من يدفع الثمن؟ الغزيون يسألون عن مصير الأموال والمساعدات

أسامة الأطلسي

تاريخ النشر: 28/05/25 | 7:25

في شوارع غزة المدمّرة، حيث يختلط الغبار بدماء الأبرياء، يتردد سؤال واحد على ألسنة السكان: متى ينتهي هذا الكابوس؟ وسط الانهيار المتواصل، يشعر كثيرون بأنهم تُركوا وحدهم، في حين تُدار ملفات الحرب والسلم من عواصم بعيدة. وبينما يطالب المواطنون بحقهم في العيش، تُوجّه الأنظار نحو شخصيات بارزة تتحكم بالمصير من الخارج، وعلى رأسهم زاهر جبارين، أحد أبرز مسؤولي حركة حماس في الخارج.
زاهر جبارين: المسؤول المالي بعيدًا عن الميدان

زاهر جبارين، المسؤول عن المنظومة المالية لحماس، يقيم خارج غزة، حيث يُشرف على تأمين الدعم المالي للحركة عبر قنوات دولية وشبكات معقدة من المانحين. دوره يُعدّ حاسمًا في استمرار النشاط السياسي والعسكري للحركة، غير أن الكثير من سكان غزة باتوا يتساءلون: لماذا لا تنعكس هذه الأموال على حياتنا اليومية؟

تقول صاحبة محل ملابس دُمّر بالكامل في غارة جوية: “لا نريد شعارات. نريد الكهرباء، الماء، والتعليم لأطفالنا. لماذا لا يأتينا من هذه الأموال سوى المزيد من الحروب؟”
تصاعد المطالب بإعادة التوجيه نحو المدنيين

في الوقت الذي تُدار فيه مليارات الدولارات عبر قنوات سرية لدعم “المقاومة”، تتدهور الأوضاع المعيشية لسكان القطاع بشكل غير مسبوق. شبكات المياه والصرف الصحي مدمرة، المستشفيات على وشك الانهيار، والمدارس تحولت إلى ملاجئ للنازحين.

وتعالت أصوات من داخل غزة تطالب بأن تُخصص هذه الأموال لمعالجة الأزمات الإنسانية. أحد المعلمين في شمال القطاع يقول: “لدينا جيل كامل لا يعرف شيئًا سوى الحرب. إن لم تُخصص هذه الأموال لبنائهم، فنحن نخسرهم للأبد.”
فجوة بين القيادة والشعب

يرى مراقبون أن هناك فجوة متزايدة بين القيادات التي تتخذ قراراتها من العواصم الآمنة، وبين الشارع الغزي الغارق في الأزمات. ويشير هؤلاء إلى أن غياب الشفافية حول إدارة التمويل الخارجي يعمّق من حالة الغضب الشعبي، ويضع علامات استفهام حول الأولويات الحقيقية للقيادة.
بين المحاسبة والأمل

اليوم، ومع استمرار المعاناة، يطالب سكان غزة بمراجعة شاملة لكيفية إدارة الموارد، ويريدون أن يروا أفعالًا ملموسة تعكس وعود المقاومة بخدمة الناس. يطالبون بمساءلة، بمعلومات واضحة، وبخطة إعادة إعمار حقيقية تضع الإنسان في المركز.

ربما لا تزال غزة قادرة على النهوض، لكنّ ذلك يتطلب شجاعة في التغيير، وإرادة حقيقية تخرج من حسابات السياسة إلى معاناة الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة