انتهاكات الاحتلال في المعتقلات بحق المصلين في المسجد الأقصى

تاريخ النشر: 19/06/14 | 12:51

لا تتوقف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي عند حدود الأخلاق والأعراف الانسانية بل تتجاوزها في اختراق القوانين المعرفة دوليا في مضمار حقوق الانسان وصيانة كرامته، عدا عن باقي الانتهاكات التي لن نتطرق لها في هذه الأسطر لعددها المهول في أكثر من حقل. لكننا سنسلط الضوء على الاعتداءات اللفظية والجسدية المهينة التي يتعرض لها الموقوفون في معتقلات الاحتلال في مدينة القدس، شبهها أحدهم بسياسات الاحتلال الأمريكي المهينة في سجن أبو غريب وغوانتانامو، التي وصفها أمين عام منظمة العفو الدولية أنذاك ايرن خان أنه لم يكن هناك، ومنذ إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، مثل هذا الهجوم على حقوق الانسان وقيمها ومبادئها.

وقد شهدت الفترة الأخيرة تصعيدا خطيرا في استعمال القوة المفرطة بحق النساء والشيوخ والأطفال المعتقلين على خلفية تواجدهم اليومي في المسجد الأقصى، من دون أن توجه لهم تهم عينية بل كانت عامة تحمل أكثر من معنى وفقا لتحكيم رأي المدعي. على سبيل المثال لا الحصر إثارة الشغب والإخلال بالنظام العام وتهديد سلامة الجمهور أو إعاقة الشرطة في أداء عملها.

الحاج خطيب تمنى لو انشقت الأرض وابتلعت المهانة التي ألحقت به
وكانت شرطة الاحتلال قد اعتقلت الحاج محمد شوكت خطيب، 52 عاماً، في صباح العاشر من الشهر الحالي حين اقتحمت المسجد الأقصى وقامت باعتقاله واقتياده الى مركز الشرطة بحجة إعاقة الشرطة في عملها والاعتداء على مستوطن أثناء اقتحامه المسجد، مدعية امتلاكها صور ومقاطع فيديو تثبت ذلك. وحين وصوله الى مركز التحقيق اتهمه المحقق بالتحريض وإثارة الشغب والاعتداء على مواطن في “ساحات عامة”، وأظهر له مقطع فيديو تفاجأ خطيب أن الهدف من وراء مشاهدته كان الاستفسار عن هوية مصلين تواجدوا في المسجد في ذاك اليوم وليس إثبات “جنايته”، الأمر الذي رفضه جملة وتفصيلا.

وطلب المحقق من الحاج خطيب الخروج الى ساحة المركز وخلع ملابسه بدعوى الاشتباه به بحيازة المخدرات، وأنه لا يمكن أن يعترض على هذه الإجراءات لقانونيتها. وبقي الحاج من دون ملابس في ساحة المركز أمام المجندات والشرطيات لمدة نصف ساعة، تمنى لحظتها لو أن الأرض انشقت من تحت أقدامه وابتلعت المهانة التي الحقت به.

مزقوا ملابسها وعرضوا عليها حفنة شواقل مقابل التخابر معهم
فيما عانت الحاجة عايدة الصيداوي من مدينة القدس، 53 عاماً، من اعتداء جسدي وتمزيق قطع من ملابسها على يد عناصر شرطة الاحتلال عند باب حطة أثناء اقتيادها لمركز الشرطة في التاسع من الشهر الحالي، وقام المحقق عند وصولها باتهامها بضرب المتطرف اليهودي يهودا غليك، الذي يقتحم الأقصى يوميا برفقة مجموعات استيطانية، وتهديده “بتفجير” المسجد الأقصى، الأمر الذي أثار سخط صيداوي بتوجيه هكذا اتهام بحقها. وتابع المحقق أنه سيأتي يوم سنقفل فيه الأقصى ونمنع المسلمين من الدخول كليا. وعندما اعترضت على ذلك أجابها أن الحكم للأقوى وأنهم سيحكمون الأقصى أيضا بالقوة.

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد حيث عرض عليها المحقق “منحة” مالية وقام بإخراج رزمة أوراق من فئة المئتي شيقل لإغرائها مقابل العمل معهم، رفضت الصيداوي تناولها معتبرة مجرد الاقتراح إهانة بحقها.

ووصفت الحاجة صيداوي ظروف الاعتقال بالقاسية حيث تم إحتجازها مع نساء صاحبات سوابق جنائية داخل زنزانة متسخة مساحتها 2.5*3م بها أربع أسرة عرض كل سرير 60 سم عليه بطانية متسخة لم تغتسل منذ زمن بعيد. وشملت الغرفة رغم صغر حجمها مراحيض داخلية قذرة، كما نصبت كاميرا مراقبة أعلى الغرفة تصور على مدار الساعة ما حال دون تغيير ملابسها طيلة فترة الاعتقال.

وتم اعتقال الصيداوي أكثر من سبعة عشر ساعة وحكمت المحكمة بإبعادها عن المسجد الأقصى ثلاثين يوما بالإضافة الى غرامة مالية، رغم إثبات عدم اقترافها أي عمل جنائي يستحق العقاب.

شتموا دينه ونبيه ورئيس الحركة الاسلامية وانهالوا عليه بالضرب المبرح
أما الشاب فراس سواعد من مدينة شفاعمرو، 26 عاماً، فتمنى لو أن الله أنعم عليه “بنعمة” الصم بعد أن تعرض لأبشع أنواع الاهانات البذيئة من سب الذات الالهية ونبي الاسلام عليه الصلاة والسلام، بالإضافة الى رموز الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني عدا عن الاهانات الشخصية والضرب المبرح في مناطق حساسة في جسمه، من دون أن توجه إليه أي تهمة عينية.

ونعرض بعضا من الاعتداءات التي عانى منها المصلين في معتقلات الإحتلال بحسب إفاداتهم لمركز “ميزان” لحقوق الانسان، الذي أصدر مؤخرا كتيبا بعنوان “انتهاكات حقوق الإنسان في واحة الديمقراطية”، يكشف فيه عن الانتهاكات التي مارسها الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك في أسبوع عيد الفصح العبري الأخير.

ظاهرة “التشبيح” لم تعد غريبة عن معتقلات الاحتلال
محمد جمعة،30 عاماً، من مدينة الطيبة: إعتقلوني أثناء قضاء حاجتي في المراحيض المسجد الأقصى، وضربوني ضربا مبرحا، وأخرجوني من المرحاض عاريا ولم يعطوني الفرصة حتى أكمل قضاء حاجتي وارتداء ملابسي. وفي المركز تناوب علي الكثير من أفراد الشرطة لأكثر من أربع ساعات بالضرب وأنا “مشبوح” على الأرض مقيد الأيدي والأرجل الى الخلف ورأسي الى الأرض، وخلال هذه الفترة أخذني بالقوة ثلاثة من أفراد الوحدة الخاصة الى مرحاض ضيق وانهالوا علي بالضرب ولم يراعوا منطقة دون أخرى في جسدي. وكلما أردت التكلم انهالوا علي بالضرب مجددا وسبوا ديني وأهلي.

ضربوا رأسه بباب حديدي مرتين ومن ثم ضربوه بطرف درج من الرخام وداسوا عليه
وسام ياسين، 30 عاماً، من مدينة الطيبة: هدفهم كان إذلالنا بالإضافة الى الضرب المبرح في انحاء مختلفة من الجسم، وأصبت إصابة بالغة في عيني اليمنى، وتم ضرب رأسي بباب حديدي مرتين ومن ثم ضربة بطرف درج من الرخام فسال الدم من رأسي بكميات كبيرة فألزمني ذلك أن أستلقي على بطني ورأسي فوق الدماء لمدة نصف ساعة تقريبا، وقد قام أحد الجنود بالدوس علي بقدميه.

وأضاف “ثم استمر “شبحي” بصورة لا تطاق حيث ركبي على الأرض ويداي مربوطتان بشدة من الخلف، ويداي وظهري منخفضان، دون السماح برفع الرأس ولو قليلا، كل ذلك وهم يكررون وضع القبعة حيث الجرح الموجود في الرأس ليزداد حرارة وألما”.

أخذوا كلمة السر للفيسبوك عنوة ونشروا “عيد سعيد لكل الشعب الاسرائيلي”
عبد الله الطيبي، 16 عاماً، من مدينة الطيبة: سبوا ديننا والله عز وجل ورسوله الكريم، وأخذوا مني كلمة سر الهاتف رغماً عني وكتبوا على صفحتي في الفيسبوك: “عيد سعيد لكل الشعب الاسرائيلي”.

وعلق المحامي عمر خمايسي من مركز ميزان على هذه الانتهاكات بأن جميع المعتقلين أنكروا الشبهات حولهم، ووجهوا أصابع الاتهام لأفراد الشرطة على الإستعمال المفرط للقوة والاعتداء عليهم بوحشية. وسنقوم في مؤسسة “ميزان” بتقديم شكوى باسم المعتدى عليهم للجان المختصة في مجلس حقوق الانسان في جنيف لعرض الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى ورواده وللوقوف على إستمرار المخالفات والجرائم الإسرائيلية.

فيما قال د. حكمت نعامنة مدير مؤسسة “عمارة الأقصى والمقدسات” الراعية للمشاريع الإحيائية في المسجد الأقصى، أن سياسات الاحتلال التي تتخذ منحى تصاعدي حاد في الآونة الأخيرة تنقسم في أهدافها الى مساقين. الأول يتمثل في إهانة الانسان الفلسطيني وتكييفه مع إرهاب قوة الاحتلال، حيث يستسلم للأمر الواقع ولا يعود للدفاع عن حقه في كرامته أو ممتلكاته. والثاني ينطوي في سياسة فرض الأمر الواقع تدريجيا، من خلال تشجيع اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في مقابل ثني المسلمين عن رفده والتنغيص على وجودهم منذ دخولهم أبواب المسجد، وبالتالي تقسيمه زمانيا ومكانيا بعد فرض الطابع اليهودي عنوة.

وتابع أنه تم اعتقال 30 طالباً علم منذ مطلع العام الحالي بحجج وادعاءات واهية، بعد أن وجهت لغالبيتهم “تهمة” التكبير في المسجد الأقصى، التي يعتبرها الاحتلال تحريضا وإثارة شغب تستحق الإعتقال والإبعاد.

وأوضح د. نعامنة أنه على الرغم من هذه الانتهاكات الاحتلالية فإن المسجد الأقصى ما زال يعج بمئات المصلين وطلاب مصاطب العلم يوميا، بفضل ثبات وعزيمة الفلسطينيين في حمايته. وأن أضغان الاحتلال ستندثر مع زواله غير مأسوف عليه، وعودة المسجد الأقصى الى أحضان الأمة الإسلامية والعربية.

01

02

03

04

05

06

07

08

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة