المدينة!

بقلم : د . ادم عربي

تاريخ النشر: 14/04/24 | 20:10

هناكَ غبارٌ في سماءِ سدوم
وعلى حذائِكِ عواصفُ الصحراء
هناكَ دخانٌ في هواءِ عمورة
وفي مَشْلَحِكِ براكينُ جهنم
للأبراجِ في حَيِّنَا منطقُ الرمال
وللأقدامِِ في شوارعِنَا موقدُ الرماد
في الغبارِ لا نرى بعضَنَا
بينَ أعمدةِ الغبارِ نعيش
في الدخانِ لا نكتُبُ قصتَنَا
أقلامُ الفحمِ كسرَهَا التاريخ
هلْ هناكَ غيرُكِ في عدمِ الرؤيةِ وأنتِ تقفينَ على قدمٍ واحدة؟
هلِ النارُ أختُكِ في السرير؟
سأصنعُ مِنَ الغبارِ تماثيلَ النسيان
سدومُ تَذْكُرُني وهي عارية
سأبني مِنَ الدخانِ ناطحاتِ السحاب
عمورةُ تُذَكِّرُني وهي غافية
جسدُكِ أجملُ مِنْ ذكورتي
ظِلُّكِ ضَياعُ الأنثى
يتساوى العشاقُ في الغبارِ تساوي الذكرِ وبنتِ آوى
تَمَّحي الفروقُ في سدومَ بأمرِ ديمقراطِ اللَّذة
العناقُ في عمورةَ عناقُ الدخانِ في ماكاو
على طاولاتِ القمارِ صَبِيَّانِ يمارسانِ السياسةَ على طريقتِهِمَا بأمرِ الجمرِ الأحمر
أجسادُنَا تغطسُ في بحارِ المني
لن نختارَ حضارة الْلِواط
لا تبكي يا حبيبتي عليّ
أنا سدومُ الأخرى في غبارِ مكة
لا تتركيني يا حبيبتي للمتعةِ الصفراء
أنا عمورةُ الكتبِ التي هولاكو لم يحرقْهَا
فقطْ سأكشفُ عن فخذي في شارعِ أبي نواس
سأبيعني ببعضِ فحشٍ للملالي
الغبارُ قرآنُ مدينتِنا الغبارُ إنجيلُ مدينتِنا الغبارُ توراةُ مدينتِنا الغبارُ الغبارُ الغبارُ القِبلة
هكذا تكونينَ في سدومَ ظاهرةَ الظهور
الدخانُ بناطيلُكِ القصيرة
هكذا تكونينَ في عمورةَ الأَعلام
سأبقى في عقلي فساتينكِ القصيرة
سأصلي على رِدفِها في يومِ عيدِ الاستقلال
تعالَ إلى حِضني أنتَ أيُّهَا الأخرقُ يا شمال
أنا الغبارُ أنا سدوم
دعني ألمسْكَ مِنْ عمورة
أنفخْكَ مِنْ فمي دخانا
كلُّ سكانِ هذهِ المدينةِ مِنْ قهرِ الصدأ
كلُّ أحلامِ هذهِ المدينةِ مِنْ كثبانِ نجد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة