المرأة بين النصف و المساواة

بقلم قرار المسعود

تاريخ النشر: 09/03/24 | 22:31

عندما نتأمل عبارة حرية المرأة أو حقوقها من الرجل نجد أنفسنا نتكلم أو نشرع في مسألة لا تطابق الحقيقة في إعطاء حرية المرأة او نزع حقوقها، فمِنْ مَنْ؟ مِن الرجل أو غيره.
إذا كانت هذه الحرية مرتبطة بملكية الرجل في تقديري، يبدو أن هذا التصور في غير محله. فالمرأة و الرجل خلقا للتكامل في هذا الكون “و خلقناكم أزواجا” أي يكمل الواحد منهما الأخر. و عبارة الحرية أو الحقوق تحل محلها عبارة كيفية التكامل،فالرجل و المرأة يشكلان وحدة واحدة فالرجل ليس له القدرة أن يمنح أو يمنع الحرية و يفرق بين أجزائه، و المرأة كذلك. فسنة الكون أن كل شيء خلق في الأرض يعيش و ينمو و يتكاثر بجزئين و إن لم يكن هذا فلا حياة فوق الأرض و هذا أمر الله المسطر لا تغيير فيه و لا تبديل.
تخيل معي يا من يريد تفكيك الجزئين المتكاملين، هل تستطيع السير برجل واحدة؟ فمِنْ هذا المنظور أريد أن أوضح أن مسألة حرية المرأة من الرجل أو العكس مفهوم يجب النظرإليه أو التكلم عنه بنوع من التوضيح بعبارة تكامل العمل من الطرفين أو الجزئين على نمط تكاملهما كما خلقا و إذا خرجا على النطاق فهو الظلال و ما نشاهده في ساحة الكون اليوم من تقلب في دور الجزئين أدى إلى عدم التوازن و وصلنا إلى إستعمال المفاهيم في غير محلها الأصلي.
لو نتأمل لحظة واحدة في هذين الجزئين أو الطرفين أو المرأة و الرجل، ماذا يريدان من بعضهما البعض ؟ أبستطاعتهما إعطاء الحرية للأخر؟ و ماذا او كيف تكون هذه الحرية أو الحقوق بمنطق الجزئين متكاملين؟ إن لم يكن هذا التكامل، فالجزء يتألم لأنه تخلى عن جزئه الاخر فهو أبتر و الشيئ الناقص لا ينمو و لا يعيش بتاتا. فالحرية تعطى لمخلوق خارج عن الجزئين مثلا للحيونات لأنك انت الذي يمتلك الميزة و استعمال القدرة في الكون و منح و إعطاء الحرية كما تقول أم كلثوم المغنية “أعطني حريتي” مصطلح جاء من باب تفكير عاطفي و بعدما نعود لرشدنا أليْس هذا من عدم إستعمال كل الجزئين في مكانها حتى تسير الحياة كما أرادها الخالق. فيجب أن ننزع من عقولنا عبارة المساواة و نمحو من قاموسنا البشري هذه الكلمة و المرأة في مكانها المخلوقة من اجله و الرجل في مكانه المخلوق من اجله و إلا كانت المصيبة التي نعيشها اليوم. أردنا تعدي حدود الخالق و جعلنا تعايش جزئين من صنف واحد (بزواج إمرأتين أو رجلين).
فالحرية التي يتكلم عنها، أُبَدِلُها ربما بالسلوك و كيفية توافق الجزئين ، لأنه لو يصل إدراك كلا الطرفين بهدف وجودها لانتهت المسألة. لماذا لم نجد تناقض او إختلاف في سيرورة الحياة منذ بدأت لا في الشرائع و لا في سلوكات الأمم التي من قبلنا لأنها تعلم أنها خلقت بجزئين لا بجزء واحد و خلقناكم أزواجا. فالرجل محتوم عليه أن يعرف أنه جزء و ليس الكل و العكس و أنه لا يستطيع العيش أبدا بجزء واحد و هذه سنة الله في خلقه لا تبديل و تحويل في خلق الله، فعندما يقوم كل منهما بدوره المنوط به ينتهي مصطلح حرية المرأة المزعوم الذي أصبح في محيطنا يستعمل كسلاح مهاجمة “طلقني” و الرجل بنفس النمط “راكي طالق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة