ومضات قصائد شعرية بقلم رانية مرجية

بقلم: رانية مرجية

تاريخ النشر: 10/06/25 | 6:19

ماذا هناك؟

ماذا هناك… بعد أن نُغلقَ أعينَنا؟

هل نصحو؟

هل ننسى الأسماء والوجوه؟

هل نكونُ نورًا يتدلّى من الغيب؟

أم فراغًا أنيقًا يُنادى بلا صوت؟

هل نُحاسَب؟

أم نُعانَق؟

ماذا هناك؟

هل نرى من أحببناهم؟

هل تعود أمي لتفتح لي الباب؟

وتقول: “تأخرتِ كثيرًا يا بنتي…”

هل تصفحنا الحياة عمّا فعلناه؟

عن كذبةٍ بيضاء… عن دمعةٍ خبّأناها؟

هل تُشبه الجنةُ مساءاتِ قريتنا،

حين كانت النسوة يغنين فوق السطوح،

ويُطهو القمح على نارٍ خفيفة؟

هل هناك وقت؟

أم كلّ شيءٍ ساكنٌ كالماء؟

هل نكتب؟

هل نحلم؟

هل نكبر؟

ماذا هناك؟

هل نلتقي بالذين تركونا؟

هل نُشفى؟

هل نُنسى؟

أم نبدأ من جديد،

كطفلٍ يولدُ… لكن في العتمة

———————————-
إليكَ رفعتُ صلاتي

بقلم: رانية مرجية

إليكَ،

لا لأنّي فقدتُ الرجاء،

بل لأنّي ما عدتُ أؤمن بعدالةِ البشر.

رفعتُ صلاتي إليكَ،

وأنا أعبرُ بينَ الخرائبِ،

والنوافذِ المكسورةِ،

وأضرحةِ من قالوا لا

فسُحِقوا تحتَ أكفِّ الطغاة.

صلاتي ليستْ ترتيلاً،

ولا تسابيحَ راهبٍ

نذرَ الصمتَ في ديرٍ ناءٍ،

بل شهقةَ أمٍّ

تُلملمُ بقايا ابنها من الرماد.

إليكَ رفعتُها،

وأنا أستجيرُ بكَ من وطنٍ

صارَ فيهِ الحُبُّ خيانة،

والكلمةُ طلقة،

والصمتُ جريمة.

يا ربّ،

علّمني أن أغفر

ولا أنسى،

أن أحبّ دون أن أنكسر،

وأن أمشي على الماء

دون أن أبلّل قلبي بالخوف.

رفعتُ صلاتي،

حين ضاقتِ الأرضُ عليّ

كما ضاقتْ على يونس،

لكنني لم أبتلعْ

بل ابتلعني التيهُ

في عواصمَ منسيةٍ

تتفاخرُ بصلبانها

وتنسى المصلوبين.

إليكَ رفعتُها،

إن كنتَ حقًّا ترى،

فامنحْنا طهرَ السجود،

لا سيفَ الجنود،

وامنحْنا وقتًا لنقولَ لبعضنا:

“سلامٌ عليك”،

لا “ابتعد عن وجهي، فأنتمي لطائفةٍ أرقى!”

إليكَ رفعتُ صلاتي،

ليس لتمطرَ علينا السماءُ خبزًا،

بل لتُعيدَ للإنسانِ بعضًا من ملامحه

التي دفنها العار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة