إختتام مشروع “الوظائف الخضراء” بجامعة النجاح في نابلس

اختتمت جامعة النجاح الوطنية، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبدعم من الحكومة الدنماركية، فعاليات مشروع “الوظائف الخضراء وفرص الدخل المستدام للشابات والشباب الفلسطينيين في قطاع الزراعة والأغذية”، في مدرج كلية القانون والعلوم السياسية في الحرم الجامعي الجديد، بحضور ممثلين عن وزارة الزراعة الفلسطينية وعدد من الشركات والمؤسسات التدريبية.افتتح الحفل بكلمة للدكتورة عُـلا عنبتاوي، من قسم التغذية والتصنيع الغذائي في الجامعة، تناولت فيها أهمية تمكين الشباب الفلسطيني، والتحول من أساليب التعليم التقليدية، إلى أساليب حديثة ترتكز على التمكين والابتكار وتعزيز الثقة بالنفس، بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل ويدعم الريادة المجتمعية. وفي كلمته أكد د. نعيم سلامة، مساعد النائب الأكاديمي للكليات الإنسانية في الجامعة، أن مشروع “الوظائف الخضراء” يجسد رؤية الجامعة في ربط التعليم العالي بسوق العمل والمجتمع، وتعزيز قدرات الإنسان في إحداث التغيير، موضحاً أن الجامعة تنفذ استراتيجيتها بالتركيز على التميز الأكاديمي، الابتكار، الانفتاح الدولي، والشراكة المجتمعية، انطلاقاً من إيمانها بأن التعليم لا يُقاس بما يُعطى في القاعات فقط، بل بما يتركه من أثر فعلي في حياة الأفراد والمجتمع. وأشار إلى أن هذا التوجه انعكس بوضوح على مكانة الجامعة، حيث تصدّرت الجامعات الفلسطينية في تصنيف التايمز العالمي للتأثير في التنمية المستدامة لعام 2025، وجاءت في المرتبة الثالثة عربياً، و82 عالميًا من بين 2318 جامعة مشاركة.

بدوره، أوضح ممثل وزارة الزراعة المهندس نديم طبيلة أهمية هذه المبادرات التنموية التي تعزز دور الشباب في قطاع الزراعة، مؤكداً أن الوزارة تولي أهمية كبيرة لتمكين الشباب ودمجهم في مشاريع إنتاجية تسهم في تعزيز صمودهم الاقتصادي واستدامة القطاع الزراعي الفلسطيني. كما أشاد بدور جامعة النجاح الوطنية في الربط بين التعليم والواقع الزراعي، وبجهود منظمة FAO والحكومة الدنماركية في دعم هذا التوجّه التنموي القائم على الابتكار والريادة، وأشار إلى أن الوزارة ستواصل دعمها لمثل هذه البرامج، التي تُشكّل ركيزة أساسية للنهوض بالقطاع الزراعي كأداة لتحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل.من جانبها، أعربت الدكتورة هبة الفارس، مديرة المشروع، عن فخرها بما تم تحقيقه خلال مسيرة المشروع، مشيرةً إلى أن الزراعة لم تعد مجرّد وسيلة لإنتاج الغذاء فحسب، بل أصبحت أداة استراتيجية لمعالجة العديد من التحديات العالمية، كالتغير المناخي، البطالة، وانعدام الأمن الغذائي. وأضافت أن المشروع يشكل نموذجاً عملياً لتفعيل هذا الدور، حيث يمكّن الشباب من تطوير حلول إبداعية ومستدامة، ويسهم في دمجهم ضمن بيئات عمل خضراء، مما يحقق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما في القضاء على الفقر، توفير العمل اللائق، تحفيز الابتكار، تقليل الفجوات، تعزيز الاستهلاك المسؤول، ومواجهة تغير المناخ.كما أشارت إلى أن مشروع “الوظائف الخضراء” حقق إنجازات ملموسة على أرض الواقع، تمثلت في حصول أكثر من 25% من المتدربين على فرص عمل، سواء في مواقع التدريب أو ضمن شركات ومؤسسات أخرى، ما يؤكد أهمية التدريب العملي في تطوير مهارات الطلبة وزيادة فرص توظيفهم. كما سلطت الضوء على تميز طلبة الجامعة في تحويل أفكارهم الريادية إلى مشاريع تحقق الدخل، حيث حصلوا على دعم لـ 37 مشروعاً في مجالات الزراعة والأغذية سيكون لها أثر في تعزيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة داخل المجتمع.

هذا وقدم الطلبة المشاركون مشاريع ريادية عكست قدرتهم على الابتكار والمساهمة في بناء اقتصاد فلسطيني مستدام، معربين عن امتنانهم لجامعة النجاح الوطنية وللقائمين على المشروع. وأكدوا أن هذه التجربة شكلت محطة فارقة في حياتهم الأكاديمية والمهنية، وأتاحت لهم الفرصة لتطوير قدراتهم العملية والتواصل المباشر مع سوق العمل. كما أوضحوا أن هذا المشروع لم يكن مجرد تدريب فحسب، بل شكّل بوابة حقيقية لتحقيق الذات وتعلم تحويل الأفكار إلى مشاريع قابلة للتنفيذ تعكس طموحاتهم وتسهم في خدمة المجتمع وتجعلهم أكثر جاهزية للمستقبل والريادة في القطاع الزراعي.وفي ختام الحفل، جددت جامعة النجاح الوطنية التزامها بتوسيع هذا النموذج الناجح وتحويله إلى برنامج دائم داخل الجامعة، يواصل احتضان الأفكار الريادية، ويعزز ثقافة العمل الأخضر، ويدعم مساهمة الشباب الفلسطيني في مسيرة التنمية المستدامة على المستوى الوطني والدولي. كما تم توزيع الشهادات على الطلبة المشاركين.يذكر أن أكثر من 90 شركة ومؤسسة في القطاعين الزراعي والغذائي شاركت في تدريب الطلبة، ما يعكس عمق الشراكة المجتمعية التي تم تأسست خلال المشروع، ويجسد مدى التزام القطاع الخاص بدعم جيل الشباب وتعزيز ريادة الأعمال الخضراء.