ندوة شعرية بمكتبة “أبو سلمى” في الناصرة

تاريخ النشر: 27/10/12 | 11:35

بمبادرة مركز محمود درويش الثقافي في الناصرة ودائرة المراكز الجماهيرية، وبدعوة من مُركّز البرامج الثقافية في مكتبة “أبو سلمى” الشاعر مفلح طبعوني، أقيمت يوم الأربعاء الماضي في قاعة مكتبة “أبو سلمى” ندوة أدبية حول كتاب الشاعر والباحث العَروضي محمود مرعي”التّجريب وتحوّلات الايقاع في شعر محمود درويش”، حضر الندوة لفيف من الأدباء والكّتاب والصّحافيين وشارك فيها الدّكتور زياد محاميد. الكاتب عودة بشارات. المربيّة جميلة حسن. الفنان موسى إبراهيم والشاعر محمود مرعي المُحتفى باصداره.

افتتح النّدوة الشاعر مفلح طبعوني بكلمة عبّر فيها عن أهميّة صدور كتاب “التّجريب وتحوّلات الايقاع في شعر محمود درويش” الذي بذل فيه مؤلفه “المرعي” الكثير من البحث في أوزان شعر محمود درويش وإيقاعاته المتنوّعة بحيث يبيّن للمهتمّين في علم العَروض بشكل خاص وللقرّاء عامة أن الوزن الشعري في قصيدة محمود درويش من أهم العناصر الفنيّة التي يفترضها الشعر.

أمّا المربيّة جميلة حسن فقد تحدّثت عن ضرورة معرفة علم العروض، خاصة عند شعرائنا الشّباب، ثم توقفت عند استعراض بعض جوانب الكتاب، منوّهة إلى مدى الفائدة التي يوفرها للقراء، خاصة أنه ينمّي عندهم الحس الوزني الإيقاعي مما يضاعف متعة القراءة الشعريّة. وقد قدّم لها نخبة من المتميّزين في موقع التّواصل الاجتماعي “فيس بوك” باقة ورد تعبرا عن اعجابهم بنشاطها الثقافي والتّربوي.

بعد ذلك تحدّث الكاتب عودة بشارات عن رؤيته ومفهومه للشعر عامة ومحمود درويش خاصة، وأضاف: لا شكّ أن المضمون الوطني والإنساني هو الذي ميّز القصيدة “الدّرويشية” ولكي ندرك ذلك بشكل أدق أقول: بأننا حين نقرأ قصيدة مترجمة إلى العربيّة، فإننا لا نجد موسيقاها وإيقاعها، بل مضمونها، وإن هذا المضمون هو الذي جعلنا نتفاعل مع شعر”درويش” وهو الذي قدّمها إلى الثقافات الأخرى التي رحّبت بها واستقبلتها باعجاب.

تلاه الدّكتور زياد محاميد الذي تمحورت كلمته حول الطّريقة “الدّرويشية” في “انتظار الموت” بحيث يجسّد في أبعاده الفلسفيّة االفنيّة ملحمة البقاء واللجوء والاغتراب والعودة، كل ذلك يأتي ضمن مركّبات ومراحل تصدّي ومعايشة الشاعر صاحب “الجداريّة” و “لاعب النرد” للنكبة والتّشتّت في طفولته .. ثم تعايش مع مواطنة مشوهّة مهدّدة دائما بالملاحقة والمراقبة والاعتقال، وقد استطاع “درويش” أن يبدع من هذه التّجربة اعمالا شعريّة كونيّة أزليّة لا تفنى إلا بفناء الكون.

ثم قدّم الشاعر محمود مرعي المُحتفى باصداره، كلمة مرتجلة حول الإيقاع في الشعر بشكل عام، وعلاقة ذلك بالتذوق الجمالي للشعر، وكون الوزن هو العنصر الوحيد الذي يفرّّق بين الشعر وباقي الأنواع الأدبية، بحيث تشترك الأنواع الأدبية في جميع العناصر التي تجعل كل نوع في حيزه، بينما الوزن لا يوجد إلا في الشعر، وقدم نماذج من الأغاني الشعبية وألحانها التي هي ألحان أوزان الشعر العربي لا غيره.

وقرأ الشاعر مرعي مقاطع من قصيدته “دورة كاملة في المقام” مع شرح بسيط عنها، ومن مقاطع القصيدة التي قرأها:

“وَكوني رَمادَ الْـهَوى وَرَمادي …

أَنايَ مَعِي الآنَ تَتْلو عَلَيَّ صَباحَ الْـجَمـالِ / وَتَرْنو بِطَرْفٍ كَلِيلٍ / نَوافِذُ قَلْبِي مُشَـرَّعَةٌ يا أَنايَ / فَهاتي زَمانًا جَديدًا / عَسى يَـحْتَوينا / عَسى يَسَعُ الْقَلْبَ / يَـحْضُنُنا زَهْرَتَيْنِ رَبيعِيَّتَيْنِ / لِيَأْتِيَنا فَجْرُنا سُحُبًا مِنْ سَعيرِ الشُّعورِ وَلَـحْظَةَ مَوْتٍ تُعيدُ الْـحَياةَ / وَتَـجْتازُ نَحْوَ تُـخومٍ عَرَفْنا / غَرِقْنا هُناكَ عَلى حَدِّها بَيْنَ مَوْتٍ أَطَلَّ عَلَيْنا بِنَكْهَتِهِ / وَحَياةٍ تَغيبُ وَتَرْجِعُ فينا / وَنَحْمِلُنا كَالأَغانِي الْـجَديدَهْ / دَعيني أَجِنُّ قَليلا بِمـا تَسْكُبينَ عَلى وَجْهِ قَلْبي / وَما تَرْفَعينَ مِنَ الْـحَرْفِ / تَأْتي حُروفُكِ في حَضْرَةِ الآنَ نَعْفَةَ فَجْرٍ / وَتَسْقُطُ فَوْقَ مُروجِ حُضوري / تُعَلِّمُنِي كَيْفَ أَقولُكِ في كُلِّ آنٍ جُنونًا جَميلا.

ومن وحي الإيقاعات الوزنيّة التي عالجها “مرعي” في كتابه “التّجريب وتحوّلات الايقاع في شعر محمود درويش”، قدّم الفنّان موسى إبراهيم على آلة العود، معزوفات موسيقيّة نالت استحسان الحضور الذي شارك أيضا بمداخلات وأسئلة أجاب عنها المحاضرون بإسهاب.

00

01

05

06

07

09

010

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة