البئر بئري وهذا الماء من مطري…

تاريخ النشر: 18/01/12 | 6:16

ولنا موقف!!!!

لقد عِشتُ ساعات مُضنية من التقكير في الرد أو التطرق للظاهرة الانستاسية الغير إنسانية التي تعلو مستنقع العنصرية الإسرائيلية مؤخراً، إيمانا مني بأن هذه الظواهر الغير أخلاقية لا تستحق استثمار الطاقات للكتابة، وعليه إلتزمت الصمت في قضية التطاول على مآذننا، رغم تمزق مشاعري غيظاً آنذاك، وفي لحظة سكب المياه المُدججة بسلاح الكراهية والاستعلاء.. ارتأيت أن أحاول “فش غلي” باليراع والمداد من العيار الذي أعشقه، فلطالما آمنت بأن أنامل الكتابة والتأريخ هي أسلحة حرب طاحنة في عالم الشعوب، حرب باردة بُركانية… وفي عالم تصنعه وسائل العالم التي يصنعها لتصنعه كيفما يشاء بآليات التسييس والحرب على الرأي العام العالمي، رأيت لهذه السطور الميلاد.

لقد وصلت تلك المرأة القادمة ركضاً من عالم الأزياء والإذاعة التلفزيونية انستاسيا ميخائيلي قمماً إفرستية دنيئة ووطيئة بتطاولاتها وتجاوزاتها الاستفزازية بمحرمات أخلاقية عديدة ضد الشعب العربي الفلسطيني حضارةً، ثقافة وإيماناً، وذلك ضمن هيجان الثيران الشقراء

اللاهثة وراء منديلهم الأحمر المُلطخ بدم شهداء هذه الأرض الأبرار، وما يشبعون.. وما يستكفون… بالشتم والقذف والوقاحات يتبارزون …

وما اصدق من كلمات شاعر العروبة سميح القاسم والكبير خالد الذكر محمود درويش للرد على وقاحة هذه الفئة الرخيصة من الشعب الصهيوني والتي تُسول لها نفسها أن تدنس قُدسية ديننا الإسلامي الحنيف وتتواقح ضد مآذننا الشامخة بروح إيماننا الساكن فينا… الله اكبر، الله اكبر، التذكير الإيماني الطاهر… ذلك الصوت البِلاليُ المقدس.. ومحاولات التدخل في مدرسة عرعرة حول قضية الانضمام لمسيرة حقوق الإنسان أو أي مدرسة كانت ونعتهم بالوقحين والفاشيين!!! مدارسنا التي تبلع حيتاناً من البرامج التعليمية الممضوغة رقابةً وإنتقاءً في وزارة المعارف على طريق محو التاريخ، لتُعد بنقدها تلك اللا إنسانة توابيت حرية الرأي لشبابنا أبناء الجيل المنتصب، الشباب المنكوب الذي لم يعاصر النكبة، إلا انه يحياها بهويته وذاكرته وروح أجداده، ومنعهم من المشاركة في أي تظاهرة للتعبير عن رأيهم…أين كنا؟ وإلى أين وصلنا؟ !!!

لُعنت أيتها الكذبة المنعوتة بالديمقراطية الإسرائيلية… عن أي حضارة وأي ديمقراطية يتكلمون… لقد ضاعت ديمقراطيتكم في غابات الاضطهاد قبل أن تصلكم ذُعراً منكم، بريئة هي منكم كبراءة الذئب من دم يوسفنا.

وعذراً درويشنا.. اسكبوا ما شئتم من المياه المسروقة من حضارتنا وأرضنا وأنهارنا… كيفما شئتم، فالبئر بئرنا سميحنا القاسمُ، قلتها بشموخ وعزة..ويحضرني في لحظة سكب مياه فلسطيننا على وجه عضو الكنيست مجادلة، السطور التي حفرها القاسم بيراعه حين قال في قصيدة “بلادي”:

“البئر بئري وهذا الماء من مطري

والشأن شأني قراحي كان أم كدري

بئري ومائي وطيني صائر جسداً

وصائر بلداً بدواً إلى حضر

هنا ابتدأت وشبت نطفتي أسراً

أصلابها أسر تمتد في أسر

أنا بلادي بذار الحب حنطتها

وزيت زيتونها مصباحه وطري

وعشبها لغتي لو كابرت لغة

ولو خبا قمر ليمونها قمري

وغازلتها شعوب الأرض قاطبة

لكنها آثرت عزفي على وتري”

(سميح القاسم)

فما هي إلا مياه فلسطين تُسكب من سارقها على أرض قدسنا الشريف!! لتُرد عليك انستاسياهم نيراناً تحرق قلوبهم بأننا لن نبيع قضيتنا ولن نُبدل تبديلاً، ولن نتصادق مع ثقافتهم اللا موجودة وحضارتهم المُختلة بفعل جرائم الحروب وكوارث والتفنن بإغتصاب حقوق الإنسان…سوف نُعزز حبنا لذاكرتنا الجماعية وروايتنا التاريخية التي تُقصيكم إلى جدار اللا شيء الإنساني والفكري…فلن تقووا على إخراسنا وإسكاتنا عن قول الحق، فنحن لا نكترث ولا يعرف التأثر بكم ومنكم إلينا وصولاً… لك أيتها اللا متحررة من عقدة عملك كمذيعة تلفزيونية في عالم العنصرية وتستمرين في إذاعة ونشر سم العنصرية، نقول خذي حقائبك وإنصرفي…

وهنا تنتصب كلمات خالد الروح والذكر حبيب فلسطين محمود درويش ليقول في أجمل ما قال:

“أيها المارون بين الكلمات العابرة

احملوا أسماءكم وانصرفوا

واسرقوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة

وخذوا ما شئتم من صور،كي تعرفوا

أنكم لن تعرفوا

كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء

أيها المارون بين الكلمات العابرة

كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا

وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس

أو إلى توقيت موسيقى مسدس

فلنا ما ليس يرضيكم هنا ، فانصرفوا

ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف شعباً

وطن يصلح للنسيان أو للذاكرة

أيها المارون بين الكلمات العابرة

آن أن تنصرفوا”

(محمود درويش)

لا تكل ولا تمل تلك الميخائيلي من مسلسلات التهجم والهمجية، تارةً تتخذ الصور التذكارية بجانب مساجد الفريديس وجسر الزرقاء وتُعلنها حرباً ضد أقدس لحظات الإيمان وسماع آذاننا المُرَسِخ لإيماننا، وتارةً تُوظف الجندر والأفكار النمطية بأن الرجل الشرقي لا يحترم المرأة ويُسكِتها ويكبتها ولا يملك ثقافة الحوار… تلك التي تحاول تهويج حرب جندرية بسيف وبوق عنف العربي الشرقي ضد النساء مُتبلاً بنبيذ عنصريتهم الذي لا يُسكر الفقهاء، لا يا سيدتي..عُذراً.. لست من تُعلم الرجل العربي احترام المرأة…ديننا الإسلامي هو الذي نشل المرأة من عبودية الجاهلية وارتقى بها إلى التأثير والقيادة، تبت هذه الوقاحات العنصرية والأفكار النمطية المزعومة ومصنع الأكاذيب التاريخية والمجتمعية بأنكم حصان الحضارة والتحدث، ولولاكم لبقينا قابعين في وحل الجهل والضياع، هناك في نفق الزمان، حين أنرتم ديجو حياتنا بشعلة احتلالكم الغاشم!!!! صيغتكم المولودة إفتراءً رُدت إليكم!. سئمنا وما إكترثا!! عودي من حيث جئت…والآن وليس غداً، وأهلا بحربك الإعلامية القادمة وهنيئا لك صفيق السفهاء أمثالك، هناك على مدرج العنصرية يتجمدون بصقيع غيظهم اللا منتهي على ارض قدسنا الشريف إلى أن تحين قيامة العزيز الرحمن.

بقلم مها  زحالقة مصالحة , كفرقرع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة