قراءة في انسحاب مصعب دخان…من المستفيد؟

أحمد حازم

تاريخ النشر: 17/09/23 | 17:27

في الثلاثين من شهر تموز/ يوليو الماضي كان عنوان مقالي اليومي في هذا الموقع:” بعد ما أجا وقت البلد… صار الطخ على ابن البلد” قلت فيه:” في الحادي والعشرين من شهر يونيو/ حزيران الماضي أعلن مصعب دخان رسميا ترشيحه لرئاسة بلدية الناصرة بقائمة مستقلة تحمل شعار “اجا وقت البلد” معلنا بذلك انشقاقه عن الجبهة. وقال مصعب وقتها:” تعاني الناصرة في السنوات الاخيرة من انقسام حاد بين الجبهة وعلي سلام، وبدلًا من الانشغال بأمور مهمة ننشغل ببعضنا”

وبالرغم من أن استطلاع رأي أُجري لصالح أحد المرشحين الثلاثة، يوم العاشر من شهر أيار/ مايو الماضي أظهر أن علي سلام سيحصل على نسبة 34.9% من أصوات الناخبين، وشريف زعبي على 28.7%، ومصعب دخان على28.2% أي أن نسبة أصوات مصعب دخان من ناحية أولية هي نسبة عالية، وقد تتطور إلى الأحسن لأن صناديق الاقتراع هي التي تقرر وليس الاستطلاعات، إلا أن مصعب دخان أعلن انسحابه من الانتخابات لرئاسة بلدية الناصرة. بمعنى “أجا وقت البلد” عكس ما كان يتوقع أبناء البلد ليصبح الشعار “اجا وقت الانسحاب من انتخابات البلد”.

منطقيا ما فعله مصعب دخان هو عين الصواب، ولو كنت مكانه لاتخذت نفس القرار، كما أن كل عقلاني يمر بالمرحلة التي مر بها مصعب دخان لا يجد أمامه سو ى الانسحاب. لماذا؟ لو راجعنا الأحداث بتسلسل لرأينا أن كل شيء جرى لم يكن فجأة بل عن سابق تفكير. في الخامس عشر من شهر تموز/ يوليو الماضي، أقدم مجهولون على إطلاق وابل من الرصاص على منزل مصعب دخان دون وقوع اصابات. وباشرت الشرطة التحقيق في الحادث. وكالعادة لم تتوصل الشرطة الى الفاعل.

في اليوم التالي أي في السادس عشر من الشهر نفسه أصدرت عائلة مروات في مدينة الناصرة بيان شجب واستنكار لحادثة إطلاق الرصاص على منزل مصعب دخان، وأشارت العائلة في بيانها إلى أنّ: “سبب اطلاق الرصاص هو اعلان قرار مصعب دخّان خوض الانتخابات لرئاسة بلدية الناصرة ونتحدى أن يكون هناك أي سبب آخر”، وفق البيان.

مرة أخرى يعود الطخ. في الثامن والعشرين من شهر أغسطس/آب الماضي تعرض مصعب دخان لإطلاق النار عليه عندما كان مع شقيقه وابن عمه في القسم السفلي من أجسادهم وبفضل رب العالمين فإن حالة المصابين وحسب الشرطة وصفت بالطفيفة.

مصعب دخان، واستناداً الى هذه التطورات، وفي ظل عدم قدرة الشرطة على توفير الحماية له، فإنه وجد نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما: فإما مواصلة الترشح لانتخابات رئاسة بلدية الناصرة مع تقبل خطر تعرض عائلته لحوادث أطلاق نار أخرى، ما دام الأمر يعود للانتخابات، وإما الانسحاب من المعركة الانتخابية لحماية العائلة. فاختار الانسحاب. صحيح أن الخيار صعب لكنه في منتهى العقلانية.

على كل حال، في ظل هذه الحالة الأمنية المزرية هناك أسئلة عديدة بحاجة إلى أجوبة منها: لماذا مصعب دخان بالتحديد؟ ومن هي الجهة التي يوجد لها مصلحة في استبعاد مصعب عن الانتخابات؟

وأخيراً…

أسقاط المجتمع العربي في مستنقع القتل هو مصالح وصفقات دنيئة، وكل يطرب على ليلاه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة