديد لكيوبرس إن ما يحدث في مدينة القدس ليس وليد أسبوع أو أسبوعين فبرأيه أن مدينة القدس لم تهدأ منذ 15 شهر أي بعد احراق الفتى الشهيد محمد أبو خضر على يد المستوطنين في شهر تموز العام الماضي، وما أعاد حدة المواجهات في الفترة الأخيرة كما يرى شديد هو محاولة الاحتلال الاسرائيلي فرض واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك.

وأضاف أن المواجهات التي تشهدها مدينة القدس نابعة أيضا من اهمال بلدية الاحتلال في المدينة المقدسة لقطاع التعليم والقطاع الصحي والخدماتي في المناطق العربية وكذلك منع العرب من البناء، وهي رد مقدسي على القوانين التي تسنها حكومة الاحتلال بحق العرب غير البعيدة عن سياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق اسحاق رابين والمتمثلة بتكسير عظام الفلسطينيين.

وبين شديد أن الوضع الراهن في مدينة القدس مرشح للتصعيد وخاصة في ظل استمرار مشروع الاحتلال الاسرائيلي للسيطرة على المسجد الأقصى المبارك، وعدم وجود أي رد فلسطيني و عربي مترجم جديا على أرض الواقع لردع الاحتلال.

وأردف المختص في الشأن الاسرائيلي عادل شديد أن ما يحدث في المسجد الأقصى مصادق عليه من قبل الحكومة الأمريكية وذلك كما يرى أنه يبدو جليا من خلال التصريحات التي صدرت عنها والمتمثلة بتحميل الطرفين ( الاسرائيلي والفلسطيني) مسؤولية ما يحدث في الأقصى والطلب منهما بايقافه، رغم أن المعلوم لدى الجميع أن اسرائيل هي دولة محتلة وهي من يتحمل مسؤولية ما يحدث في المسجد والقدس.

وبين أن دولة الاحتلال لن توقف هجماتها وسياستها تجاه القدس والأقصى إلا إذا شعرت بأنها لن تحقق نتائج سياسة هامة، بل ستخسر اتفاقياتها مع الدول كاتفاقية وادي عربة و اتفاقية اوسلو، ولن يحدث هذا الا اذا كان هناك رد فلسطيني و أردني حاسم وغير مشروط بانهاء تلك الاتفاقيات.

وعلى الصعيد الميداني تشهد مدينة القدس مواجهات شملت أحياء عديدة من مدينة القدس كالعيساوية ورأس العامود ومخيم شعفاط والطور وسلوان.

unnamed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة