تحية لبطرك لبنان على موقفه من غزة

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 19/11/23 | 11:10

البطرك بشارة الراعي رأس الكنيسة الكاثوليكية في لبنان، يتعرض لحملة انتقادية من جهات سياسية معينة في لبنان بسبب دعوته لدعم أهالي غزة. هذه الحملة الجائرة التي تحمل خلفية طائفية لا مبرر لها تتجاوز حدود الاختلاف في الرأي لتصل الى الشخصنة، أي الإساءة الى شخص البطرك الراعي الذي يمثل (دينيا) شريحة كبيرة من اللبنانيين. ولماذا هذه الحملة؟ لأن البطرك الراعي اقترح بدافع اخلاقي وديني وانساني جمع تبرعات لغزة وهي فكرة جاءت بدافع ديني مسيحي صافي، وبدافع اخلاقي وانساني.

تصوروا ان البطرك الراعي ومن ناحية انسانية طالب في كلمة له بمناسبة اليوم العالمي للفقراء بتعاطف صادق مع الشعب الفلسطيني. فلم يعجب ذلك من هم ضد الفلسطيني في لبنان وبدأوا بحملة تشويه للبطرك.
هذه ليست المرة الأولى التي يتضامن بها البطرك الراعي مع غزة. فقد سبق له وأدان بشدة الحرب على غزة. فخلال افتتاح دورة مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان قال الراعي :”نجتمع وشبح الحرب الدائرة بين إسرائيل والفلسطينيين جاثم على حدودنا الجنوبية، وفيما نستنكر بشدّة هذه الحرب الابادية والمدمِّرة والتهجيرية بحقّ الشعب الفلسطيني، فإنّنا نتضامن معهم وندافع عن قضيّتهم ونساند الحلّ بإنشاء الدولتَين”. وطالب الراعي المجتمع الدولي” بالعمل على إيقاف هذه الحرب وما تنطوي عليه من قتل وتدمير وتهجير وتدنيس للأرض التي قدّسها المسيح”.

وبعد انتهاء القمة العربية – الإسلامية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض، أصدر البطرك الراعي بياناً تبنى فيه مضمون بيان القمة ووصف الحرب “بأنها وحشية خالية من أي روح إنسانية، والحصار الذي يمنع وصول الماء والدواء، يشكل وصمة عار في جبين هذا الجيل وأمراء هذه الحرب”. وجاء في البيان:”ندين الحرب الوحشية على غزة، ونشجب التدمير المبرمج للمنازل والمدارس والكنائس والمستشفيات والمساجد، بهدف طرد الفلسطينيين من أرضهم”.
بدون شك نختلف بشكل عام مع النهج السياسي لبطرك لبنان الماروني بشارة الراعي، وهذا أمر طبيعي ان تكون المواقف متباينة. وبالتأكيد كل سياسي أو كل رجل كبير يرتكب خطأً يتعرض للانتقاد، وهذا أيضا هو حالة سياسية صحية. ومن جهة ثانية عندما يصيب رجل الدين في موقف سياسي لا بد من الثناء عليه، والواجب الأخلاقي يتطلب في هذه الحالة تقديم الشكر له. فتحية للبطرك الراعي على موقفه من غزة.

وأخيراً…
في مقابلة له مع “الجزيرة” بعث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بثلاث رسائل لإسرائيل: أولها “ان الأردن لن يوقع اتفاقية لتبادل الطاقة مقابل المياه مع إسرائيل في ظل الحرب في قطاع غزة”، وثانيها “ان اتفاقية السلام مع إسرائيل ستكون الآن وثيقة يغطيها الغبار مركونة فوق أحد الرفوف”، والرسالة الثالثة أن ” العرب لن يرسلوا قوات إلى غزة وضرورة وقف الحرب فورا “. الوزير الأردني يعرف ما يقول، وموقفه ليس شخصيا انما هو موقف الأردن، وكلامه أشبه برفع الإصبع في وجه إسرائيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة