أم الشَّهيد

شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل

تاريخ النشر: 20/05/25 | 7:43

( في رثاء الصديقة الشاعرة والكاتبة المصريَّة الكبيرة السَّفيرة الدكتورة نعايم النجار التي عُرفت واشتهرت بلفب ” أم الشهيد ” – مديرة موقع ” إتحاد رجال ونساء يحبُّون الوطن” الشهير –

نبعُ طهر ٍ وصَفاءٍ ونقاءْ – رَحلتْ عنَّا وكمْ عزَّ اللقاءْ
رحمةُ اللهِ عليها إنَّهَا – حُرَّةً كانتْ وَعُنوانَ الإباءْ
هي فينا نجمة ساطعة ٌ – وَشذاها فاحَ في الكونِ رَخاءْ
شعرُهَا الرائعُ قد هزَّ الدُّنى – بجمالٍ وَشُموخ وَرُواءْ
إيهِ يا أمَّ شهيدٍ خالدٍ – صدقَ : القائلُ ” أمُّ الشُّهداءْ ”
ملكُ الشعرِ وكم قد قلتِهَا – إنَّ عرشَ الشعرِ لي دون مِراءْ
وَ ” هويسُ الشعرِ” يبقى لقبًا – هُوَ يُعطى لِفحُولِ الشعراءْ
كنتِ كالشَّمسِ سناءً وَسنًا – كنتِ كالوردِ جمالًا وَشذاءْ
وبكِ الأوطانُ تزهُو للمدى – وَجبينُ الشَّرقِ يسمُو للعلاءْ
أنتِ نعمَ الخلقِ والأخلاقِ رمْ – زَ سَخاءٍ كنتِ دومًا ووفاءْ
روَّعَ الأهلَ مصابٌ جللٌ – روضة الطهرِ أيطويهَا الفناءْ
كم دموع سُكِيَتْ من بعد فقْ – دِكِ حَرَّى .. لونُها مثل الدماءْ
أهلكِ الصِّيدُ الكرام احترقوا – بلظى الحُزنِ وِما أجدى العزاءْ
إنتِ من قومٍ كشمسٍ أشرقوا – قبلة الأمجادِ فخرًا وسناءْ
صبَّرَ اللهُ جميعَ الأهلِ والْ – إخوةِ الأبرارِ .. كم هُم نجباءْ
أنتِ من قومٍ كرامٍ كلهمْ – قدوة دومًا لكلِّ الكرماء
حسرتي للعُمرِ غضًّا يمَّحِي – لشبابٍ كانَ عنوانَ العطاءْ
لهفي في القبرِ أمْسَيتِ بهِ – والثرى ضمَّكِ قد صارَ الغطاء

أنتِ نبراسُ إباءٍ .. واجبُ ال – شهمِ والحُرِّ رثاءُ الشرفاءْ
وأنا دأبي المعالي والنّدى – صُغتُ شعري لأناسٍ أوفياءْ
وأجبي أرثي التي كانت مثا – لًا لأمجادٍ … وكلَّ الخلصاءْ
ليسَ يبقى غيرُ فعلِ صالح – قدوةً كنتِ لكلِّ الأنقياءْ
إنما الدنيا متاعٌ زائلٌ – ليسَ بالمالِ سنغدُو سعداءْ
إنّهُ العُمرُ كطيفٍ عابر ٍ – كسرابٍ خالهُ الظمآنُ ماءْ
إنّما البارُّ وبالإيمانِ يَحْ – يا ….وخابَ المُلحِدُون الأشقياءْ
يبطلُ اللهُ خططَ الأشرارِ، يَحْ – مِي تُخومَ المُؤمنينَ الودعاءْ
أنا للربِّ سأبقى عابدًا – في صراطِ اللهِ أمشي لا انحِناءْ
زاديَ التّقوَى وفعلٌ صالحْ – لا لمالٍ كالطغامِ البلهاءْ
إنّني الرمزُ ولمَنْ ضحَّى وَكُنْ – تُ لأجلِ الحقِّ قربانَ فداءْ
وطريقي هو دربُ الأنبيا ءِ – ودربُ المُؤمنين الخلصاءْ
والذي يلقى عذابًا من طغاةٍ – ليسَ ينساهُ إلهٌ في السَّماءْ
بيدِ اللهِ سنلقى كلَّ حلٍّ – إذ بإيمان أطلنا في الدُّعاءْ
إنما الإيمانُ يبقى بلسمًا – وعلاجًا لجميع البؤساءْ
عُنصُرُ الإيمانِ يبقى ناجعًا – وَشفاءَ الروحِ … طبًّا وَدواءْ
ونرى المنعمَ بالإيمانِ يَحْ – يَا … عبيد المالِ ظلّوا تعسَاءْ
والذي يبني لدنياهُ شقيٌّ – وفازَ المؤمنون الأتقياءْ
أنا للخيرِ أمضي قُدُمًا – وانطلاقي لخلودٍ وَبقاءْ
قد خبرتُ الكونَ غضًّا يافعًا – وَتعمَّدتُ بنهرِ الكبرياءْ
لم أنمْ ليلي ولمْ أغْفُ بهِ – ساهدًا ما زلتُ صُبحًا وَمساءْ
سهدتْ سُهدي الدراري إنما – بسهادي يَستنيرُ العظماءْ
وأنا في كلِّ خطبٍ عاصفٍ – مثلُ حدِّ السيفِ عزمًا وَمَضاءْ
أيُّ مجدٍ أرتقي .. أيُّ عظي – م ٍ جليلٍ أتّقِي منهُ البلاءْ
إنَّ جذري أزليٌّ في الثرى – وَغصوني وَهبتْ فيضَ العطاءْ
إنَّ صرحي شاهقٌ نحوَ السُّهَى – كعبة ُ المجدِ مزارُ الشّرفاءْ
جنَّة ُ الشعرِ تضوَّعتُ شذى – وَوُرودي رمزُ سحر وَغواءْ
شاعرُ الأحرارِ أبقى رائدًا – فوقَ هامِ النجمِ رَكّزتُ اللواءْ
إنَّ شعري فاقَ شعرَ ” المُتنبِّي” – جمالًا … روعة الفنِّ بهاءْ
” ونزارٍ” و ” نيرودا ” شأنهم – ” وأدونيسَ ” كبارِ الشّعراءْ
ولقد صارَ بهِ العشّاقُ في – كلِّ أرضٍ فتألّقتُ سناءْ
ذلكَ ” الدرويشُ ” ما جدَّدَهُ – كحذائي لجنونٌ وَهُرَاءْ
وَمُسوخُ النقدِ في الداخلِ هُمْ – عُملاءٌ وكلابٌ جبناءْ
همُ للتطبيعِ أضحَوْا مثلا – زيّفوا التاريخَ جُبنًا وافتراءْ
ونوادي الخزيِ كم قد نضَحَتْ – بالمخازي وبكلِّ السُّفهاءْ
كرَّمُوا كلَّ سَفيهٍ أحمقٍ – وعميلٍ سافلٍ دون الحذاءْ
إنّنا في الداخلِ صرنا مثلا – إمَّعاتُ العصرِ صاروا الأوصِياءْ
إنَّني من قد تصدّى لهُمُ – فافرنقعُوا… سَعيُهُمْ أمسَى هَباءْ
إنّني الشمسُ تراءَتْ للدّنى – وأنا البدرُ فلا أخشى العُواءْ
فيراعي من دمي مُخْضَوضِبٌ – من يراعي يستنيرُ الأدباءْ
وبياني آية ُ الدّهرِ وَكمْ – تحتَ مِحرابي تبارَى الخطباءْ
إنَّ في جسميَ روحًا حُرَّةً – ترفضُ الضيمَ وأهوالَ الشّقاءْ
إنَّني كالسيفِ حَدِّي قاطعٌ – أنا في الجلّى لسمٌّ وقضاءْ
رايتي الشَّمَّاءُ تبقى للمدى – معقلَ النورِ وَشمسَ الفقراءْ
نشرتْ في الارضِ ظلًا وارفًا – واشرأبَّتْ نحوَ أعناقِ السَّماءْ
إنّما نحنُ امتدادٌ للضُّحى — إنّما نحنُ قرابينُ فداءْ
وانطلقنا نحوَ أبعادِ السُّهَى – إنّنا في دوحةِ المجدِ سَواءْ
نحنُ للتاريخِ سِفرٌ خالدٌ – قد كتبناها حُروفًا من ضياءْ
أمرُنا للربَّ يبقى دائما – فبدون ِ الله لا نلقى شفاءْ
كلُ من قد سلَّمَ الأمرَ لربٍّ – سيلتقى المُبتغى كلَّ الرَّجاءْ
خُلقَ الناسُ من الطينِ جمي – عا .. على الأرضِ فهيهات بقاءْ
خُلِقَ الناسُ جميعا للردى – كلُّ حيٍّ سائرٌ نحوَ الفناءْ
إيهِ يا أمَّ شهيدٍ خالدٍ – صدقَ القائِلُ : ” أمُّ الشُّهداءْ ”
إنّهُ العُمرُ كطيفٍ عابر ٍ – كسرابٍ خالهُ الظمآنُ ماء
لم يُخلّدْ كائنٌ قبلكِ ، لا ، – كلهمْ ماتوا وحتى الأنبياءْ
أينَ من شادُوا صروحا للدُّنى – أينَ أهلُ العزمِ أينَ العظماءْ
إنَّ لغزَ الكونِ يبقى طلسمًا – حيَّرَ الناسَ وكلَّ العلماءْ
حلُّ لغزِ الكونِ قد عَزَّ على الْ – إنْسِ والجِنِّ .. وكم طالَ الثواءْ
لكِ قد كانَ طموحٌ رائعٌ – ولأجلِ العلمِ علّيتِ البناءْ
تنشرينَ الفكرَ والآدابَ وال – علمَ والانوارَ في كلِّ فضاءْ
لكِ إبداعٌ وَشعرٌ رائعٌ – يُلهمُ الأحرارَ صبحًا ومساءْ
صرحُكِ الشَّاهقُ قد طالَ السُّهَى – قبلة ُ اليُمْنِ منارُ الأدباءْ
أنتِ للأهلِ ملاكٌ وادِعٌ – كنتِ للناسِ مثالا للسَّخاءْ
وَبكِ الأوطانُ تزهُو للمدى – وجبينُ الشرقِ يسمُو للعلاءْ
أنتِ في الوجدانِ دومًا يا ” نعا – يِمُ ” أيقونة مجدٍ وعلاءْ
تُهتِ في الكونِ جمالا وشذًا – منطقًا عذبا وَسحرًا وَرُواءْ
جئتِ بدرًا وَهُنا لمْ يكتمِلْ – غبتِ عنَّا يا لأهوالِ القضاءْ
وَرحيلٌ لا لقاء بعدَهُ – جَفَّتِ الأعينُ من فرطِ البكاء
أنتِ في الفردوسِ في الخُلدِ تُقي – مينَ… دومًا في سرور وهناءْ
أنتِ في جنَّةِ خلدٍ فانعمِي – حولكِ الأزهارُ تزهُو والظباءْ
لم تموتي للمدى باقية ٌ – ذكركِ العاطرُ يبقى ..لا انتِهاءْ

– شعر : الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل –

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة