الإحتفال بإصدار موسوعة المقدسات في فلسطين

تاريخ النشر: 13/01/15 | 16:00

عقدت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” الاثنين 12/1/2015م مؤتمرًا صحفياً هو أشبه بالحلقة الدراسية، احتفاءً بصدور موسوعة المقدسات الفلسطينية، الذي أعلن من خلاله عن إصدار موسوعة المقدسات في فلسطين، وذلك تتويجًا لمشروع الخارطة التفصيلية -المسح الشامل- للمقدسات الإسلامية والمسيحية،وقد عقد المؤتمر في فندق جولدن كراون في الناصرة، بمشاركة الشيخ رائد صلاح؛ رئيس الحركة الإسلامية، والبروفيسور أحمد الناطور ود. جوني منصور، والمحامي محمد صبحي رئيس مؤسسة الأقصى، ومديرها المهندس أمير خطيب وحضور لفيف من قيادات الحركة الإسلامية والباحثين وغيرهم من المعنيين بالموضوع إلى جانب حضور إعلامي بارز من مختلف وسائل الاعلام.
يشار إلى أن العمل في إعداد الموسوعة استمر طيلة 13 سنة، جرى خلالها توثيق ومسح شامل للمقدسات الإسلامية والمسيحية في البلدان المهجرة من قيساريا خط عرض جنوباً إلى أقصى شمال فلسطين.
وافتتح الشيخ مهند مصطفى المؤتمر بتلاوة من القرآن الكريم في حين تولى عرافة وإدارة المؤتمر الصحفي الشاب أحمد بشناق الذي أبدع في انتقاء الكلمات وتقديم الفقرات

وألقى الكلمة الترحيبية رئيس مؤسسة الأقصى المحامي محمد صبحي جبارين الذي رحّب بالحضور، كما وشكر القائمين على إنجاح عمل مؤسسة الاقصى وإنجاح مشروع المسح الشامل من رؤساء ومدراء وموظفين وعاملين سابقين وحاليين، ووجه شكرًا خاصًّا إلى الأيدي الخفية العاملة التي لم تتوانى ولو للحظة من تقديم المساعدة والعون، ولفت الى أنّ المشروع ضخم جدًّا بحيث كلف المؤسسة أكثر من مليون دولار.
وقال: “إنّ مقدساتنا أمانة في أعناقنا، سنسأل إن لم نرعى هذه الأمانة على أكمل وجهها فأنا شخصيًّا أجد في هذا التكليف واجبًا يجب عليّ تأديته بكامل حذافيره”.
ونوه إلى أن هناك دراسة مشتركة على ضوء هذا النجاح بين مؤسسة الأقصى وجمعية الهلال للأوقاف الإسلامية بإحصاء وحصر الوقفيات في الداخل الفلسطيني، وأضاف: “يرجى أن تكون استمرارا وتواصلا مع من سبقنا ونال شرف خدمة هذه الأرض المباركة بأوقافها ومقدساتها وعلى رأسها القدس والمسجد الأقصى المبارك”.

وفي معرض كلمته قال المهندس أمير خطيب مدير مؤسسة الاقصى إنّ “المؤسسة الاسرائيلية دأبت ومنذ عام 1948 وبشكل ممنهج على تدمير مقدرات الشعب الفلسطيني ومن ضمنها اماكن العبادة والمقدسات من مقابر ومساجد وكنائس ومصليات في القرى والمدن التي احتلتها عام 1948 كما وانتهجت أسلوب تحويل المقدسات إلى غير أهدافها بهدف طمس وإخفاء المعالم والآثار الدالة على الوجود العربي الفلسطيني في هذه البلاد”.
وقال: “وللتصدي لمشروع الهدم والطمس لهذه المقدسات الذي تقوم به المؤسسة الاسرائيلية ولحفظ ما تبقى من مقدساتنا ومعالمنا التاريخية في هذه البلاد، انطلق قبل ثلاثة عشر عاما وبالتحديد في عام 2001 “المشروع العملاق”- مسح المقدسات في فلسطين- من خلال موسوعة تحصي المقدسات في الداخل الفلسطيني”.
وأشار إلى أنّ “الموسوعة تهدف إلى إحصاء أعداد وأسماء المعالم الدينية الإسلامية والمسيحية، وخصوصاً المساجد، والكنائس، والمقامات، والمقابر خوفا من ضياعها من ذاكرة الزمان والمكان”.
وكذلك تهدف إلى وصف وعرض الحالة الإنشائية الراهنة لكل من هذه المعالم بشكل موضوعي. وتهدف أيضًا إلى كتابة وصف دقيق لكل منها على أسس من المنهجية والمعايير الواضحة والمحددة، وقد بُذلت في انجاز هذا المشروع جهود جبارة ومباركة وصرفت من اجله اموالاً طائلة وجندت فيه اختصاصات مختلفة من مهندسين ومعماريين ومساحين ومؤرخين ومصورين ومحررين وعلماء آثار ذوي خبرة ومعرفة في تاريخ قرى ومدن فلسطين.

وفي نهاية كلمته أشار إلى أن “المؤسسة مستمرة في مشروعها العملاق بهدف احصاء وتوثيق المقدسات في كل الداخل الفلسطيني وقد وصلت المؤسسة الى مرحلة متقدمة في مسح المقدسات في باقي الاقضية من قيسارية وحتى ام الرشراش جنوبا ونسأل الله تعالى ان يوفقنا في اصداره في القريب العاجل”. وأضاف: “وكذلك لا بد من الاشارة الى عزم المؤسسة القيام بدراسات تخصصية وقراءات بحثية وعلمية معتمدة على المسح الشامل وكذلك استثمار الموسوعة وترجمتها الى اللغة الانجليزية وتسويقها في كل بقاع العالم”.
وأكد على ضرورة ان تزدان بها المكتبات في كل بيت وفي كل مؤسسة لما تمثله من قيمة، لنؤكد للقاصي والداني انه رغم كل محاولات معاول الهدم لاجتثاثنا من ارضنا وتهويدها فستبقى ارض عربية اسلامية وسنبقى نحفظ هويتنا ولن ننساها ابدا وانه ما ضاع حق وراءه مطالب.

وعبر البروفيسور أحمد ناطور- محاضر في كلية الحقوق في الجامعة العبرية – في كلمته عن اعتزازه بهذا الانجاز الرائع لفريق مظفر غمر قلبه الايمان بالانتماء والكبرياء وأنه لا بد من علامة فارقة في ما نحن فيه في هذا الواقع المر.
وأضاف: “لقد حظيت فلسطين الغربية بجملة من المواقع ذات الأهمية الخاصة على مستوى الامة الاسلامية، هذه المقدسات التي انتثرت من الساحل حتى الجبل في فلسطين الغربية، أمانة في أعناقنا جميعًا، ومنها مثلا مقام ومسجد علي ابن عدي في ساحل أرصوف وضريح أبي هريرة في يبنه والمسجد الأحمر في صفد ثم تلاها من حيث التاريخ مسجد حسن بيك ومسجد بئر السبع والقائمة طويلة”.
وتابع: “لا أخفي عليكم أنني ومنذ أن استحضرت هذا الوعي بأن هذه المقدسات في أعناقنا وكل ما خطر ببالي أنها مرت بسلام في كل العصور الماضية وبلغت حتى بلغناها نحن ثم تضيع في زماننا، ترى ماذا نقول حين نسأل أنها بقيت حتى بلغتنا نحن ثم ضاعت في زماننا، كابوس يضني الفؤاد إنه لحظّ سيء بغير جدل ولا خلاف”.
وزاد: “على هذه الخلفية فعلا أملأ قلبي فخرا بهذا الانجاز الرائع، هذه المقدسات هي شواهد الماضي وثوابت المستقبل وهذه الدولة حين تسمي نفسها دولة يهودية ثم تقول أنها ليست يهودية في هذا المعرض هي يهودية بامتياز فلقد اعتبرت المسلمين والعرب بشكل عام منذ اللحظة الأولى سنة 1948 أعداء من الدرجة الاولى وعاملتهم على هذا الأساس”.
وختم البروفيسور بأنه من المهم تدويل قضية المقدسات من اجل الحفاظ عليها.

الدكتور والمؤرّخ جوني منصور- مؤرخ ومحاضر في كلية بيت بيرل- قال: “تأتي موسوعة المقدسات في فلسطين لتقدم وثيقة واقعية حول حالة هذه المقدسات الراهنة وما آلت اليه بعد جريمة النكبة التي حلت بشعبنا الفلسطيني في عام 1948، حيث وضع القيمون على هذه الموسوعة هدفًا مركزيًّا وهو “إعرف مقدسات وطنك واحمها”، ولن تأتي حماية هذه المقدسات من ذرف دموع وبكاء وعويل على الحالة إنما من معرفتها بحيث أن المعرفة هي سلاح قوي نحارب به الجهل واللامبالاة والكسل والترهل”.
وأضاف: “فالموسوعة تقدم لنا معلومات أساسية عن كل قرية ومدينة فلسطينية مهجرة من شمال الوطن حتى جنوبه بكافة التفاصيل المتوفرة في المراجع على مختلف أنواعها ومن ذاكرة الآباء والأجداد ومن الأرشيفات”.

