كفرقرع تُودع سميح القاسم بقصفة زيتون

تاريخ النشر: 12/09/14 | 9:11

عاشت كفر قرع بالأمس أمسية ثقافية فريدة من نوعها وغير اعتيادية تحت عنوان “ظلامَ السّـجنِ خَيِّمْ إنّنا نَهْـوَى الظـلامَا ….ليسَ بعدَ السّـجنِ إلا فجـرُ مجـدٍ يتَسَامى”، وذلك تحت رعاية رئيس المجلس المحلي المحامي حسن عثامنة ومبادرة وتنظيم قسم الثقافة والتربية اللا منهجية في المجلس المحلي، إذ شملت الأمسية الوطنية وقفة إجلال لروح شاعر العروبة الفلسطيني سميح القاسمالذي غيبه الموت في التاسع عشر من اب المنصرم، بالاضافة الى عرض أخاذ لمسرحية الزمن الموازي التي تسلط الضوء على المعاناة الحياتية القاهرة لحياة الأسرى وراء القضبان من بواكير مسرح الميدان. وفي تعقيب له حول الأمسية بشقيها فقد أكدالمحامي حسن عثامنة على ضرورة العمل الموازي أيضا على سيرورة تعليم وتثقيفالإنسان من جهة وإنشاء العمران المطلوب من جهة اخرى من اجل الارتقاء برفاهية المواطن القرعاوي كيفما يستحق، مشيراً الى الدور الأساسي الذي يلعبه شعر المقاومة في بناء شخصية الفلسطيني المُغّرب عن وطنه وهو فوق أرضه والى الدور الأساسي الذي قدمه الشاعر سميح القاسم للوطن الفلسطيني وإسهاماته الكبيرة في الذاكرة الفلسطينية والموروث الشعري والأدبي لشعبنا المناضل.
تجدر الاشارة الا ان الحضور اجتمعوا وتوافدوا الى ارض الحوارنة ليكون استقبالهم مع فتح ابواب القاعة في لفتة مؤثرة وفريدة من نوعها ليجلجل هناك صوت شاعر العروبة سميح القاسم من خلال قصيدة تقدموا تقدموا وقصيدة أنا متأسف وقاومت فقاوم واحكي للعالم احكيله عن طفلوا كسروا قنديله وقاومت فقاوم وجيل يهز الجيل القادم وغيرها من إبداعات سميح القاسم التي ارتقت بالذائقة الشعرية النضالية الى مصاف الخلود والمنحى الاممي الإنساني.

توّلت عرافة الأمسية الثقافية الوطنية السيدة مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية والتي حيت بدورها كل الجماهير التي قدمت من كل أنحاء بالبلدان بتحية الوطن والبيلسان. ومن ثم دعت السيد نظير زحالقة القائم بأعمال الرئيس والذي حيا بدوره جميع الحضور الذين قدموا من جميع البلدان والقرى وفاءً للاسرى ولسميح القاسم مؤكداً على دور مثل هذه الفعاليات الثقافية الوطنية بحياتنا مشيراً إلى الدور الطلائعي الريادي الذي يميز كفر قرع في هذا السياق الثقافي متطرقاً الى مضمون المسرحية تكريما منا للأسير والسجين الفلسطيني من خلال الزمن الموازي والوقوف حداداً على روح الشاعر الفلسطيني سميح القاسم.
وبعدها دعت عريفة الامسية السيدة زحالقة مصالحة جمهور عشاق القاسم والوطن لقراءة الفاتحة عن روح ابي محمد الوطن والوقوف دقيقة حداد اجلالاً لروح الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم واصفة اياه بزيتونة الرامة وبمنتصب القامة مرفوع الهامة حاملاً نعشه على كتفه وقصفة الزيتون رايته وهامته العز، وفي لفتة قمة في التميز لكفر قرع فقد تم توزيع قصفات الزيتون على جميع المشاركات والمشاركين في الأمسية بالاضافة الى قصيدة منتصب القامة بصوت الرائع مرسيل خليفة لتصدح حناجر الجمهور بمنتصب القامة امشي مرفوع الهامة امشي وهو يرفعون عالياً قصفات الزيتون تحديداً من زيتونة الثقافة التي زرعها القاسم بيديه على ارض الحوارنة في حفل منح مواطنة شرف قرعاوية لطائر الرعد الفلسطيني ليصبح زيتها مداداً لترسيخ اسمه في الذاكرة الجماعية الفلسطينية. كما وتماهت الجماهير بنشيد موطني وهو فاتحة الأعمال الوطنية في مسرح كفر قرع لتهديها جميعاً لروح الشاعر الساكنة في الرامة والقلوب ولتغنى منه وله واليه ومعه، ليكون المشهد مؤثراً من الطراز الاصيل الصادق. كما ونقلت عريفة الامسية تحية انجال الشاعر الأربعة لكل الحضور تقديراً ووفاءً.
ومن ثم انتقلت الجماهير لتشاهد مسرحية الزمن الموازي التي أبدع بأدائها مجموعة من المع فناني الوطن بحس وطني انساني مرهف وغير سياسي جسد للمشاهدين المعاناة الإنسانية للأسير الذي لا يحق له ان يحلم حتى وربما زُج به في السجن لأن أحلامه كانت اكبر من مساحة المسموح بكل ما تحمل الرمزية والمجاز من معان، لزمن الموازي وفاءً منا لمسيرة نضال مُوشحة بنضال شاق ملطخ بالدم والعرق والدمع والسنابل من اجل تحرير الأرض والإنسان فلا لوز في السجن ليزهر فعلاً ولا يحتمل السجن منطقة وسطى…المساحة بين السجن والحرية وان بدت حقيقة فإنها تتسع لفراغ الدنيا كلها.  واختُتم العرض بصوت الشاعر سميح القاسم وقصيدة أنا متأسف وباقة من القصائد الخالدة.

حول العمل المسرحي لمسرح الميدان: (الزمن الموازي)
المسرحيّة، المستوحاة من تجربة الأسير وليد دقة، والتي تسلط الضوء على تجربة الأسير “وديع” الذي يخطّط بالسّر مع مجموعة من الأسرى لبناء آلة عود للاحتفال بزواجه من حبيبته “فداء”، شكّلت بالنسبة للمثّلين الذين شاركوا فيها تجربةً نوعيّة ومختلفة. “كان عليّ أن أشعر ما يشعره الأسير، فأخذت أبحث عن السجن في حياتي اليوميّة، في العمل وفي المنظومات التي نعيشها بشكل يومي. وقد يحيلنا ذلك إلى طرح أسئلة وجودية حول معنى الحياة داخل السّجن وخارجه”، يقول الممثل مراد حسن، الذي يقوم بدور “مراد”؛ عازف العود الأسير. أما الممثلة شادن قنبورة، والتي قامت بدور “سناء” حبيبة الأسير “وديع”، فتقول: “لقد وصلت، في مسرحيّة الزّمن الموازي، إلى مساحة جديدة في تجربتي المسرحيّة، وهي أن لحظات قصيرة وتفاصيل صغيرة جدًا قد يقوم بها الممثّل، دون اللّجوء إلى “التمثيل” كحالة مضخّمة أو إلى صناعة الشّخصية، هي كفيلة بأن تصل إلى الجمهور إذا كانت صادقة”. وأضافت: ” ليس سهلا أن تستوحي دورك من شخصيّة واقعيَّة، ذلك أشبه بأن تقول لها إنّك تعرفها وتفهم مشاعرها، بينما أنت لم تقف مكانها ولم تخض تجربتها”.  وفيما يتعلّق بالجانب السّياسي، الذي لا يمكن فصله عن قضيّة الأسرى، إلا أن المسرحيّة سعت إلى عدم الجهر به كشعار، وإنما التطرّق إلى كل القضيّة من أبعادها الإنسانيّة البسيطة، يقول مراد: “إن مسرحيّة الزّمن الموازي لا تطرح سؤالا سياسيًّا مسطّحًا، بل تطرح أسئلة عميقة وإنسانيّة، كالسؤال الذي راودنا طوال العمل: “ما هو معنى الانتظار؟ وكيف يحافظ الأسير على توازنه داخل غُرْفَةٍ أو زنزانَة؟ كيف يحافظ على نفسه من الانزلاق، وهو يقف عند حافّة الجنون؟”.

01

02

03

04

05

06

07

08

09

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

tyy (1)

tyy (2)

tyy (3)

tyy (4)

tyy (5)

tyy (6)

tyy (7)

tyy (8)

tyy (9)

tyy (10)

tyy (11)

tyy (13)

tyy (14)

tyy (15)

tyy (16)

tyy (17)

tyy (18)

tyy (19)

tyy (20)

tyy (21)

tyy (22)

tyy (23)

tyy (24)

tyy (25)

tyy (26)

tyy (27)

tyy (28)

tyy (29)

tyy (30)

‫3 تعليقات

  1. بودي ان اشكر رئيس المجلس المحلي والقائم بأعماله وبالاخص ام اياس مها مصالحه-زحالقة على جهودهم الجبارة لاحياء الحياة الثقافية في كفر قرع من جديد. برأيي أن المرحوم سميح القاسم، كشاعر الوطن والمقاومة، وكمواطن شرف قرعاوي أهل لأن تنظم أمسية تأبنية خاصة، ثقافية-سياسية، لذكراه، تعكس احترامنا وتقديرنا له ولأدبه، شعرا ونثرا، والذي عبرت عنه كفر قرع بمنحه مواطنة الشرف. أما بخصوص المسرحية، فقد كانت تجربة فريدة من نوعها، ليس بمعنى التسلية او المتعة، وإنما بقدر ما نجح المخرج والممثلون، بجعلنا نشارك المساجين شعورهم، عزلتهم، بساطتهم، جماعيتهم، خصوصية كل واحد منهم، احلامهم وسعيهم الدائم وراء الحلم. ولهم اقول: كنتم رائعين!

  2. قدما والى الامام كفرقرع عاصمه المثلث الثقافي . وشكرا لاداره المجلس المحلي على هذه الخطوات الرائعه . فنحن بحاجه للرباضه وللثقافه والفنون والتعليم . بنفس احتياجنا للشوارع وباقي الخدمات .

  3. كل الاحترام للسيد نظير زحالقه ومها مصالحه زحالقه وحسن عثامنه على اقامه مثل هده الامسيه
    ونطلب منكم الاكثار من هذه الفعاليات التي افتقدتها قريتنا في الفتره الاخيره. .
    بس في ملاحظه : تم الكتابه ان الفعاليه تمت تحت رعايه السيد حسن عثامنه ، يا ريت لو يكتب تحت رعايه مجلس كفر قرع والقسم المختص.
    انا ارى ان هناك مبالغه بان يكتب اسم السيد حسن انه الراعي لهذه الفعاليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة