إبداع تفتتح معرض “صبار طري” للفنانة ناريمان عمري
تقرير نادرة شحادة - تصوير سلام ذياب
تاريخ النشر: 20/09/24 | 11:10افتتحت جمعية ابداع يوم الجمعة الفائت معرضاً مميزاً للفنانة ناريمان برعاية رئيس المجلس المحلي السيد عصام شحادة ومن تنظيم الفنان إبراهيم حجازي .افتتح المعرض الأستاذ عبد الخالق اسدي قائلاً :
رابطة ابداع للفنانين التشكيليين العرب كفرياسيف بمعرض للفنانة ناريمان اسعد عمري من صندلة باسم ” صبّار طري ” , منظم المعرض : الفنان إبراهيم حجازي , الحضور الكريم إدارة إبداع الفنانون والفنانات .
هذا هو المعرض الثاني الذي فيه مكانة للصبّار أو بلغتنا الشعبية الصبر . مع اسم المعرض الثاني للفنانة صبحية حسن قيس ” بائعة السمك ” وهناك زاوية خاصة كانت عن الصبر . في المعرضين هناك لمسات فنية رائعة لفنانتين متالقتين وأما أنا للصبر حدود ما تصبرنيش ما خلاص . أما الفنان إبراهيم حجازي فهو اختار أسم للمعرض ” صبار طري ” الذي يرمز الى الليونة والنمو والتجدد .وصاحبة المعرض ” صبار طري ” هي الفنانة ناريمان عمري مربية أجيال معلمة فنون في عدة مدارس في صندلة , كفر مصر , طمرة الزعبية وتحمل اللقب الثاني في الإدارة وتنظيم النظم التعليمية وماجستير تعلم متعددة الإتجاهات في كلية اورانيم وتحمل شهادة سكرتيرة طبية في المعهد الأمريكي الناصرة . شاركت في عدة معارض مشتركة وفردية في ابداع وخارجها , وعرضت 13 لوحة زيتية في معرض ” زهر أيلول ” في سخنين وحصلت على عدة جوائز من وزارة التعليم والثقافة وصندوق تشجيع المبادرات . لها اسمها ومكانتها الأخلاقية والفنية ودورها الناشط في ابداع .
أما الصبار هذه النبتة الصامدة القادرة على تحمل شح المياه والظروف البيئية الصعبة . هذه النبتة تعطي الأمل وقوة التحمل تموت وتجف في فصل الخريف ثم تحيا من جديد في فصل الربيع . يرمز الى القوة والصمود والحماية , يرمز الى التحمل والبقاء , الى المعاناة والصبر والصمود . وهنا المفارقة : الأشواك القسوة للمشهد الخارجي ولذة اطعم الثمار في المشهد الداخلي الألم ثم الأمل .الصبر له رمزية التجدد , النمو , الليونة , الخضرة الدائمة وقوة التحمل . فمعكم دائماً نتجدد ودائمي الخضرة وننطلق الى المستقبل مع الأمل والتأمل .ثم تحدث الأستاذ جورج توما رئيس الجمعية قائلاً : باسمي واسم أعضاء الهيئة الإدارية أرحب بكم أجمل ترحيب لحضوركم افتتاح هذا المعرض الفردي للفنانة الأصيلة ناريمان عمري عضو جمعية ابداع منذ أكثر من عقدين من الزمن , وكانت من أوائل اللذين انتسبوا للجمعية وعضواً فعالاً وناجحاً في جمعية ابداع , ونال مراكز مرموقة وانتخبت كعضوة لجنة المراقبة في الجمعية , وعملت جاهدة لتحسين العلاقات بين الفنانين وإدارة الجمعية مقدمة كل الملاحظات البناءة لرفع المستوى المهني والفني بين الفنانين وتحسين علاقاتهم مع الهيئة الإدارية . وقد كان لي الشرف في زيارتها في بيتها في قرية صندلة منذ السنة الأولى من استلامنا إدارة الجمعية برفقة بعض أعضاء الهيئة الإدارية وذلك للتعرف على البيئة المهنية والفنية .
وقد اطلعنا على البيئة الاجتماعية التي تعيشها الفنانة مع زوجها الفاضل الذي يدعمها في كل عمل فني . وقد استقبلنا في بيته العامر في صندلة , وبعد زيارتها تابعنا رحلتنا الى قرية نين لزيارة الفنانة مشخص زعبي التي تسكن بجوار كنيسة إقامه ابن الأرملة المشهورة في التاريخ المسيحي .
لإن جمعية ابداع لا تألو جهداً في زيارة فنانيها في كل أنحاء البلاد وتقوم مع الفنانين برحلات استجمامية للتعرف على معالم البلاد من الشمال الى الجنوب من جبل الطور حتى هضبة الجولان شمالاً , ليكون تحت تصرف الفنان مادة للرسم والإبداع . كما تقوي أواصر الصداقة والألفة والتعارف المتين بين الفنانين وعائلاتهم وقد نجحنا بذلك وازداد عدد أعضاء ابداع الى ما يقارب الثمانين عضواً يشاركون في فعاليات ونشاطات ابداع سواء في صالة ابداع أو خارجها . وتعتبر الفنانة ناريمان نموذجاً من الفنانين والفنانات المثابرات والنشيطات في هذه الفعاليات حيث اشتركت في معارض فنية في أكثر من خمسة وعشرين معرضاً في كليات الفنون وصالونات العرض في البلاد وخارجها , ونالت جوائز عدة من كليات الفنون في البلاد وكان من نصيب جاليري ابداع أن تشارك في خمسة معارض في كفرياسيف .إن فنانة كهذه تستحق كل تقدير وثناء على ما تقوم به في مجال الفن بالرغم من انشغالها في إدارة بيتها وتربية أولادها وأحفادها . ويرجع الفضل في ذلك للدعم الذي تتلقاه من رفيق دربها الذي يسهل لها الطريق ويقدم لها كل مساعدة للمشاركة في الفعاليات الفنية , كما يرافقها في الكثير من المناسبات الفنية .إننا إذ نشكر الفنانة ناريمان على جهودها ونشاطها الفني , نتمنى لها طول العمر ونأمل أن نراها في معارض أخرى في المستقبل . وهنا لا يسعني إلا أن أشكر الفنان إبراهيم حجازي على جهوده الجبارة ومتابعة مسيرتها الفنية والإشراف على تنظيم هذا المعرض وطباعة الكتالوج الذي يضم صور المعرض من خيرة أعمالها والشروحات والتحاليل لإبداعاتها داعين له بالصحة والعافية ومزيداً من العطاء .آمل أن يطلعنا في كلمته القادمة على إحساساتها وخفايا فنها في كلمته القادمة . كما اشكر الفنان إيليا بعيني المدير الفني لابداع والأخت سكرتيرة الجمعية نادرة شحادة على الجهود التي بذلوها لتسهيل الأمور وعمل الترتيبات اللازمة في الجاليري لإنجاح المعرض .
كما تحدث منظم المعرض الفنان إبراهيم حجازي بكلمة كما وردت في كتالوج وافتتاح المعرض ” صبّار طري ” للفنانة ناريمان عمري فقال :إن اختيار الفنانة لموضوع الصبار لأنه يعتبر أحد معالم القرية الفلسطينية المهجرة .استحدثت الفنانة موتيف شجرة الصبّار من خلال أصيص الصبّار الموجود في مدخل مرسمها , وارتباط الصبّار بالحيّز الخاص والحيّز العام بواسطة إيحاءات مستوحاة من طبيعة مكان إقامتها .هناك فرق كبير بين فنان تشكيلي ورسام .. الرسام يمتاز بمهارة العمل ودقة التصوير ومحاكاة الكاميرا , أما الفنان التشكيلي صاحب قدرة على الإبتكار والاستكشاف والإثارة الحسيّة .الفكرة السائدة إنه لا فن إلّا الواقعي البصري , فكرة مضللة وتشل التعبير الفني من أساسه . في نظرية أفلاطون ” علم الجمال في أخلاقية الفن ” . إذا رسم الرسام كرسي , هذه الصورة تحتل المرتبة الثالثة من حيث الوجود , المرتبة الأولى الصورة الموجودة في الذهن الإلهي , وتكون المرتبة الثانية الكرسي الذي صنعه النجار .ما يميّز معرض ” صبّار طري ” :.التنويع في أحجام اللوحات المتباينة من الميكرو الى الماكرو. غياب العنصر البشري ” الإنسان ” في لوحات المعرض يعزّز من مكانة الصبّار فينا ويعطيه خصوصية كجسم واحد . يغلب على أعمالها الطابع الإنطباعي المرن بواسطة المداعبة بألوانها الخاصة والشكل ..وأخيراً سيبقى الصبّار حياً , طرياً رغم محاولات الإندثار إلّا أنه ينمو ويترعرع في أعمال الفنانة ناريمان أسعد عمري ..
كما كتبت مديرة مدرسة صندلة الابتدائية السيدة آية عمري عن معرض الفنانة ناريمان ما يلي :معرض “صبار طري” للمعلمة ناريمان كان تجربة فنية ساحرة بكل المقاييس، وخرجنا منه بشعور لا يوصف بالفخر والاعتزاز.من اللحظة التي تدخل فيها المعرض، تجد نفسك في عالم مليء بالرمزية، حيث يتحول الصبّار من مجرد نبات إلى تجسيد حي للصمود والقوة. كل لوحة كانت تعكس حواراً داخلياً بين القسوة والجمال، بين التحدي والمرونة. تشعر وأنت تتأمل الأعمال وكأنك تشارك الفنانة في رحلة تأملية مليئة بالمعاني العميقة والمشاعر المتداخلة الألوان المستخدمة بعناية، من الدرجات الحارة إلى الباردة، كانت تلامس الروح وتثير فينا مشاعر الإعجاب والانبهار. استخدامك معلمة ناريمان للألوان الزيتية أضاف بعداً حسياً يجعل اللوحات تنبض بالحياة .كل ضربة فرشاة كانت تحكي قصة , وكل شوكة في الصبار كانت مزاً للقوة في مواجهة التحديات .وبينما نتنقل بين الأعمال الفنية , لم نستطع إلا أن نشعر بالفخر بوجود فنانة تملك هذه الرؤية الفلسفية العميقة , وهذا الإبداع الإستثنائي .خرجنا من المعرض ونحن ممتلئون بالإعتزاز بهذا المستوى الرفيع من الفن العربي المعاصر , وكأننا نشهد تجربة فنية تلهمنا جميعاً على التحمل والمرونة , تماماً كالصبّار الذي يرمز لكل ذلك . تجربة لا تنسى .فخورين جداً بإنجازك الرائع ونتمنى لك التوفيق والتألق دائماً .
كما كانت مداخلة للدكتور منير توما الذي قام بتحليل بعض لوحات المعرض بشكل شمولي متحدثاً عن رمزية نبتة الصبار وأهميتها البيئية والحياتية بالنسبة للإنسان حيث أخذت حيزاً ومساحة كبيرة من لوحات الفنانة ناريمان .ومسك الختام كلمة الفنانة ناريمان عمري :تتحدث الفنانة ناريمان في معرضها عن نبتة الصبّار فتقول :تنمو نبتة الصبار في بيئتي مزروعة في أصيص في الاستوديو الخاص بي مضمنة في هويتي مرتبطة بالحدود في أعمالي تحدد بيئتي وبيتي ترتبط بالداخل والخارج. نبتة الصبّار كصورة ذاتية. تمنحني تعبيراً شخصيًا. من خلالها أحمل أفكاري ومشاعري من خلال معالجتي لها أسافر في رحلة الصورة بكل مكوناتها هي رمز لي ولهويتي – امرأة مسلمة عربية وفلسطينية أصيلة، أم وزوجة ، وجدّة ، معلمة وفنّانة نبتة الصبّار كرمز للهوية وللمكان؛ مكان الولادة ومكان الإقامة، وبهذا المعنى فإن معالجتها بالرسم تعيدني إلى الوطن. باستخدام صورة الصبار أفحص مفهومين القيد والتراكم . القيود التي اختبرتها والمواقف التي تراكمت خلال العمل وتجسدت فيه في العام الأخير اكتسبت هذه الأعمال قوة .