حفل توقيع "ما تيسر من الحب والوطن" للشاعر نزيه حسون

تاريخ النشر: 07/05/12 | 9:05

تحت رعاية البلدية  ودار الثقافة والفنون، أقام المنتدى الأدبيّ الشفاعمريّ في الجليل أمسية أدبيّة، احتفاءً بصدور “ما تيّسر من عشق ووطن” للشاعر الشفاعمريّ نزيه حسّون، وذلك بتاريخ 4-5-2012 في قاعة دار الثقافة، وبحضور عدد من السّياسيّين والصّحفيّين وأعضاء بلديّة شفاعمرو، وجمهور من المثقفين والأدباء والشعراء والأصدقاء والأقرباء.

تولّى عرافة الأمسية الفنان عفيف شليوط، واستهلّها بكلمة ترحيبيّة أعقبها بقوله: لقد انطلق صوتُ الشاعر نزيه حسّون ثوريًّا مُدوّيًا في السّبعينيات من القرن الماضي، في فترة شهد فيها المجتمع العربي الفلسطينيّ في الدّاخل مَفصَلاً تاريخيًّا في معركة البقاء، والتصدّي والصّمود لسياسات نهب الأرض والاقتلاع، وكان ديوانه الأوّل “ميلاد في رحم المأساة” الصادر عام 1980، متأثّرًا إلى حدّ كبير بتلك الأحداث التي ألمّتْ بالشعب الفلسطينيّ منذ عام 1948، وحتى هَبّة يوم الأرض الخالد عام 1976، ثمّ اشتدّ عزمُهُ الثوريّ في مجموعته الشعريّة “أبحثُ عن جسدٍ يَلدُ النصر” الصادر عام 1983، لينقطعَ نشرُ إنتاجه الأدبيّ رغم عدم توقفه عن الكتابة، حتى منتصف العقد المنصرم من القرن الحاليّ، حيث أصدر عام 2006 ديوانه الثالث “سيمفونيّة الحزن المسافر”، والذي يمكن اعتباره الديوان الأوّل الذي يشير إلى التحوّل الكبير في شعر نزيه حسون، من حيث أسلوبه الشاعريّ الرقيق الذي لا ينفكّ منذ ذلك الوقت عن تناول مشاعره الإنسانيّة وعشقه الأبديّ، ولا بدّ من التنويه أنّه كان قد أصدر بين “أبحثُ عن جسدٍ يلدُ النصر”، و”سيمفونية الحزن المسافر”، مؤلّفًا له أهمّيّته في مكتبتنا، هو كتاب “أروعُ ما قيل في توفيق زياد” الصادر عام 1997، الذي جاء إثر رحيل شاعرنا توفيق زياد عام 1994.

في العام الماضي عندما كرّمَتْ مؤسّسة الجذور في شفاعمرو الشاعر نزيه حسّون، كان لي شرف تولّي عرافة هذه الأمسية، ورافقته قبل أسبوعين لمدينة القدس حيث كان ضيف الإطار الأدبيّ المقدسيّ “اليوم السابع”، وقد تورّطت معه في عمليّة هروب بوليسيّة في مدينة الطيبة، حيث هربنا في جنح الظلام بعد أن أحتجزنا من قبل المُعجبين بشعره، لإلزامه عنوة بالاشتراك في أمسية شعريّة أخرى لم تكن مُدرَجة في البرنامج. باختصار؛ لازمت نزيه في سكناته وحركاته، وتحدّثت عنه كثيرًا وعن شعره، وساهمت في تحليل قصائده، فخصلة جيدة لدى نزيه أنه يحبّ أن يتعلم دائمًا ويستمع لرأي الآخرين، ويهمّه رأي الناس والجماهير، فهل صدفة أن أطلق اسم الجماهير على مكتبته؟! والأمر الذي يربكني اليوم، هو كيف يمكنني أن أقدّم نزيه دون أن أقع في فخ الرتابة والتكرار، فماذا يمكنني أن أضيف وأن أجدّد؟

وعن رئيس بلدية شفاعمرو السيّد ناهض خازم ناب السيد أحمد حمدي مدير القسم الثقافيّ في مدينة شفاعمرو، الذي اعتذر عن عدم حضور رئيس البلديّة لتواجده الاضطراريّ خارج المدينة، فحيّى الأدباء والشعراء، مؤكّدًا أنّ البلديّة وقسم الثقافة سيعملان دائمًا على خدمة الأدب، وعلى إيجاد نهضة أدبيّة راقية في شفاعمرو، ثمّ تطرّق إلى دوْر الشاعر نزيه حسّون وإسهامِهِ الكبير وعَبْرَ عقودٍ من الزمن في خدمة مشهدنا الأدبيّ، وتسخير شعره لخدمة قضايا شعبنا الفلسطينيّ قائلا:  لقد رافقت الشاعر الكبير عبر فترات طويلة إلى مختلف قرانا ومدننا من راهط حتى الجولان، وكنت أشهد كيف كانت الجماهير تقاطعه بألوفها صارخة، أَعِدْ أعِدْ، وكيف كان له دوْر هامٌّ بإيصال الانتفاضة الفلسطنيّة عبر الشعر إلى العالم كله.

واختتم كلامه بالتأكيد على دور الكلمة، وضرورة دعم الأدباء والشعراء، وتحدّث عن انطلاق صوت الشاعر نزيه حسون ثوريًّا مدوّيًا في السبعينيات من القرن الماضي، في فترة شهد فيها المجتمع العربيّ الفلسطينيّ في الداخل مفصلا تاريخيا في معركة البقاء والتصدّي، والصمود لسياسات نهب الأرض والاقتلاع، واستمراره بالإبداع حتى يومنا هذا.

ويعود عفيف شليوط ليقدم مديرة دار الثقافة والفنون السيّدة عزيزة دياب إدريس بفقرة اقتبسها من مقدّمة حوار أجرته آمال عوّاد رضوان مع الشاعر نزيه حسون فيقول:   “الشاعر نزيه حسون؛ تسكُنُ الرّيح أمواجَ وصلِهِ وتمخرُ زوارقهُ لججَ الأحاسيس، لكنّها أبدًا لا تكنُّ ولا تسكن، تُمطرُ سماواتُ حبّهِ طوفانًا مِن الأحلام الصّامتة الصّاخبة، تُعطّرُ مساءاتِ الإنسانيّة المهدورة على قارعةِ الظلم بأثيرٍ نزيهٍ مِن شجون قلبِ الحسّون، وكما الحمامة تنطلق مِن فُلك نوح تنشدُ الأمنَ والسّلم، ينبثقُ الحسّون مِن زورقِ وصالِهِ مُحلّقًا، ليطليَ ظلالَ اللّيل العابس بشفافيّةِ ألوانِهِ القزحيّة، وهناكَ على ضفافِ السّكون، تتماهى كلماتُهُ الوضّاءة مناراتٍ تتناثرُ في أفقِ الخيال، وعلى هودجٍ مِن حروفِ العشق وأجنحةٍ مِن فراشاتِ الكلماتِ الجميلة، وزورقٍ صغيرٍ مُبحرٍ في رحلتِهِ الأبديّة إلى موانئ الشّعرِ والجَمالِ يُنيرُ القلب، وتتوهّجُ الرّوح”!

وفي مداخلة الشاعر تركي عامر، استهلها بقصيدة للصديقه الشاعر نزيه حسّون هي “الحبّ سرّ المعجزات جميعها” (من مجموعة “ما تيسّر من عشق ووطن”) ص 73، ثمّ قال:

إنّ هذا الشّعر الواضح الأنيق البسيط العميق، هو ما سيبقى ممّا يكتب الكاتبون. فالشّعر، قطعًا، ليس كلماتٍ متقاطعة أو فوازيرَ رمضانيّة. ولا يأتي بمثل هذا إلاّ من كانت “زوّادتهم” الفنّيّة والفكريّة “ماكنة”. وهؤلاء سيدخلون الجنّة بغير حساب. وحسب نزيه حسّون أن يكون من النّاجين من العقاب، وأضاف:    يصدّر نزيه حسّون مجموعاته الشّعريّة بـ: “للهِ كنوزٌ تحتَ العرش مفاتيحُها ألسنةُ الشّعراء”. وهؤلاء، لا نحتاج إلى قهرهم أو نهرهم كي يسلّموا المفاتيح. أعطهم هامشًا من زمكان يهرّوا ما بجعبتهم دون ضربة كفّ. أمّا لو تحصّلوا على قبّعة إخفاء، لخرّبوا الدّنيا وقرّبوا الآخرة.

ثمّ تطرّق تركي عامر إلى ما يعانيه الكاتب العربيّ في بلادنا بسبب انعدام دور النّشر وشبكات التّوزيع المهنيّة الّتي تحفظ للكاتب أبسط حقوقه الآدميّة! وتمنّى على رجال الأعمال العرب أن يهتموا بالكتاب كاهتمامهم بالكراميكا والكنافة وكرة القدم.

وكان مسك الختام ان شنف الشاعر نزيه حسون وبناءً على رغبة الجمهور آذانهم بقصيدته “حيفا تسافر في دمي”، وبعدها قام بالتوقيع على الديوان والتقاط الصّور التذكاريّة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة