شاهد على نكبة القدس والأقصى الحلقة الثانية

تاريخ النشر: 06/06/14 | 20:22

يصادف اليوم الجمعة الذكرى السابعة والأربعين لاستكمال احتلال القدس والمسجد الاقصى، خلال ما يعرف بحرب الأيام الستة عام 1967، او ما يعرف بذكرى النكسة، حين استولت قوات الاحتلال على المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالإضافة الى الشطر الشرقي للقس المحتلة، بعدما كانت سقط الشطر الغربي عام 1948م. وشهد هذا العام إحتلال حائط البراق ومصادرة جزء من أوقاف المسجد، كما تم هدم حي باب المغاربة وتسويته بالأرض، فيما باشرت سلطات الاحتلال بتنفيذ حفريات في محيط المسجد الأقصى وأسفله للبحث عن أثار هيكل مزعوم، بدأت حاليا في التحضير لبنائه بعد أن فشلت في إيجاد أي أثر له.
ولم تخل تلك الأيام الستة من قصص إنسانية مؤثرة للمقدسيين خاصة القاطنين في محيط المسجد الأقصى، الذين تعرضوا للتهجير ومصدرة ممتلكاتهم في أولى حلقات تهويد البلدة القديمة ومنافذ المسجد الأقصى.
وسعى الاحتلال منذ اليوم الأول لتزييف الذاكرة الفلسطينية من خلال تهويد المعالم والأثار أملا في بناء مستقبل يكون فيه الفلسطينيون غرباء عن أقصاهم ومقدساتهم وضيوفا في بيوتهم المسلوبة.
ولكي نثبت أن الكبار صامدون والصغار لا ينسون، سنذكر الجميع بما حصل آنذاك؛ كيف سيرت الباصات لترحيل المقدسيين، ورفع العلم الاسرائيلي على قبة الصخرة، فيما هدم حي المغاربة بأكمله على رؤوس أصحابه، وغدا حائط البراق “مبكى” لمن إحتله وسيطر عليه بقوة سلاحه.
كل ذلك سنسرده لكم من خلال شهود عيان عاصروا أحداث النكسة، تنشرها مؤسسة “عمارة الأقصى والمقدسات” من خلال سلسلة تقارير عن نكبة القدس والمسجد الأقصى المبارك ابتداء من اليوم الخميس.

الحلقة الثانية مع علي خميس بعنوان:
مئذنة باب الأسباط، إحدى حماة الأقصى في نكبته
الشهود كُثُر على نكبة القدس والأقصى، والرواية تتشابه ولا تختلف، أمّا الألم فهو واحد، يتراءى لكَ بوضوح حين تتحدث إلى من عاصر تلك النكبة ورأى بأمّ عينيه الذلّ بعدما رضع لبان العزة.
علي خميس “أبو صالح”، مقدسيّ من حي وادي الجوز،عام 1967 كان شابا في أوائل العشرينات من عمره، فعندما بدأت الحرب التحق هو وأهله بمنزل جده في باب حطة، وهنا بدأت الحكاية التي لا تنسى.

مئذنة باب الأسباط، أبرزُ نقاط المقاومة:
يسرد أبو صالح ما حدث آنذاك فيقول:” بسبب قرب بيت جدي من باب الاسباط كنت أسمع دخول المدرعات الى الأقصى من خلاله، وكنت أسمع الرصاص الذي ينطلق من مئذنة باب الأسباط التي تضررت إثر قصف الاحتلال لها، واللتان كانتا نقطة المقاومة والدفاع عن الأقصى، بعد هذه الاشتباكات سمعنا أن باب الاسباط قد أُخرج من مكانه ودخلت الدبابات الاسرائيلية من خلاله، واقتحمت مع وحدة من الجيش الاسرائيلي الاقصى “.
يذكر أن لجنة إعمار الأقصى قامت لاحقا بترميم المئذنة وكساء قبتها بالرصاص.

الحرس الوطنيّ المقدسيّ:
مع أن الجيش الأردني انسحب من القدس، إلا أن الكثير من أهل المدينة رفضوا التسليم والرحيل،فتشكلت مقاومة داخلية منهم،يقول علي خميس عن ذلك:” الفترة التي سبقت دخول اليهود الى البلدة القديمة كان هناك ما يسمى الحرس الوطني وكانوا يملكون سلاحا لكنه كان بدائيا قديما مقارنة بالعتاد الذي يملكه اليهود، بجانب ذلك كان هناك قرار بالإجماع من اهل المدينة بعدم مغادرة بيوتهم الا على جثثهم، لكن بعض الناس رحلوا بسبب الخوف الذي نشرته الإشاعات المغرضة ومفادها أن كل من يبقى في بيته سيذبح كما حصل في دير ياسين وغيرها من القرى عام 1948.

استشهاد مختار باب حطة،وقصف المقاومين بالطائرات:
في أيام نكبة القدس،خضبت الأرض بدماء الشهداء الذين أبَوا أن يعيشوا أياما يعربد فيها الغرباء في مدينتهم، يروي أبو صالح:” لم نستطع الخروج من بيوتنا بسبب فرض حظر التجول،كان اليهود يرددون من خلال مكبرات الصوت أن كل شخص يخرج من بيته ستطلق النار عليه، وسمعنا ان مختار باب حطة محمد شاهين استشهد أثناء المقاومة، وكانت الطائرات الاسرائيلية تحلق فوق سماء البلدة القديمة، وتقصف كل نقاط المقاومة المقدسيّة”.
يختم أبو صالح والذي قضى سنوات شبابه تحت الاحتلال:”بعد فك حظر التجول،انطلقنا الى الاقصى لنراه حزينا ولتحزن قلوبنا أكثر على المُصاب الذي حلّ به، لم نستوعب ما حدث، في خلال فترة بسيطة نجد وجوها غريبة وجيشا محتلا، أنا شاهدت الجرافات وهي تهدم حي المغاربة والتقيت بمختار باب المغاربة الذي لم يملك الا ان يقول:”لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم”.

01

02

03

04

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة