هوّاريّة كما قرأتها
معمر حبار
تاريخ النشر: 23/09/24 | 10:35الأستاذة إنعام بيوض “هوّاريّة”، دار ميم للنشر، الجزائر، الطبعة الأولى، 2023، من 224 صفحة.
مقدمة القارئ المتتبّع:
لم يكتب القارئ المتتبّع حرفا واحدا عن الكتاب حين تمّ التّطرّق إليه من طرف بعض الأساتذة الكرام. لأنّه وببساطة لم يكن الكتاب حينئذ بين يديه. فهو لايتطرّق لكاتب إلاّ بعد أن يقرأ له. ولا يتحدّث عن كتاب إلاّ بعد أن يقرأه.
رأيت الكتاب بتاريخ: 14 سبتمبر 2024، وقمت بتحميله في نفس اليوم، وشرعت في قراءته في حينه[1]. ومن يومها وأنا أقرأ، وأعيد ترتيب المسودّة. فكان هذا المقال الذي بين يديك.
تعامل القارئ المتتبّع مع الكتاب بنفس المنطق، والأسلوب، والصّدق، والأمانة مع كتاب “الديوان الإسبرطي[2]” لصديقنا Abdelouahab Aissaoui. وقد توّجت القراءة، والجهد، بمقال[3] لمن أراد الزّيادة.
أوّلا: من محاسن ماجاء في الكتاب:
وقف القارئ المتتبّع على محاسن وهو يجوب صفحات الكتاب. وتعمّد ذكرها أوّلا. ثمّ ينتقل بعدها إلى القسم الثّاني المتعلّق المعاكس تماما لهذا العنوان، ومنها:
عظمة، وجمال، وروعة الترجمة:
ترجمت الكاتبة العبارة: Le Côté jardin de L’islam
بـ: “الوجه المضيء للإسلام”. وأشهد أنّها ترجمة عالية سامية، وفي غاية الجمال، والرّوعة، والإتقان.
واضح جدّا أنّ الكاتبة إنعام بيوض ضليعة، ومتمكّنة جدّا في اللّغة الفرنسية، وتستعملها باحترافية عالية حين تريد.
صدق الأمثال الشّعبية الجزائرية:
الأمثلة الشعبية التي أوردتها كانت في غاية الجمال، والجلال، وصادقة، ومعبّرة. وتشكر الكاتبة على ذكرها، والاستعانة بها، والتّرويج لها.
أبدعت في استحضار الأمثال الشعبية الجزائرية البالغة التّأثير كالتي ذكرتها في الصفحات: 135. 138. 148. 168. 172.
أمانة، وصدق في وصف العشرية الحمراء:
تتحدّث عن فترة العشرية الحمراء التي ابتليت بها الجزائر في التسعينات من القرن الواحد والعشرين.
وبما أنّي واحد من الجزائريين الذين عاشوا جمر التسعينات. فإنّي أشهد أنّ ماذكرته الكاتبة من أوصاف تتعلّق بالمرحلة كانت كلّها -أقول كلّها، وفيما أعلم- صادقة، وأمينة في كلّ صفحة من صفحات الكتاب، وعبارة، وسطر، وحرف.
للزّيادة، يمكن مراجعة صفحات: 18، و21، 48 و74 وغيرها.
صدق العناوين من صدقها في وصف العشرية الحمراء:
من فرط صدق ماجاء في الكتاب والخاص بالعشرية الحمراء. مازال القارئ المتتبّع يعتقد أنّ عنوان الرسالة الجامعية المذكورة في صفحة 156، والمعنون بـ: L’influence du maraboutisme. هو عنوان حقيقي وليس من الخيال. وفي انتظار أن تكذّبني الأيّام، والقراءات القادمة.
عبارة جليلة عظيمة:
ذكرت الكاتبة عبارة في غاية الحزن، والألم، والعظمة، والرّوعة، والصّدق، ومؤلمة، ومعبّرة، وهي: “لماذا يتقاتل النّاس بسم الله وهو الرحمن الرّحيم”. 151
ثانيا: من مساوئ ماجاء في الكتاب:
أجلّ القارئ المتتبّع ذكر المساوئ التي وقف عليها وهو يقرأ الكتاب، ومنها:
استعمال كلمات مشرقية عامية على أنّها من اللّغة العربية:
استعمال كلمات مشرقية لاتستعمل في الجزائر وأدرجتها على أنّها من فصيح اللّغة العربية. كـ: عنبر، وشلتنا 29، ووردية الصباح، والوردية المسائية. 70
ولو أشارت على أنّ إخواننا في المشرق العربي حفظهم الله ورعاهم يستعملونها في حياتهم اليومية، وعاميتهم لكان مقبولا، ولأدرج ذلك ضمن التّبادل الثّقافي بين الإخوة، واستحقّ الثّناء.
كتاب فحش، وينشر الرّذيلة، وتعمّدت الكاتبة الجهر بكلّ قبيح:
بالغت الكاتبة وبشكل فاحش، ومنكر، ومقزّز، ودون داع إلى ذلك في استعمال كلمات، وعبارات في غاية الفحش.
لم تكن مجبرة لإقحام الفحش، والكلام البذيء في كتابها.
الكاتبة ليست مراهقة فيجد لها القارئ المتتبّع بعض العذر، ولا شابة في مقتبل العمر تريد الظهور ولو على حساب الأخلاق. لكنّها فوق ذلك بكثير من حيث السّنّ، والتّجربة. ورغم ذلك لوّثت الحبر بكلمات، وصفحات، وأسطر بفحش، وبذاءة لاتغتفر، ولا يمكن التّبرير لها.
الإفراط في استعمال العامية، والعامية الفاحشة:
تستعمل الكاتبة كلمات عامية على أنّها فصحى وليس على أنّها عامية.
لم تتوقّف عن استعمال العامية بشكل كبير جدّا، ودون داع لذلك. بل راحت تستعمل العامية الفاحشة، والبالغة الفحش وبشكل مفزع، ومخلّ، وخطير، وهدام.
استعمال كلمات مشتقة من اللّغة الفرنسية:
استعملت كلمات مشتقة من اللّغة الفرنسية. وكان بإمكان استعمال اللّغة العربية، أو العامية التي مازالت تحافظ على صفائها.
الكاتبة تستنكر الفحش وتكتب الفحش:
استنكرت الكاتبة -وعلى لسان أبطالها-، وأكثر من مرّة استعمال الكلمات البذيئة. وتصفها بالبذيئة. كما جاء في صفحة 134.
لكن في المقابل، ظلّت تستعمل كلمات في غاية القبح، والفحش وبعامية قبيحة فاحشة.
هوامش لنشر الفحش، والعامية القبيحة البذيئة:
وضعت الكاتبة في الهوامش قاموس لشرح الكلمات البالغة الفحش، وكلمات عامية قبيحة. وأزعم أنّها وضعت ذلك لإخواننا المشارقة حفظهم الله ورعاهم. لأنّ الجزائري يفهم تلك الكلمات الفاحشة.
فهي لم تكتفي بالعامية دون داع، والكلمات البالغة الفحش. بل راحت تضع لها قاموسا لتعطيها صبغة دولية. ومن هنا -في تقديري- كان استعمالها لبعض الكلمات العامية المشرقية.
لماذا لم تذكر أحمد وهبي رحمة الله عليه:
قالت الكاتبة عن رائعة “وهران وهران رحتي خسارة”: “كانت الأغنية لمطرب مشهور”. 171
أتساءل: لماذا لم تذكر اسم أحمد وهبي رحمة الله عليه الذي أدى الأغنية، وببراعة فائقة. وقد سبق أن ذكرت أسماء كثيرة من الجزائريين، والمصريين.
الثّلاثاء 20 ربيع الأوّل 1446هـ، الموافق لـ 23 سبتمبر 2024
الشرفة – الشلف – الجزائر
[1] منشورنا بعنوان: #هوّاريةوبتاريخ: الأحد 12 ربيع الأوّل 1446هـ، الموافق لـ 15 سبتمبر 2024
[2] الأستاذ: عبد الوهاب عيساوي، دار ميم للنشر، الجزائر، الطبعة الأولى، السداسي الثاني، 2018، من 387 صفحة. [3] مقالنا بعنوان: الديوان الإسبرطي – معمر حباروبتاريخ: الأحد 3 رمضان 1441 هـ الموافق لـ 26 أفريل 2020
—
الشلف – الجزائر
معمر حبار