دولة فاشية بكل المعايير
تاريخ النشر: 23/08/15 | 0:29لم تعد المؤسسة الإسرائيلية مجرد دولة احتلال تمارس موبقات الاستعمار المعهودة في تاريخ الاحتلالات الأسود على مر العصور. بل إن المرء يكاد يعتبر مسمى “الاحتلال” مديحا، مقارنة مع ما يمارسه أقطاب الحركة الصهيونية الرسميين والحزبيين والنخبويين والشعبيين، سياسيا وعسكريا وأمنيا وفكريا وعقائديا. فبعد جريمة حرق عائلة الشهيد الطفل علي دوابشة من دوما؛ القرية الفلسطينية النابلسية المحتلة عام 67؛ عام العار والشنار الذي ألحقته أنظمة الخيانة بالأمة، ليس في الإمكان تفسير الأمور إلا على الوجه الذي يريده هؤلاء الحمقى من القتلة الذين سفكوا دم الطفل الرضيع حرقا، ورقصوا على جثته وحول النار التي أشعلوها في جسد والديه. وقد أكد زعيم عصابة “لهافاه” الإرهابية الدموية هذا المعنى حين صرح أنه يؤيد حرق المساجد والكنائس، وأنه لا يخشى المحاسبة حتى لو سجنوه خمسين سنة. وهذا الكلام ليس عاطفيا، بل هو أمر حقيقي وخطير، يشير إلى أن هؤلاء القتلة أعدوا العدة لأمر جلل هم على استعداد أن يُسجنوا من أجله، وربما أن يموتوا أيضا، كما قالت صحفهم ووسائل إعلامهم.
وقد جاءت تصريحات هذا الإرهابي الدموي، زعيم “لهافاه”، بعد سويعات من إعلان الجهات الأمنية والرسمية أن هذه العصابة لا مسوغ قانونيا لحظرها ومحاسبتها. هكذا تتصرف الدولة الفاشية، التي تعلن أنها تحترم القانون، ولكنها لا تترك وسيلة إلا واستخدمتها كي تدوس عليه. فهل هناك أشد وضوحا من جريمة حرق وقتل؟ هل هناك أكثر صراحة من أقوال زعيم مافيا “لهافاه”؟ هل هناك أكثر فجاجة من تصرفات “شبيبة التلال” ووقاحة عصابة “تدفيع الثمن”؟ ماذا فعلت الدولة الفاشية إزاء هذا سوى التسويغ والتبرير والبحث عن أعذار والتستر وإبداء التفهم والتقليل من شأن الجرائم التي يرتكبونها…
إن شعبنا الفلسطيني لم يعد مجرد شعب تحت احتلال، بل هو الآن تحت سيطرة دولة فاشية فكرا وممارسة وعقيدة، من “رأسها” إلى “أسفلها”، وعليه أن يتصرف بناء على هذا الفهم، لأنه -كما يبدو- ستشهد المرحلة القادمة ما هو أسوأ مما كابده شعبنا حتى الآن. والحديث ينسحب على أهلنا في الضفة الغربية خاصة، وعلى أهلنا في الداخل… وظني أن حرق المساجد والكنائس والأطفال الرضّع والشيوخ الركّع يومئذٍ سيكون أهون ما في الموضوع… وحينئذٍ لا رجوع..
حامد إغبارية
بارك الله فيك ودق بالمي وهي مي لا حياء لمن تنادي