رحيل الشخصية الوطنية الفحماوية الحاج لطفي العوض من سجناء أيار عام 58

تاريخ النشر: 23/12/12 | 1:30

شيعت جماهير غفيرة من مدينة ام الفحم وسائر بلدات وادي عارة الى مثواه الاخير الشخصية الوطنية الفحماوية المعروفة المرحوم الحاج لطفي العوض محاميد ابو توفيق (85عاماً) .

ويعتبر المرحوم من الرعيل الاول وقد انتسب الى فرع الحزب الشيوعي في مدينة ام الفحم وشارك في جميع النضالات التي خاضها فرع الحزب الشيوعي في مدينة ام الفحم في ظل الحكم العسكري البغيض والتي كانت ابرزها مظاهرة اول ايار عام 1958حيث اعتقل وسجن.

وفي حديث مع سلام عياش عضو جبهة ام الفحم قال :”المرحوم ابو توفيق له تاريخ وطني ناصع وهو من الرعيل الاول لرفاق الحزب في ام الفحم، وعلى يد ابي توفيق وغيره من رفاق الحزب تتلمذنا وحملنا الراية”.

وأضاف عياش:” كبارالسن من اهالي ام الفحم يذكرون جيداً نضالات ومواقف ابا توفيق ورفاقه في ظل الحكم العسكري وكيف اعتقل وسجن حتى انه كانت محاولة لاغتياله”.

هذا ويتوافد الى بيت العزاء في قاعة مسجد الارقم (حي الشاغور) في مدينة ام الفحم العديد من الوفود لتقديم التعازي الى اهله وذويه لوفاته.

ويشار ان فرع الجبهة والحزب في ام الفحم قد نظم قبل عدة سنوات حفلاً جرى فيه تكريم سجناء اول ايار عام 1958، كما نشرت صحيفة الاتحاد تقريراً يحمل شهادات حية لسجناء اول ايار عام 1958 ووفاء للمرحوم أبي توفيق ننشر شهادته كما وردت بالتقرير المذكور.

*شهادة المرحوم الحاج لطفي العوض قاسم محاميد( أبو توفيق) من سجناء أول ايار عام 1958:

“كان قرار الاحتفال بأول ايار في ساحه الميدان ولكن بسبب التواجد الكثيف لعناصر الشرطه العسكريه صبيحة يوم الاحتماع ، قررنا نقل الاجتماع الى ساحه مسجد حي المحاجنةاليوم , الخطيب كان النائب توفيق طوبي وبالرغم من الطوق المحكم دخل أم الفحم على ظهر حمار يملكه شخص صادفه إسمه إسماعيل محمود جابر وفي الطريق إلتقى طوبي وإسماعيل محمود الجابر مع حلمي الأنيس الذي حضر خصيصاً لملاقاة طوبي فأوصله الى الاجتماع الشعبي، وما أن بدأ النائب توفيق طوبي بالحديث حتى حضرت عناصر الشرطه لمّا سمعت صوت مكبر الصوت وجنّ جنونها وبدأت بالاعتداء علينا، فإشتبكنا معها سلاحنا كانت الحجاره وسلاحهم كان البارود وإستطعنا من ردهم الى الوراء , وبعد أن هدأ الاشتباك لحظةً ظهر فجأة الحاكم العسكري وكان واقف بجانب سيارة شحن متوقفه، فقلت للرفيق: مصطفى العسليه أبو أكرم : هذا ابو شبابو قد شرفّ، وما أن تقدم نحونا حتى قذفناه بالحجاره فسبح على بطنه تحت السياره المتوقفه وهرب واستمر الاشتباك رغم إطلاق النار وبعد تهديد أحد الضباط الشيوخ المتواجدين بإعتقالهم إذا لم يضبطوا الامور عندها بدأنا بالانسحاب رويداُ رويداً”.اً

ويتابع أبو توفيق: ” لما عدت الى البيت قلت لزوجتي إذا جاءت الشرطه وسألت عني قولي لهم:

إني خرجت منذ الصباح، بعدها ذهبت الى أحد الجيران وطلبت منه الاختباء عنده فقال :أنت مطلوب لا تضع مصيبتك في رقبتي ،أما الجار الاخر فاستقبلني وأدخلني غرفه وأغلقها وكانت الغرفه مجاوره جداً لبيتي .

وعلى مسمعي جاءت الشرطه وسألت عني فقالت زوجتي :لا أدري فقد خرج منذ الصباح , ثم دخلوا الى بيت أخي وكان مستلقياً بعد عودته من العمل فقاموا بضربه ظنناً منهم أن الغبار الذي على يديه بسبب آثارحجارة الاشتباك , لم اتحمل ضرب أخي فقفزت من شباك الغرفه وقلت لهم أنا لطفي لا تضربوا أخي .

كان معهم 12 معتقل فاعتقلوني وأخذوا بضربي بوحشه،في الطريق وكل 50م كانوا يعملون حلقة ويضربونني ،وفي إحدى ساحات الحي من شدة الضرب تظاهرت بالاغماء والموت فانتشر الخبر بأني سلمت الروح، عندها بدأت النساء بقذفهم بالحجاره ولكن بعد تدخل وجهاء الحي ومن باب تقديم الاسعاف لي ركبوني على الحمار ورافقوني ثلاثة أشخاص وهم :فيصل طه وأخوه العبد ومحمد توفيق الحاج محمد وذلك من اجل ايصالي الى بريد حي المحاجنة لكي أسافر بسيارة شرطة الى المستشفى .

وصلت الى معتقل برديس حنا فوجدت هناك الشيخ فتحي والمرحومين إبراهيم الرشيد وتيسير الكفايه فوضعوني على ركبه الشيخ فتحي الذي أخذ يبكي لأن الخبر وصله بأني فارقت الحياه، رغم الالم قمت بلسع الشيخ فتحي في ركبته ففهم قصدي، بعدها نقلوني الى مستشفى في حيفا فقرر الطبيب أنه لديّ إرتجاج في المخ وأن في جسمي أورام كثيره نتيجه الضرب المبرح.”

ويستمر أبو توفيق في حديثه:” نقلت من المستشفى الى معتقل الخضيره مع معتقلين آخرين وفي الخضيره طلبوا مني الوقوف، فقلت: لا استطيع فقاموا بضربي عندما صحت أطلقوا النار عليّ لا أخافكم .

دخلت المعتقل وكان مظلماً فسمعت صوتاً ، فقلت إذا كنتم عرباً أو يهوداً فالشرطة هي التي ضربتني ومن صوتي عرفني المعتقلون وكانوا من أم الفحم فخففوا عني ألمي.

بعدها قدمت لمحكمه عسكريه وحكمت عليّ بالسجن 21 شهراً وأدخلت سجن الرمله ثم شطه وشهدت التمرد الذي قاده في ذلك أحمد بطاط .

حاول مدير سجن شطه المس بكرامتي فحذرته مرارأ ،بعدها أعلنت الاضراب عن الطعام 7 أيام فتدخل المدير العام للسجون فوجدني في حاله يرثي لها فقلت له إذا كنت ترغب بأن أقوم بحل الاضراب قم بنقلي من عند هذا السافل مدير السجن هذا الى سجن الدامون وفعلاً وافق وبعد يومين نقلت الى سجن الدامون وكانت مده سجني 18 شهراً بعد خصم ثلاثه أشهر”.

1lotfiaawad

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة