قصة ليلى الفرنسية ووالدها اللبناني الذي تركها صغيرة
تاريخ النشر: 10/05/14 | 22:40جاءت ليلى من فرنسا الى جنوب لبنان للبحث عن والدها عند عائلته في جنوب لبنان بعد ان اختفى قبل 25 عام معتقدةً أنّه في جنوب لبنان مع أهله. لكنّها تفاجأت بأنّ الجميع يظنّون أنّه يقيم في فرنسا مع عائلته، مستغربين عدم محاولته الاتّصال بهم خلال هذه المدّة!!!
رواية ليلى
تروي ليلى: “بدأت الحرب عام 1983، وهي السنة نفسها التي قصدنا فيها لبنان أمي أبي وأنا، فاختارت أمي العودة الى فرنسا ورجعنا معاً. ولدى عودتنا حصل خلاف بين والديَّ، فقرّرا الانفصال، خصوصاً أنّ والدي لم يعش حياةً مستقرّة وطبيعية، وهذا ما لمسته خلال بحثي عنه.
سُجن في فرنسا بسبب محاولة تهريب مخدّرات، فاستغلّت والدتي غيابه في السجن لتلوذ بالفرار الى جنوب فرنسا وتمكث هناك الى جانب عائلتها، كان عمري 9 سنوات آنذاك، وطلبَت أمي منه في السجن عدم تتبّع اثرَنا لأنّها لم تعُد راغبة بوجوده في عائلتها، وقالت لي إنّه توفي. إلّا انّ والدي، وبعد خروجه من السجن، قصد الجنوب الفرنسي محاولاً استرجاعي، فتصادم مع والدتي وأقاربها النافذين هناك، ولم يستطِع الاحتفاظ بي”.
وتضيف ليلى أنّ والدها “كان شابّاً وسيماً وقويّ البنية، دخل في عراك شرس مع الشرطة الفرنسية اثناء محاولته استعادتي، وقد استغلّ الامن الفرنسي قصّة سجنه في السابق ليعود ويزجّ به في السجن مجدّداً لسنوات عديدة إضافية على خلفية محاولته اصطحابي الى لبنان والمعركة التي شنّها على الشرطة”. وتتابع: “كبرت على معلومة مفادُها أن لا والد لي، بينما جميع الاطفال لديهم آباء. حتى اسم والدي لم تطلِعني أمّي عليه، وعندما كبرتُ عرفتُه وحدي، أساساً كيف أعرفه وأنا لم أنادِه يوماً “بابا”.
في الثانية عشرة من عمري، وبينما كنت أقلّب اوراق أمّي خفية عنها وجدتُ ورقة طلاقِها من والدي وعرفتُ أنّ أبي لبنانيّ واسمه ناظم هاني رومية، فاحتفظتُ بالأوراق، ومنذ ذلك الحين بدأت البحث عنه، وقرّرت أن أزور لبنان عندما أكبر لكي أبحث عنه، وعلى الرغم من الجمال الذي تتّصف به أمّي الشقراء ذات العينين الزرقاوين، فإنّ شكلي العربي وملامحي الشرقية ومحاولة رفاقي دوماً الأشارة الى الأمر، نمَّيَا في نفسي هذا الشعور، خصوصاً حينما كانوا يقولون لي: لماذا لا تتكلّمين العربية يا ليلى؟”.
وتضيف: “في العشرين من عمري كنت أتناول المشروب مع أمّي في أحد المقاهي وكانت في حال استرخاء، فاستدرجتها وعرفت كثيراً منها عن والدي، إلّا أنّني لم أخُض يوماً في مسألة الديانة التي أزعجت الطرفين.
فأخبرتني أمّي أنّ والدي شارك في حرب لبنان وحرب المخيّمات الفلسطينية في الأردن، وهو ليس جيّداً، على حدّ قولها، لكنّها أحبّته على الرغم من ذلك، إلّا انّها لم تستطع الاستمرار في نمط حياته. ولم تُنكر أنّه “كان طيّباً وأنّه هو الذي اختار اسمي” مشيرةً إلى أنّ “والديَّ لم يتزوّجا إلّا حينما رزقا بي، فسارع والدي الى مختار البلدة ليسجّلني على اسمه”، لكنّها إستدركت قائلةً لي: “إذا كان يحبّك فعلاً، لماذا لم يعُد حتى اليوم لرؤيتك؟”
وتقول ليلى: “بعدما علمتُ أنّني لبنانية الأصل ووالدي من جنوب لبنان، بدأتُ البحث، واتّصلت بالشرطة الفرنسية محاولةً معرفة تاريخ خروجه من السجن في باريس، ويبدو أنّه رحل عام 1992، أي يوم كان عمري 12 سنة. لم أيأس، وبدأ انتشار الانترنت في تلك الحقبة، فحاولت الاتصال بأحدٍ من عائلة رومية وعرضتُ صورة لي مع والدي، وهي الوحيدة التي لي معه، وقد وجدتُها بين أغراض أمّي القديمة.
وكنت أبعث الرسائل عبر البريد الالكتروني الى كلّ أصقاع العالم …لفترة قاربَت السنوات ولم أتلقَّ ايّ إجابات، ولكنّني لم اتوقف يوماً أو أيأس، بعدها اتّصلت بالقنصل اللبناني في فرنسا محاولةً الاستفسار منه عمّا إذا كان يعلم شيئاً عن والدي، وقلت له إنّني من قرية تدعى “الرمادية” في جنوب لبنان، وإنّ والدي ناظم رومية، وعرضتُ عليه اوراقي الثبوتية، فأرسل لي جوابا خطّياً معتذراً عن عدم استطاعته فعل شيء، وأن لا أثر لوالدي في لبنان. الأمر الذي أخافني، وأثارني وأغضبني”.
وتتابع ليلى: لقد طرت فرحاً عندما تلقّيت ردّاً عبر الانترنت من قريب لي من عائلة رومية من الكويت يدعى محمد، قال لي فيه إنّه قريبي ويعرف عمي صلاح جيّداً، وهو مقيم في الكويت ايضاً.
تمسّكت بهذا القريب كأنّه كنز ثمين وتوسّلته عبر الانترنت ان يستعلم من عمّي صلاح عن والدي، وسألته ما اذا كان يعلم بوجودنا أنا وأمّي، وطلبت منه إبلاغ العائلة بأنّ لناظم رومية ابنة في باريس تريد ملاقاته والتعرّف إليه. فرح عمّي وتأثّر تأثّراً شديداً، وتوسّلته لكي اتصل به، وهكذا كان فتريثت ليومين قبل الطلب من صديقتي إجراء هذا الاتصال، إذ إنّني كنت متأثّرة بنحو لا يوصف…
إعتقدَ عمّي أنّني أنا المتكلمة ولكنّني كنت جالسة قرب صديقتي التي فتحت مكبّر الصوت فسمعت كلمة “حبيبتي ليلى” وصوت شخص يجهش بالبكاء. وهذا ما حصل معي ومع صديقتي ايضاً، وقد علمتُ انّ لوالدي عائلة كبيرة ومعروفة جدّاً في بلدة الرمادية في جنوب لبنان وتملك أراضي شاسعة وهي ميسورة الحال.
أين والدك يا ليلى؟ كان السؤال الذي أعاد الخوف إلى قلبي بعد السعادة التي شعرت بها نتيجة لقائي بالأحبّاء. فأجبتُ: “أنا التي أسألك، فمعلوماتي أنّه غادر الاراضي الفرنسية عام 1992 ومن المفترض ان يكون رُحِّل الى لبنان، فأجابني عمّي أنّه لم يرَ والدي منذ 20 عاماً، وأنّ ابي اختفت آثاره عام 1992، معتقداً أنّه يقيم معنا في فرنسا، وموضحاً أنّه كان في لبنان في 1992، وهذا ما اعتبرته صحيحاً لأنّني علمت انّه رُحِّل من فرنسا عام 1992، وقد رأته العائلة كلّها لأنّه بقي مدّة ستة اشهر هناك ليغادر بعدها، لكنّهم لم يعرفوا وجهته، وظنّوا انه معنا في فرنسا.
دعاني عمّي الى الكويت، إلّا انّني فضّلت المجيء الى لبنان للتعرّف الى هويتي الكاملة وعائلتي، وأبلغت العائلة بموعد قدومي في 15 أيار 2010، وفجأةً أصبحت لديّ عائلة كبيرة وتحبني وتريدني. تأثّرت جداً لهذا الانقلاب في حياتي ولكنّ فرحتي لم تكتمل
أجمل شيء في رحلتي التي لم تكن عادية الى لبنان، وإلى مطار بيروت تحديداً، كان في 15 أيار 2010 يوم الانتخابات البلدية في جنوب لبنان، وكانت القرى قد حشدت ابناءَها واستنفرت الغائبين والحاضرين للتصويت، وهذا ما برّر اجتماع عائلتي كلّها التي قدمت من الخارج للتصويت لأحد اقاربنا الذي ترشّح لرئاسة البلدية في القرية وللائحته.
أمّا انا فقد أتى شابّان لاصطحابي وهما أولاد عمّي ويعملان في افريقيا، وقد أتيا ليومين فقط للتصويت في الانتخابات، ولدهشتي أثناء وصول الطائرة الى المطار سمعت صوت الكابتن ينادي باسمي فخفتُ واعتقدت انّ سوءاً ما سيصيبني، إذ تذكّرت في تلك اللحظة ما اخبرَتني إيّاه امي عن ارتباطات أبي المشبوهة في المنظّمات وفي حروبه في المخيّمات.
إلّا انّني تفاجأت حين طلب منّي الربّان جواز السفر، واقترب شخصان وطلبا منّي التوجّه معهما، وفجأة وجدتُ نفسي مع اولاد عمي الذين اتّجهوا بي الى قريتي الرمادية. وطوال الطريق كنتُ أبكي، بعدما تعانقنا، وقالوا لي إنّ العائلة كلّها تنتظرني.
أين ناظم رومية؟ قالوا لي إنّ السلطات الفرنسية رحّلته الى لبنان عام 1992 فمكث في لبنان 6 أشهر، ومنذ ذلك لم يعودوا يعرفون عنه شيئاً.
أمّا القصة المثيرة فكانت لقائي بالسيّدة الثرية البيروتية صديقة والدي المقيمة قرب شارع فردان والتي كانت تملك محلّات ألبسة اوروبية جاهزة من الماركات المهمّة. قصدتها بعدما عرفت مكان إقامتها، فدهشَت كثيراً عندما أعلمتها بأنّني ابنة ناظم رومية، وشهقَت، وعلى الرغم من كبرها في السن فقد ظهرت معالم جمالها في تفاصيل وجهها وقامتها، وقالت لي إنّ آخر اتصال حصل بينها وبين والدي كان عام عام 1993 من كولومبيا، حيث طلب منها مبلغاً من المال فحوّلته له، وأطلعتني على وثيقة المصرف التي تؤكّد صحّة أقوالها”.
وتتابع ليلى: “اتّصلت بالدولة الكولومبية محاولة معرفة ما إذا كان والدي مسجوناً لديها أم أنّه مقيم هناك، فلم أتلقَّ سوى إجابات سلبية. كذلك اتّصلت بسفير لبنان في كولومبيا لمتابعة القضية فلم يتوصّل الى شيء. وقد ردّد أهالي الرمادية أقاويل وإشاعات كثيرة حول إختفاء والدي، ومن ضمنها مشاركته في القتال وأنّه وبعد عودته الى لبنان عمل في تجارة المخدّرات وتهريبها، لكن لا دليل يثبت ذلك. وما زلتُ احبّه وما زال والدي وأريد أن أعرف ما إذا كان على قيد الحياة أم لا.
ما آلمني أثناء وجودي في قريتي الرمادية هو أنّ سائق تاكسي من بيروت مرّ في محطة يملكها أحد أقاربي، وتبادل هذا السائق أخبار اهل القرية مع قريبي، وبعدما اخبره عن قصة رجوعي إليها أكّد له السائق أنّه يعرف والدي جيّداً وأنّه التقاه في بيروت وأنّه يذكر جيّداً القلادة التي كان يضعها حول عنقه، وكان غالباً ما يفتحها ليرينا صورة ابنته ليلى في داخلها. وبعدما علمتُ بهذه القصة فقدتُ صوابي لأنّ قريبي لم يتعرّف جيّداً الى سائق التكسي الذي توجّه الى بيروت”.
ليلى رومية اليوم متزوّجة من شاب لبناني وتقيم في بلدة “المطيلب” في المتن الشمالي، بعدما حطّت رحالها في لبنان في رحلة بحث دائمة عن والدها. وعلى الرغم من نجاح زواجها ووقوف زوجها والعائلة الى جانبها فإنّها ما زالت تعيش حال اضطراب داخليّ، فهي عاطفية الى أبعد الحدود، والدموع لم تفارق عينيها أثناء سردِها قصتَها حتى بتفاصيلها الدقيقة المؤثّرة. وقد أغدقت كلّ حبّها وعاطفتها على ابن زوجها الصغير الذي خصّصت له مكانة مهمّة في قلبها وعالمها وبيتها.
العثور على والد ليلى
وبعد سنوات….بعد رحلة بحثٍ وعذاب طويلة دامت أكثر من 25 عاماً، صُعقت ليلى ناظم رومية باكتشاف لغز اختفاء والدها بعدما راهنَ كثيرون على عدم جدوى مواصلتها البحث عن أبيها الذي غادر لبنان منذ العام 1994 وانقطعت أخباره… فاستنفدت ليلى كلّ طاقاتها في العثور عليه إلّا انها لم تفقد يوماً الأمل…
ليلى لم تُصدِّق أذنيها حين ورَدها اتصال من صديق يبلغها فيه أنه تقصّى عن معلومة وردت عبر بريدها الإلكتروني تقول إنّ والدها على قيد الحياة وانّ كاتب الرسالة يظنّ أنّه يعرفه وهو يعيش في مدينة بوغوتا الكولومبية! وقد أكّد لها هذا الصديق صحّة المعلومة، فطار صوابها بعدما تحوّل حلمها حقيقة.
وبعدما أمضت ليلى ايامها تتفقد بريدها الإلكتروني يومياً لعلّها تلتقط ايّ اشارة أمل، وردتها رسالة من شخص مفادها أنّ والدها ناظم رومية ما زال على قيد الحياة. وبعد التقصّي عن مصدر الرسالة، عرفت ليلى أنها من بوغوتا (كولومبيا).
فاتصلت بالسفارة اللبنانية في كولومبيا للتأكد والاستقصاء. وشاءت الصدف أنّه، وفي الوقت نفسه الذي كانت ليلى والسفارة وعائلة رومية تستقصي عن الموضوع، اتَّصل شاب يعمل في السفارة الفلسطينية في كولومبيا بالسفارة اللبنانية هناك ليعلمها بأنه يشتبه بشخص يشبه مواصفات ناظم رومية بعدما شاهد الريبورتاج على التلفزيون، وبأنه يعتقد أنه يعرفه، وشَبَّهه بشخص يصادفه في بوغوتا صباح كل يوم جمعة في الجامع وهو يصلي، وكان يراه دائماً في مكان محدد في ساحة المدينة.
وكان المتصِل يملك بعض الصوَر التي التقطها لساحة المدينة في فترة الأعياد والاحتفالات، فأرسلها للسفارة بعدما لاحظ أنّ الشخص المطلوب، أي ناظم روميّة، ظاهِر فيها، فترسل السفارة اللبنانية بدورها تلك الصور الى ليلى لتتأكد من مواصفاته، فعرفته على الفور من الوَشم الظاهر على يده، علماً أنّ شكله الخارجي تبدّل فبَدا وكأنه تجاوز الـ70 عاماً في وقت لم يبلغ بعد الـ60 من عمره.
وفد من السفارة اللبنانية في كولومبيا لاقى ابن أخيه، علي رومية، الذي قدم من المانيا لاصطحاب عمه، فيما أمضى الوفد هناك اكثر من 10 ايام لتسوية أوراق ناظم رومية… وبعد تحقيق مطوّل معه تبيّن انه في كامل وعيه وما زال يتذكر هويته وعائلته الكاملة، إلّا أنه لم يشأ الاجابة عن ايّ سؤال يتعلق بالأعوام التي أمضاها في بوغوتا… ولم يشأ كذلك الاعتراف لماذا فضَّل البقاء والعيش بائساً في بوغوتا بعدما فقد ثروته عوض العودة الى لبنان، والعيش مع عائلته وفي قريته.
ممثلون عن السفارة اللبنانية قصدوا الجامع يوم الجمعة وتقدَّموا صوب ناظم وعرّفوا عن أنفسهم، وسألوه إذا كان يريد العودة الى لبنان، فأجاب أنه لا يرغب بذلك. فنقلوا الرسالة الى ليلى بعدما اتصلوا بها هاتفياً، إلّا أنّ ليلى أصرّت على مطالبتهم بسؤاله لماذا؟ فرفض الإجابة. وتردَّدت ليلى قبل أن تطلب منهم مكالمته عبر الهاتف… وعندما قالوا له: ليلى ابنتك تريد مكالمتك، برقت عيناه وأدمعت فأمسك الهاتف وردَّد بصوت يملأه الحزن: ليلى يا حبيبتي Je t’aime. وكان صوته شابّاً وفق ما تصفه ليلى، وعندما كرَّروا السؤال عليه: أتريد أن تأتي ابنتك ليلى لاصطحابك؟ أجاب مجدداً: لا، لا أريد.
تقول ليلى إنّ والدها رفض العودة الى عائلته الكبيرة لأنه لم يرد الوقوف امامهم والاعتراف بفشله في مسيرة حياته. فهي باعتقاده لا تشرّف عائلة رومية، إلّا أنّ ابن اخته رياض الذي يعيش في أفريقيا، وهو شاب مقتدر ومعروف بسخائه في خدمة اهل بلده وقريته، أصرَّ على إرجاعه الى قريته الرمادية في جنوب لبنان، ومعالجته بعد التنسيق مع العائلة، التي أوفدت علي روميّة، ابن أخيه، المقيم في المانيا، في الوقت الذي تؤكد فيه ليلى انّ سبب تمنّعه عن العودة كان نفسياً ومادّياً وجسدياً بعدما تدهورت صحته وساءت كثيراً وبَدت عليه علامات الكبر، على رغم أنه يبلغ فقط الـ60 من العمر.
العائلة كلها انتظرته في المطار واستقبلته بمشهد مؤثر، فيما نظر ناظم الى وجه ابنته ليلى مطوّلاً ممسكاً به بكلتا يديه متأملاً ملامحها ثم أجهش بالبكاء… اما ليلى فتقول انها لا يمكن أن تصف شعورها وخفقات قلبها.
وفي الوقت الذي يرفض ناظم رومية الكشف عن اسرار تفاصيل حياته في كولومبيا، عاش فرحه بملاقاة عائلته التي فتحت له ابوابها وديارها في حين لم يطلب هو منها شيئاً، علماً أنه يملك بعض الأراضي والعقارات لكن جلّ ما يريده كان بناء منزل له ولابنته ليلى لتعيش وسط أهله، وفق ما علمت “الجمهورية”.
ما زال ناظم رومية يرفض التحدّث عن الماضي، فيما تقول ليلى إنّ نهاية هذه القصة هي الاساس، والمهم انه عاد الى احضان عائلته كعودة الابن الضال، واستقبله الجميع كاستقبال الابن الشاطر.
تقول ليلى إنها لم ترَ مثيلاً لعزّة نفس ابيها، وتعتقد أنها كانت السبب الرئيس في عدم عودته، وتقول إنها تحترم رغبته في التكتم عن سرد الحقائق، لكنها تضيف: “إلّا انني واثقة بأنّ هناك لغزاً كبيراً وراء اختفائه”. وتكشف ليلى أنّه “في الماضي كان والدها يلبس ثيابه مرة واحدة ومن ثم يهبها الناس”. أمّا هو فلم يصدّق العودة الى قريته التي يتغنّى بجمالها منذ وصوله، وهو اليوم يردد دائماً: “في العالم لا يوجد أحلى من الرمادية”.
ناظم رومية تذكّر كل شيء، وتذكّر ابنته ليلى التي تركها عندما كانت في الثالثة من العمر في فرنسا، ولم يستوعب بأنها سوف تعود يوماً في رحلة بحث شاقّة الى لبنان لتبحث عنه وتنقذه من حياة البؤس التي كان غارقاً فيها. وتقول ليلى في هذا الاطار إنها واثقة بأنّ الرب قد أرسلها لنجدته، وبأنها لا تستطيع تفسير إصرارها على عدم الاستسلام منذ 25 عاماً حتى اليوم.
قصه فعلا ماثره الله يكون بعون الي مالو اب ولا ام
قصه مؤثره بطلتها ليلى – من جد وجد ومن سار على الدرب وصل
عشوي دمعت بس المشكلة اني قاعدي بمكتبت الجامعه لو دمعت لكنت اجرست اما ابجد اتاثرت
اتاثرت بالقصة ولاكن تصل متاخرا افضل ان لاتصل ابدا