الأدب الراقي ملكٌ للبشريّة جمعاء!

د. محمود أبو فنّه

تاريخ النشر: 03/10/23 | 17:11

الأديب الملهم المبدع يسهم في إثراء تراث البشريّة بما يبدعه من إبداعٍ أدبيٍّ،
سواء كان ذلك شعرًا أم نثرًا. مثل ذلك الأديب يترك لنا زادًا يغذّي عقولنا وقلوبنا،
ويجعلنا نمعن التفكير في حياتنا، مصيرنا، سلوكنا، ويشحن عاطفتنا بحكمه الرائعة؛
فنحزن أو نفرح أو نغضب، أو نثور، أو تهدأ نفوسنا وتستكين وترضى…
إنّه يضيف لحياتنا عمقًا آخر، ويلوّن العالم من حولنا بكلّ ألوان الطيف،
ويرفض تلك الرؤية الأحاديّة التي لا ترى إلّا اللونين: الأبيض والأسود!
من بين أولئك العمالقة أذكر شاعرنا المتنبّي الذي قيل عنه:
“إنّه ملأ الدنيا وشغل الناس”، فالكثير من شعره يعجّ بالحكمة التي نتوقّف عندها
نتأمّل ونفكّر ونراجع حساباتنا. ومعظمنا يذكر ويردّد حكمته الباقية:
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ – وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ
أو قوله:
إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَه – وإن أنتَ أكرمتَ اللئيم تمرّدا
وهناك العبقريّ الفذّ شكسبير الذي أغنى التراث الأدبيّ بمسرحياته الرائعة التي سبر
فيها أغوار النفوس البشريّة، وأمتع بها الأجيال تلو الأجيال في موطنه وفي العالم الرحب، لأنّ الأدب، وكلّ فنّ جميل، هو ملكٌ للبشريّة جمعاء!
فشكسبير كالمتنبي يجعلنا نتأمّل ونفكّر ونعتبر!
وقد ألّف شكسبير أكثر من ثلاثين مسرحيّة ترجمت للعديد من لغات العالم، أذكر منها:
روميو وجولييت، يوليوس قيصر، ماكبث، عطيل.
ومّما قرأتُ من حكمه الرائعة:
“قلبٌ لا يبالي يعيشُ طويلا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة