حتّى نصل الى التجلّي الجميل

يوسف جمّال - عرعرة

تاريخ النشر: 23/05/25 | 11:59

سنين طوال ونحن نمشي في الطريق
الطريق الى تجلّي الشمس
حاملين الراية
نمشي و نمشي
وبوقع أقدامنا نكتب الرواية
رواية التجلّي
طويل كانت الطريق وراءنا ..
والطريق طويلة أمامنا
بعيدة كانت البداية عن أعيننا
و لا ندري متى ستكون النهاية
ولكننا نمشي .. ونمشي
ولا نحيد عن مسارنا
********
راياتنا
رفرفت فوق هاماتنا تناطح الفجر الوليد
وناغت صدى شعاب البيد
من بعيد .. من بعيد
عمرها الطويل .. كان مديد مديد
راياتنا بأيدينا
تنحني حيناً
وتسقط من أيدينا حيناً
و لكنها كانت الى الأمام تمشي لتعيد
لتعيد الحياة لمجدنا المجيد
وعزّنا التليد
تتوقف حيناً
ولكنها ترفرف من جديد
ونحن نهتف :
” عن الطريق لا نحيد ..
عن الطريق لا نحيد ”
***********
نمشي بها
وقاماتنا منتصبة واقفة
وأيدينا مرفوعة نازفة
ورُكبُنا على الأرض زاحفة
نمشي .. ونمشي
والشمس فوقنا حارقة ناشفة
والريح في وجهنا للغبار ناعفة
نمشي .. ونمشي
**********
رفعنا رايتنا
راكبين صهيل الخيل
نتنفَّس طلقات البارود
حاملين أثقال أحمال عصارات العهود
امتطينا ضوء النهار
وسبحنا على أمواج حلك الليل
مشينا تحت ضربات المطر
نخوض جحافل السيْل
نمشي .. ونمشي
***********
ورثنا رايتنا من لهاث الجدود
في غزوة الأخدود
ودمار عادٍ وثمود
وتحطيم أوثان النمرود
وتراب اللِّحود
ونخوّات الجنود
تخطّينا معها الحدود
والسدود
مشينا نحملها
والحزام على بطوننا مشدود
نمشي ونهتف عالياً
الى الوجود ..الى الوجود
*********
صنعنا راياتنا من آلام الجوع
من سيقان شجرنا المقطوع
من حبر دمنا المنقوع
من عرق جبهتنا المرفوع
ومشينا وراءها جموع .. جموع
نهتف بصوت مسموع
الى تراب الربوع .. الى تراب الربوع
الى راس الينبوع .. الى راس الينبوع
نصرخ الى الأعالي :
لا رجوع .. لا رجوع
لا رجوع .. لا رجوع
لا بدَّ للشمس من طلوع
لا بدَّ للشمس من طلوع ..
********
ما زلنا نمشي
على ضوء القناديل
على وحيّ نفسنا الطويل
نحمل على ظهورنا
أثقال الجليل ودموع نخيل الجليل
وعذابات الرحيل
لنصل الى التجلّي الجميل
لنعيد كتابة روايتنا
ما كُتب فيها وما قيل
***********

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة