معرض “أطياف وخيال” للفنانة ربى شيني بجاليري سخنين
تاريخ النشر: 24/09/24 | 20:33افتتح مساء السبت الفائت في صالة العرض جاليري زركشي في سخنين معرض جديد تحت عنوان ” أطياف وخيال” للفنانة ربى أحمد شيني إبنة المغار وذلك تحت اشراف جمعية “جوار في الشمال” ورعاية “وزارة الثقافة” بحضور جمهور كبير من الفنانين ومتابعي الفنون الجميلة وعائلة الفنانة المحتفى بها. افتتح حفل الافتتاح الأستاذ أمين أبو ريا كانز المعرض، والذي رحب بجمهور متذوقي الفنون التشكيلية وقال:” يضم المعرض أكثر من 50 لوحة لموهبة فنية شابة تنوّعت قدراتها وانتاجاتها إلى جانب مستوياتها الفنية بحسب المدة المتاحة للعمل الواحد. وجسدت بلوحاتها مواضيع متعدّدة مثل الطبيعة والطبيعة الصامتة والبورت ريه ونسخ اللوحات العالمية”.من منطلق مبدا نشر الثقافة الفنية بين شرائح المجتمع ودعم المواهب الشابة وإتاحة الفرصة لهم لعرض إنتاجاتهم أمام الجمهور بالإضافة إلى إقامة ورشات عمل فنية متنوعة تسعى الجمعية إلى رفد الساحة الفنية التشكيلية بجيل دارس ومتعلم من الفنانين الشباب ودعمهم للبقاء على الطريق الفني الصحيح وإتاحة الفرصة لهم لعرض إنتاجاتهم أمام الجمهور وأن الجمعية تسعى لدعم وتشجيع أعضاءها وطلابها ليقدموا كل ما لديهم من رؤى واجتهاد فني كحاضنة للإبداع ضمن خطتها لنشر الثقافة الفنية والجمالية في المجتمع للارتقاء بالتذوق الفني عند أفراد المجتمع. وأضاف أبو ريا: ” تشارك الفنانة الألوان الخشبية والإكريليك والمائي والألوان الزيتية والفحم والرصاص لتقديم رسائل توعوية غير مباشرة للمشاهد من خلال لوحاتها بالاعتماد على عناصر فنية متنوّعة. جسدت الفنانة عبر لوحاتها مشاهد متنوعة من الطبيعة بأسلوب واقعي غلبت عليه الانطباعية مع بعض الأعمال بأسلوب اقترب من التجريد في سعيها لإبراز جماليات الجبال والسماء والسهول والأنهار والوديان والبحيرات. انطلاقا من هذا المعرض الذي يصادف افتتاحه في يوم يتساوى فيه الليل والنهار ليعلن عن انتهاء فصل الصيف بحره وابتداء فصل الخريف بظواهر المرحلة الانتقالية لثورة الطبيعة القادمة لنعلن عن برنامج فعاليتنا لخريف 2024 والذي يتضمن العديد من المعارض فردية وجماعية تضيء على إنتاجات فنية متفردة في الفن الحديث والمعاصر بالإضافة إلى المبادرات السنوية التي تختص بأيام الرسم والدورات وعروض الأداء والنشر الفني.ففي أعمال الفنانة ربى احمد شيني يظهر مقدار المثابرة والجهد والسعي لتوليد عوالم فكرية على هيئة جيومترية بتسليط الضوء على أمرين هما الحيز والفراغ. وبهذا يتم تحويل المادة اللونية إلى تعبيرات عن جانب استثنائي يبني أكبر قدر من التعاطف الإنساني مع البنية الجمالية التجريدية. وللحصول على قراءة تحليلية لهذه الأعمال لابد من فك الارتباط بينها وبين الطبيعة التي تظهر في المسميات اللغوية المواضع اللونية التي لا يمكن فصلها عن بعضها البعض أو تجزئتها أو تغيير مواقعها كونها تخضع لضرورات العمل البنيوية الداخلية والتي لا يمكن فهمها أو تلقيها إلا ككل موحد.وتجسد أعمال ربى شيني مفهوم تحويل صور عصر النهضة الكلاسيكية إلى أشكال فنية معاصرة تتنوع ما بين الاضمحلال واستعادة المظهر. وغالبًا ما يتم ذلك باستخدام كمية كبيرة من الألوان الواحدة بدرجات مختلفة. تشغل أعمالها -اللوحات الجدارية ذات الألوان الطيفية – مساحة القاعة كاملة.وجاءت تسمية المعرض كمصطلح يُشير إلى الشعور الذي يمر به الفنان. ويجسِّد هذا العنوان الطابع الفني الذي يسود أغلب أعمالها بما يعيد الذاكرة ويستحضر جماليات التراث الثقافي العريق في حوار مع عميق الوجدان بأسلوب يرتكز على الجوهر. ويتكرر موضوع الذاكرة بمظاهرها المادية في الفن والهندسة.تعرض الفنانة مجموعةً من الاعمال الفنية المرتبطة ببعضها بعضاً ومختارة بمنتهى الدقة والموضوعية جميعها اعمال جديدة لم تعرض ابدا. وهذه اللوحات المتلألئة المفعمة بألوان زاهية ومساحة تصويرية وزادت مساحتها تارةً مع الرسم وتارةً أخرى مع التفاصيل.
والقى الدكتور فؤاد عزام كلمة قصيرة أشاد بالفنانة ربى شيني وبجمالية الفن الذي قدمته للجمهور، وتمنى لها دوام التوفيق والنجاح.الفنانة ربى احمد شيني قالت :” مارستُ الفنّ كهواية بدايةً منذُ الصّغر، ورافقني حلم احترافه منذ نعومة أظفاري إلى أن بدأت أولى الخطوات عام 2021، وقد رافقني دائمًا شعور البدء متأخّرًا وأنّ عليّ إدراك ما خسرته، لذلك وجدّتُ نفسي أرسم بوتيرةٍ كبيرةٍ وبشكلٍ شبه يوميّ حتّى صارَ الفنّ جزءًا لا يتجزّأ من حياتي، بالإضافة للانتساب لدورات وورشات فنّيّة عديدة منها عن طريق صالة عرض “زركشي” سخنين، وذلك لاختزال الوقت عن طريق العمل الجادّ والمستمرّ ولتّعلّم تقنيات جديدة في الرّسم وبخامات متنوّعة والاحتكاك بفنانين مشاركين للتعرّف على شخصيّتهم وأساليبهم، وقد نجحت خلال ذلك بإنتاج مئات الأعمال الفنّيّة بتقنيات مختلفة.معرضي اليوم هو معرضي الفرديّ الأوّل، الأعمال المعروضة عبارة عن عمليّة بحث وتنقيب عن هويّتي الفنّيّة، من خلال تجربة أساليب وتقنيات فنّيّة متنوّعة، لا يمكنني القول بأنّ هذا البحث قد أُخُتتِمَ ببلورة هويّتي الفنّيّة بل يمكن القول بأنّ المعرض يقدّم الرّحلة والطّريق.أعتبر هذا المعرض بداية انطلاقتي الفنّيّة، الّتي بعدها ستبدو الأمور أوضح، لأكمل مسيرتي الفنّيّة بالشّكل الصّحيح ولفهم ذاتي وفنّي أكثر وذلك برؤيته في عيون الجمهور.بدأتُ الفنّ كهواية أمّا الآن فإنّ الفنّ تحوّل إلى أسلوب حياة، أراه في جميع الأشياء فتتحوّل إلى فنّ، وأرى بأنّ تعلّم الفنّ عبارة عن عمليّة متجدّدة مستمرّة مدى الحياة، فأقرأ فيها العديد من الدّراسات والكتب في المجال ممّا زرع داخلي الثّقة بالنّفس للتّعبير عن ذاتي من خلال الكتابة والرّسم. هُناك العديد من العوامل أثّرت في اختيار طريقي في الدّراسة الأكاديميّة، ولم أجد فرصًا تمكنّني من فرض ذاتي في مجال الفنّ التّشكيليّ ولم أتقن صناعة تلك الفرص خصوصًا في المجتمع الفنّيّ.
مجتمعنا يهتمّ بالفنّ، وشعب يقدّر الجمال ويعمل على دعم المثقّفين والفنّانين، بدأت عملي في مجال التّدريس وهذا ساعدني أكثر على الاستقرار، شاركت بالعديد من المعارض الجماعيّة ولكن المعرض الفرديّ الأوّل يعتبر نقلة نوعيّة في حياتي التّشكيليّة، وقد أتاحت لي صالة عرض “زركشي” هذه الفرصة فكلّ الشّكر على وضع ثقتهم الكبيرة بي وأتمنّى أن يكون هذا المعرض عند حُسن ظنّهم وأن يستمرّ تعاوننا في معارض أخرى في المستقبل.يشار الى أن الفنانة ربى أحمد شيني معلّمة لغة عربيّة وفنّانة تشكيليّة، حاصلة على اللّقب الثّاني في اللّغة العربيّة من جامعة حيفا (M.A) بالإضافة لكونها مرشدة مؤهّلة للفنون بشهادة من وحدة التّعليم الخارجيّ التّابعة لجامعة حيفا. وتعمل كمعلّمة للغة العربيّة وأيضًا كفنّانة تشكيليّة. شاركت في العديد من المعارض المحليّة والدّوليّة في البلاد وخارجها
تصوير عدي بشير