واعتبر رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح الموسوعة انجازًا تاريخيًّا كبيرًا بحيث ينفذ هذا الانجاز لأول مرة منذ نكبة فلسطين بهذه الدقة وبهذا العمق وبهذا التعب الطويل الذي استمرّ 14 عامًا من العمل المتواصل والتوكل على الله، ما بين خطر وخطر، وما بين واد وجبل، في كلّ قرانا ومدننا التي وقعت تحت آلة التدمير الإسرائيلية.
وأضاف: “نحن نعيش أجواء ثمرة جهود 14 عامًا فكل التقدير والثناء لمؤسسة الاقصى ولمن واكب معها جهدهم واختصاصهم من الأخوة الكثيرة أسمائهم”.
وتابع: “إنّ الدافع من وراء هذا المشروع هو انه وفي بداية التسعينات لاحظنا أننا كلما كنا نزور موقع مقدس كان يمضي بعد ذلك أسبوع أو اسابيع وكان يتعرض للهدم من قبل بعض الأذرع الاسرائيلية عن سبق اصرار، على سبيل المثال،أذكر تماما اننا زرنا مسجد أم الفرج القريب من مدينة عكا وفي حينه فحصنا المسجد وصعدنا على سطحه وصورناه وبعد أسابيع معدودات تبين أنه تم تدمير المسجد عن سبق اصرار، هذا الأمر تكرر على سبيل المثال أيضًا في مسجد صرفند القريب من الفريديس، فقد تم ترميم المسجد كما يجب ولعلها كانت كرامة من الله أن صلينا في هذا المسجد بعد ترميمه مرتين، وكنا على وشك أن نفتتح المسجد في صلاة جمعة حاشدة، ولكن قبل رفع الصلاة بأيام صباحًا جاءنا الخبر ان جرافة اسرائيلية دمرت المسجد، هذا الأمر تكرر بالضبط وبنفس المشهد في مسجد وادي الحوارث، تماما في نفس الوقت تم اعمار المسجد وكنا على وشك ان نفتتحه للصلاة، وقبل الافتتاح قامت جرافة اسرائيلية بتدميره، أبعد من ذلك لاحظنا أنه كان هناك دافع لجرائم الهدم لمجرد زيارة سريعة لمثل هذه المواقع، مثلا هناك مسجد رمم وزرناه وجاء الخبر بأن مئذنة المسجد تم تدميرها”.
وقال الشيخ رائد صلاح من اجل ذلك كان من الأهمية هذا المشروع، مشروع مسح المقدسات، كما أن من إسباب قيام هذا المشروع أن ما يسمى بـ الخارطة الهيكلية القطرية، أسقطت عمدا من خرائطها ومخططاتها، المقدسات الاسلامية والمسيحية، بمعنى أنها ألغت وجودها، وبالتالي قمنا بهذا العمل من اجل إيجاد خارطة مسح شامل للمقدسات والضغط من اجل أن تصبح خارطة مرجعية ومعترف بها بكل معنى الكلمة.
وختم الشيخ رائد صلاح:” اعتبر هذه الموسوعة بأنها تمثل مفتاح العودة،، عودة شعبنا الفلسطيني، واللاجئين الى أرضهم والى مقدساتهم، ونوجه كل الفلسطينيين الى اهمية استثمار هذه الموسوعة من أجل تحقيق عودة اللاجئين “.

وفي نهاية المؤتمر تمّ تكريم العاملين على الموسوعة حتى خرجت على الشكل الذي خرجت عليه وهم كلّ من: الشيخ رائد صلاح،علي أبو شيخة، م. جمال رشيد، م. سامي حلمي، م. زكي اغبارية، حسين رشيد، عبدالمجيد اغبارية، م. عادل دحلة، م. صبحي دحلة، م. محمود عيسى، م. اياد فرح، م. علاء كبها، م. عبدالله الزير، م. يوسف زهدي، م. علي سالم، علي أبو ريا، وسام محاميد، م. زاهر زيدان، عبدالناصر أبو شقير، م. ذياب دحلة، م. خلود دحلة، موسى قعدان، اياد نائل، محمد أبو زرقة، بلال محمود، شرف أحمد، مهند محاميد ومحمود أبو عطا.
في حين سبق المؤتمر معرض صور، شرح بعض مفاصل العمل في الموسوعة ومشروع المسح الشامل، فيما عرض في مستهل المؤتمر فيلم وثائقي عن تسلسل العمل في مشروع المسح الشامل، سيناريو محمود ابو عطا، تصوير وإخراج محمد ابو زرقا، انتاج: مؤسسة الأقصى، ومنتج منفذ شركة سنابل للإنتاج.
كما تقدم عدد من الحاضرين في ختام المؤتمر بعض المداخلات والأسئلة والمقترحات.

تقدم هذه الموسوعة العلمية وصفا مفصلا وموثقا للمعالم العربية الإسلامية والمسيحية الموجودة في مدن حيفا، وعكا، وصفد، وطبريا، وبيسان، وجنين، والناصرة وأقضيتها، وقد عملت على هذا البحث العديد من الطواقم المهنية تكوّنت من طاقم الإشراف والمتابعة، وطاقم البحث الميداني والرفع المعماري، وطاقم التصوير الفوتوغرافي والتوثيق، وطاقم الإعداد والتحرير، وطاقم التصميم الفني والانتاج، وطاقم المراجعة العامة، والطاقم الاعلامي، ومدققاً للّغة العربية.
اعتمدت هذه الدراسة على منهجية تمثلت بالتالي، أولا: تحضير الخرائط ذات العلاقة، وخصوصا التي أعدت زمن الاحتلال البريطاني لتحديد مواقع تقريبية للمعالم الدينية. ثانياَ: دراسة السجلات الوقفية ووثائق المجلس الاسلامي الاعلى ووثائق المحاكم الشرعية ذات الشأن. ثالثاً: الزيارات الميدانية لكل المعالم الدينية مع الاستعانة بالدور المبارك للشيوخ كبار السن الذين عاشوا النكبة والتهجير لغرض التأكد من وجودها، وتجهيز خرائط مساحة ومخططات أفقية وعامودية للإنشاءات المعمارية منها. رابعاً: حوسبة كافة الخرائط، والمخططات الهندسية كل حسب موقعه في التجمع السكاني. خامساً: كتابة المادة البحثية التاريخية عن البلد او القرية المهجرة بعد مراجعة كافة الأدبيات والكتب والموسوعات ذات العلاقة. سادساً: كتابة متن الموسوعة والذي شمل مقدمة مقتضبة عن كل قرية ثم شمل القسم الثاني المطعّم بالصور الفوتوغرافية والتصوير الجوي القديم والحديث، شمل توصيفا وشرحا لمعالمها الدينية الباقية والمندثرة اما القسم الثالث فشمل توثيقا هندسيا دقيقا بمقياس رسم صحيح يضم خرائط المساحة والمخططات الهندسية المختلفة لتبقى مستندا لا لبس فيه يواجه ويتحدى بكل قوة آلة الهدم والطمس.
وقد قامت المؤسسة من خلال هذا المشروع بإحصاء ما يزيد عن 1009 موقع في 243 مدينة وقرية مهجرة في مجموع الاقضية موضوع الدراسة الحالية وخلصت من خلالها الى النتائج التالية:
المساجد: أحصي 161 مسجدا، 33منها ما زال قائما حسب التفصيل التالي 11 مسجدا ما زالت تستعمل للصلاة وهي في مدينتي عكا وحيفا وال22 الاخرى اما مغلقة (7) او تستعمل في غير اهدافها كمخازن (5) او كمتاحف (2) او حولت الى كنس يهودية (5) او الى مطاعم (2) او قاعة افراح (1) و10 مساجد هدمت جزئيا ولا تصلح للاستعمال و118 مسجد هدمت كليا ولم يبق لها أي اثر يذكر.
الكنائس: احصيت 41 كنيسة 35 منها ما زالت قائمة وكنيسة واحدة هدمت جزئيا ولا تصلح للاستعمال و5 كنائس هدمت كليا.
المقامات: أحصي 411 مقاما 46 منها ما زال قائما، (2) مغلقة (4) حولت الى كنس يهودية (3) حولت الى مزارات يهودية (2) مزارات للدروز (1) يستعمل كمخزن و (2) تستخدم للسكن و14 مقام هدمت جزئيا و351 مقام هدمت كليا ولم يبق لها اثر.
المقابر: أحصيت 383 مقبرة اسلامية 53 منها قائمة و109 منتهكة جزئيا و221 مقبرة طمست تماما ولم يبق لها اثر يذكر وقد جرفت كليا او اقيمت عليها المباني او شقت فيها الشوارع، كما واحصيت 13 مقبرة مسيحية 9 منها قائمة و3 منتهكة جزئيا ومقبرة واحدة طمست تماما.

01

02

03

04

05

06

07

08

09

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

تعليق واحد

  1. لا ارى اي حضور للنساء ولا حتى ذكر لهن مع انهن نصف المجتمع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة