إبداع سينمائي لطلاب قسم الإعلام في ثانوية كفرقرع
تاريخ النشر: 08/07/25 | 18:00
في أمسية ثقافية مهيبة، احتضن القصر الثقافي في مدينة كفر قرع، مساء السبت الفائت، فعالية استثنائية لطلاب قسم الإعلام وصناعة الأفلام في المدرسة الثانوية كفر قرع (على اسم أحمد عبد الله يحيى)، حيث عُرضت أعمالهم السينمائية التي أنتجوها خلال سنوات تخصّصهم الثلاث، وسط حضور مئات من الأهالي.تجلّت الأمسية، التي جاءت تحت عنوان “صوت الشباب في السينما”، كمنصة للإبداع والتعبير عن القضايا الاجتماعية والإنسانية التي يلامسها الشباب، من خلال أفلام درامية ووثائقية تعبّر عن واقعهم وهموم مجتمعهم، وقد نظّمت بالتعاون بين المدرسة الثانوية وبلدية كفر قرع.
افتُتحت الأمسية بتلاوة عطرة من القرآن الكريم بصوت الطالب زيد عاشور، تلتها كلمة ترحيبية من عريفتَي الحفل الطالبتين تالا مصارة وحمدة طواطحة (من الصف الحادي عشر)، عبّرتا فيها عن فخرهما بما أنتجه زملاؤهن من أفلام حملت بين مشاهدها نبض الحلم والإبداع والرسالة.
في كلمتها، شدّدت مركزة موضوع الإعلام، المربية رنا طيارة، على أن هذا التخصص يتجاوز كونه مساقًا تعليميًا، فهو مساحة للتعبير والنقد والتحليل، ومنبرٌ لقول الحقيقة. وأكدت أن الطلاب لم يقدّموا أفلامًا فقط، بل رؤى وتساؤلات ومشاعر إنسانية خرجت من عدساتهم لتعبّر عن قضاياهم ومجتمعهم.وأثنت طيارة على التزام الطلاب وجرأتهم، مشيدةً بالدعم الذي حظي به التخصص من إدارة المدرسة والبلدية، مؤكدة أن هذه الأمسية هي بداية الطريق وليست نهايته، وأن السينما وسيلة لرفع الصوت ورؤية الصورة.أما مدير المدرسة، المربي ناظم زحالقة، فأعرب عن فخره الكبير بطلاب قسم الإعلام وبنتاجهم، مؤكدًا أن المدرسة وفّرت جميع الأدوات والدعم اللازم لنجاح هذا التخصص، ووسّعته ليشمل جميع الطلاب. وقال: “طلابنا لا يحصلون فقط على الشهادات، بل يعايشون قضايا مجتمعهم ويعبّرون عنها بإبداع”، مشيرًا إلى أن الأمسية تشكّل له شخصيًا “أكبر هدية في نهاية خدمته”.
وفي كلمة مؤثرة، عبّر رئيس بلدية كفر قرع، المحامي فراس بدحي، عن اعتزازه بهذا الحدث النوعي، مشيرًا إلى أن هذه الإنتاجات الشبابية السينمائية تشكّل سابقة ثقافية في البلدة.
وقال: “نحن نستثمر في التعليم لبناء الإنسان، ونراهن على طلابنا من أجل مستقبل أفضل”.وأضاف بدحي: “شاهدت الأفلام وتأثرت جدًا، إنها تعبّر عن واقعنا بقوة، وتغرس فينا الأمل رغم كل التحديات. هذه الإبداعات لم تأتِ من فراغ، بل من احتضان حقيقي لمواهب الشباب”.أما المربي عبد الإله معلواني، فاستهل كلمته بتحية للجمهور الذي منح الضوء للعدسة والصوت للفكرة، مؤكدًا أن ما عُرض هو ثمرة ثلاث سنوات من العمل الجاد والتعلّم والإبداع. وقال: “هذه الأعمال الفنية ليست فقط إنتاجًا سينمائيًا، بل مرآة حقيقية تعكس قضايا مجتمعنا وآلامه وآماله”. وتوقف معلواني عند قضايا هامة تناولتها الأفلام، مثل العنف والجريمة والتنمر وحوادث الطرق، مشيرًا إلى فيلم توعوي صنعه أحد الطلاب بدافع فقدانه شقيقه في حادث مروّع، كما أشار إلى الفقيد الطالب خالد أبو شهاب – رحمه الله – الذي وافته المنية مؤخرًا إثر حادث دراجة نارية، ما يعزز أهمية الوعي والتوعية.وفي ختام كلمته، وجّه معلواني الشكر لجميع الداعمين، من الإدارة، وبلدية كفر قرع، والطاقم التربوي، وأهالي الطلاب، مؤكدًا أن هذه الأمسية تمثل نقطة انطلاق نحو مزيد من التميز في الإعلام والسينما كوسائل فاعلة للتعبير والتغيير.