ما أروعَ لقاءَ المربّين المتقاعدين "في البحر الميّت"…!!

تاريخ النشر: 08/03/12 | 22:00

قبل عام طُلِب منّي أن ألقي كلمة في حفل أُقيم في بلدي كفر قرع للمربّين المتقاعدين (الذين يربو عددهم عن 130 مربيًّا) فكان مما قلتُ في تلك المناسبة:

” أيها الأحبّةُ الأعزّاءُ، أقول لكم ولنفسي:

إن الخروج للتقاعد لا يعني التقاعسَ ولا الخمول، ولا يعني التوقّفَ عن العطاء!

انتهت مرحلةٌ وبدأت مرحلةٌ جديدة، انتقلنا إلى موقعٍ جديد ومحطّةٍ جديدة!

سنواصل مسيرة العطاء مستمدّين الحكمةَ من تجارب السنين ومن معلوماتنا الثريّة!

سنواصل التطوّرَ والنماء متسلّحين بالإرادة والعزيمة والإيمان الصادق!

فالشيخوخةُ تكمنُ في الروح والإحساس أكثرَ ممّا تكمنُ في الجسد،

والإنسانُ يهرمُ حين يتوقّفُ عن التطوّر والتقدّم!

سيظلّ شعارُنا الأثيرُ قولَ اللهِ تعالى في كتابه المبين:

وقل ربّي زدني علما”.

وسنظلّ نقتدي برسولنا العظيم خاتمِ الأنبياء والمرسلين في حديثه الصادق:

“اطلبوا العلمَ من المهد إلى اللحد”.

لكلّ هذا أُهيبُ بكم أن تواصلوا مسيرة التطوّر والعطاء والتواضع!

كونوا كالسنابل الملأى لا السنابل الفارغة، وما أجملَ قولَ الشاعر:

ملأى السنابلِ تنحني بتواضعٍ – والفارغاتُ رؤوسهن شوامخُ

أقبِلوا على المطالعة واجعلوها عادةً متأصّلة في نفوسكم لأنّها تكسبُ المعرفة، وتوسّع الآفاق، وتشحذ الفكر، وتنمّي الخيال، وتغرس القيم، وتصقل الشخصية، وتمنح المتعة والتطهير!

كونوا نبعا فيّاضا يتجدّد على الدوام، فالمياهُ الراكدة تصبح آسنةً فاسدة!

جودوا على مجتمعكم بما تملكون من معارفَ وتجاربَ، وتذكّروا ما آلت إليه تلك التينةُ الحمقاء التي جنت على نفسها عندما امتنعت عن العطاء، فجاءت حكمةُ إيليا أبو ماضي: :

من ليس يسخو بما تسخو الحياةُ به – فإنّه أحمقٌ بالحرص ينتحرُ

لنعملْ على رفعة مجتمعنا وبلدنا بالتكاتف والتعاضد والمحبّةّّ والإخلاص!

فهذه رسالةٌ وأمانةٌ في أعناقنا ما دامت قلوبُنا تنبضُ بالحياة!

قال تعالى:

وقُل اعملوا فسيرى اللهُ عملَكم ورسولُه والمؤمنون

هذا الاقتباس يصلُح أن يُقال عن الأيّام الأربعة الممتعة المُثرية التي قضيناها في فندق على البحر الميّت، حيث اجتمع عشرات المربيّات والمربّين المتقاعدين (من المثلث والنقب واللد والرملة…) ليلتقوا بالأستاذ زياد مجادلة الذي حدّثهم عن منصبه الجديد كمسئول عن قسم التنظيم والتنسيق في نقابة المعلمين الرامي لتعزيز مكانة المعلّمين وإثرائهم، وليستمعوا إلى محاضرة قيّمة للأستاذ د. عارف أبو ربيعة حول: “الطبّ الشعبيّ والنباتات الطبيّة” وليتفاعلوا بالمسرحيّة الهادفة للممثلة القديرة المبدعة روضة سليمان، وليستمتعوا بالمعلومات الوافية عن تراثنا الشعبي وبالطُرَف المسليّة من المربّي الموسوعيّ طلعت محاجنة – أطال الله في عمره ووهبه الصحة والعافية – ولتعيش المشاركات سهرة ممتعة مع الأغاني الشعبيّة بالصوت الأصيل المعبّر للمربيّة الفنّانة ماريا أبو واصل!

ومما أضفى المزيد من البهجة والمتعة هو تبادل أحاديث الودّ والسمر بين المشاركين، وممارستهم الهوايات المتنوعة: من رياضة المشي بمحاذاة شاطئ البحر الميّت، والعوم والسباحة والنشاطات الترويحيّة الأخرى!

وبهذا السياق بودّي إبداء بعض الملاحظات:

– أقترح في اللقاءات القادمة إشراك مندوبين عن المربّين في بلورة برنامج اللقاءات.

– أن يشتمل البرنامج على “جولات” للتعرف على معالم المنطقة وآثارها وما تحتويه من مشاريع ومصانع!

– أن يضاف للمحاضرات المثرية لقاءات مع مسئولين في الحكومة والوزارات المختلفة للتعرّف على برامجهم ورؤياهم المرتبطة بالوسط العربيّ، ولإطلاعهم على آراء المربّين العرب في ذلك!

وفي الختام، نبعث بتحيّة شكر وثناء للمسئولين في نقابة المعلّمين، وللمنظّمين والمشرفين على هذه اللقاءات، ونخصّ بالذكر الأستاذ حسني بيادسة الذي كان له دور فعّال في التنظيم وعرافة فقرات البرنامج!

‫4 تعليقات

  1. كانت لنا المشاركه الاولى مع المتقاعدين الا اننا ارتشفنا حكمة الكبار وبركة صحبتهم والجوار
    ندعوا الله ان يمد في اعمارهم جميعا وان يديم هذه اللقاءات وهم يرفلون في وافر من الصحه والعافيه

  2. شاءت الأقدار الربانية أن توصل هؤلآء الجنود (المجهولين حينئذ) أن يحاصروا أهدافهم التي شرفها المولى سبحانه وتعالى أن ترقى بهم الى الوصول الى الذروة ، ذروة العلم والمعرفة بايصالها الى من كانوا بحاجة اليها – وقد وصلت . فبعد طول بذل العطاء كان حقا أن تلتقي هذه النخبة التي اجتمعت على المحبة والصحبة والأخاء بعيدا عن ضجيج الحياة وصخبها .هنيئا لكم ايها الزملاء الاعزاء , اطال في اعماركم مع الصحه والعافية.

  3. الحياة شعلة خير سلمت لنا..علينا ان نسلمها شعلة خيرات للاجيال القادمة..

    جدير بنا ان نتالق باداء ادوارنا بمسرح الحياة لنخلق حياة فاضلة لنا

    وللاجيال القادمة…

    تحية اجلال واحترام للمتقاعدين ..اتمنى لهم وافر الصحة والعافية ..ودوام

    العطاء الكريم..بوركتم وحفظكم الله ورعاكم..

  4. بكل الحب نحييكم وأجمل باقات الورد نهديكم ، من تجربتكم الغنية نستمد قوة الطاء و شعلة الإبداع .جدير بنا الإعتراف بما بذلتموه من جهد واحتراف لتمهدوا لنا الطريق نحو الإرتقاء ونحن على العهد باقون نحو سبيل العلم والمعرفة متجهون وللغاية المنشودة مدركون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة