مرِّغوا نهدَيَّ بعِطرِهِ الأزرقِ

تاريخ النشر: 20/08/12 | 13:58

على عَنانِ بُشرى جائعةٍ

تماوَجْتَ..

بليلٍ لائلٍ اقتفيْتَ فيْضَ ظِلِّي المُبلَّلِ

بضوضاءِ أَصفادي

أَرخيْتَ مناديلَ عتبٍ مُطرَّزٍ بتعبٍ

تستدرجُ بِشريَ المُستحيل

وفي تمامِ امْتثالي المُتمرِّدِ تورَّدْتَ!

بومضِ عِطرِكَ العابثِ مَضـيْـتَ تـتـخـفّـى

تـقـتـرِفُ تقوَى إشاعةٍ بشوشةٍ

وأنا في سكرةِ أعماقي

أثملُ بموْجِ مُستحيلٍ

لا يُذبِلُ نُواحَهُ جنونُكَ!

أنامِلُكَ.. ما فتئتْ تتندَّى اشتعالاً دامِسًا

تُقشِّرُ سحابَ وقتِي الموْشومِ بالنّعاسِ!

ولمّا تزلْ تخلعُ أسمالَ تثاؤُبٍ

كم تيمّنَ بالأزلْ!

ولمّا تزلْ.. في سديمِ الصّمتِ المثقوبِ

تمتطي تراتيلَ كَوْني الغافي!

أسرابُ وهنِكَ المغناجِ

انسَلَّتْ

تُراقصُ نيرانَ أحلامٍ

ما غابَ طعمُها عن لساني!

طُيوفُ جراحي طاعنةٌ في سَرمديّتها

أسهْوًا..

تَشدّقها سُهْدٌ أُسطوريُّ الملامِحِ؟

أَشابها خَدرُ نَقْشِكَ الخشْخاش؟

أَعلَّقْتَ حَدْسِيَ الكفيفَ

على مِقبضِ موجِكَ الفردوسيِّ؟

زفراتُ نجومي جرَفَتْها سيولُ تمرُّغِكَ

حينما غرَّها بَسْطُكَ المُهترِئُ

وَ.. على مَقامِكَ المرْكونِ

مُــنْــصَــاعَــةً

تَــكَــسَّــرَتْ

وَ.. رصَّعتني بانكساري!

بجناحَيْ جنونِكَ انبثقْتَ عائِمًا تُرفرِفُ

اضطرَبْتَ هائِجًا تُهفهِفُ

تَستبيحُ رُفُوفَ انشِطارٍ

لَكَمْ صَفّدْتَهُ بضياعي المُنمْنَمِ

كي تمتشِقَ إِغواءاتِ احتضاري!

فتائِلُ دهشةٍ

خطفَتْ قُصاصاتِ تَوْقي مسحورةَ الطّوقِ

سمّرْتني

بينَ وعودٍ مُؤجّلةٍ وجدرانَ تتهاوى!

خُطى ريحِكَ الضّريرَةُ وَشَتْ أجنحتكَ

شبَّ لهيبُها في اقتفاءِ أثري

تنيْرَنْتَ!

تبغْدَدْتَ!

وفي مَحافِلِ التّرقُّبِ

احترفتَ تضميدَ حروقِ حروفي!

ألْسِنةُ بوْحي النّاريِّ

طليتَها بوَشوشةٍ انبجَسَتْ تستجيرُ:

سرابُ حوريّةٍ أنا؛

إِلى مسارِبِ الوَهْمِ أَغواني

بثوْبِ السّباني.. سَباني

بَعثرَ وجهيَ في ذاكرةِ الحُجُبِ

وَابتلعَ ذيليَ الذّهبيّ!

يا رُفقاءَ الأسمى

بوّابةُ سمائي مَحفوفةٌ بهياكِلَ مَجْدٍ

ساحَ ضوؤُها زركشةً تتجَنّحُ

وما انفَكّتْ بأهدابِ الذّهولِ تتموّجُ

اِستنيروا بي!

لَدُنِي المُقدّسُ كَمِ ازدانَ بأرياشِ الشّمسِ

وَمُنتشيًا

تَعَنّقَ نحوَ عُشِّ النّارِ!

بسليمانَ أغيثوني

بأسرابِ جِنِّهِ؛ تَحفُرُ قاعَ بَحري أَفلاجًا

تُهْدينيها في ليلةِ عيدي

مرِّغوا نهْدَيَّ بعِطرِهِ الأزرقِ

لتهُزَّ قلائدُ سمائي غيثًا.. يتضوّعُ حُبّا.

يا رُفقاءَ الأسْمى

مرِّغوا نهْدَيَّ بعِطرِهِ الأَزرقِ

وزُفُّوا إليَّ.. ذيْلِيَ الوضّاء!

____________________________

*تنيرتَ/ تشبّهتَ بنيرون *تبغددت/ تشبّهتَ بأهل بغداد

*السّباني نسبة إلى سبن قرية عراقية في نواحي بغداد

والسّبنيّة هو أزر أسود للنساء

*سَباني الثانية تعود إلى السّبي والأسْر

‫3 تعليقات

  1. لا اعلم كيف لي وللقراء ان يفهموا مثل هذا الغموض في الشعر
    وان كان من جمال الشعر الحديث هذا الغموض ,فلا يجب ان يصل الى درجة من الابهام في رأيي .

  2. ربما الجمال في الغموض؟ لا بد من ظهور ناقد مبدع يحلل ويعلق على هذه القصيدة، غزيرة المعاني الجميلة. أحيي الشاعرة على هذا النوع من الشعر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة