تخليد رماد الأحبة في حجر ماسي

يحتاج الحجر الماسي للتكوين في أعماق الأرض الى آلاف السنين، لكن الطريقة الجديدة لصنع هذا الحجر الكريم يتم حاليا خلال أسابيع ومن رماد جثث الموتى وذلك تحت شعار "تحويل الرماد الى ألماس يخلد ذكرى من نحب".

هذه العملية تقوم بها اليوم شركة لايف جيم ميموريالز ومقرها في ميونيخ وهي فرع لشركة تحمل نفس الاسم في ولاية الينيوس الأميركية، والاقبال عليها لا بأس به في المانيا خاصة من قبل العائلات الغنية التي تتمكن من دفع التكاليف الباهظة لصنع الماس من رماد ميت.

يقول كلاوس اولاف المهندس ومدير المصنع هناك كثيرون يرغبون في الاحتفاظ بما يذكرهم بعزيز توفي والامر لا يتعلق بالانسان بل وبالحيوانات أيضا، اذ يترك بعض الأغنياء ثرواتهم لقططهم او كلابهم التي يحبونها لكن اذا ما حدث العكس فانهم يخلدون حيواناتهم بهذه الوسيلة.

وطريقة تحويل رماد الموتى الى ماس معقدة جدا لذا فان تكاليفها باهظة وهي شبيهة بعملية إعادة التدوير ويرى فيها البعض صحية حيث تخفف من تلوث البيئة من جراء دفن الموتى تحت الأرض.

ويذكر ان عشرين في المائة من وزن الانسان هو من الكربون وهو نفس المادة التي يتكون منها الماس الحقيقي. وتبدأ عملية تدوير الرماد الى ألماس بجمع رماد جثة الانسان او الحيوان الذي يحرق في أفران خاصة، بعدها يرسل الرماد الى الشركة الأم من اجل تنظيفه من كل الشوائب عبر أفران وأجهزة خاصة ليعاد بعدها الى ميونيخ ويوضع في افران خاصة مرة اخرى في ظل حرارة تتجاوز ال3000 درجة مئوية مع تعريضه لضغط هوائي عالي جدا يصل الى 80 ألف فينتج عنه الماس.

وأول تجربة ناجحة كانت قبل خمسة أعوام على كلب يملكه صاحب المصنع نفسه، وتكللت بالنجاح ويحتفظ حاليا بالماسة التي تذكره بكلبه الذي تعرض لحادثة سببت وفاته، بعدها أنتج عددا من حجارة الماس من حيوانات مختلفة كالخنازير منها بلون أزرق وأصفر واحمر، وأول حجر ماس صنعه العام الماضي كان من رماد زوجة أحد رجال الأعمال.

وتحتاح عملية انتاج الماس من رماد الجثث الى 16 أسبوعا، لكن وزن القطعة لا يتجاوز الخمسين قراطا بتكاليف تصل الى 25 الف يورر وذلك حسب لون الماسة المرغوب بها ووزن الرماد.

ويبدو ان هذه الصناعة دخلت باب المنافسة، اذ افتتح شابان في سويسرا مصنعا من أجل الحصول على نوعية افضل من الماس الأزرق بتعريض الرماد الى حرارة تتجاوز الـ 1500 درجة مئوية وانتاج أحجام مختلفة ويصل سعر الماسة بوزن قراط واحد الى حوالي 6300 يورو.