الإنحطاط !

بقلم: ادم عربي

تاريخ النشر: 16/08/23 | 15:04

امرأةٌ جميلةٌ
تشربُ قهوتَهَا
على رصيفِ المقهى
كانتْ…
كلَّ الشعوبِ اليائسة
كانتِ المرأةُ الجميلةُ
عذابَ كلِّ السعداء
كالبرقِ كانت
في الصاعقة
وكانتْ غرامي
الذي لنْ يكون
شيئًا ما كانت
كالغانية
سأبقى معلقًا بأشعةِ الشمسِ
قمرًا
لا يراهُ الناس
سأصيرُ لهُمْ في الهواءِ
حجرًا
مِنْ بناء
سأفكرُ عنهُمْ كيْ لا تتعبَهُمْ عقولُهُم
بحرًا
بلا أمواج
قررتُ أنْ أجرحَ التاريخَ
بشفاهِ أزهارٍ دميمة
فمنعني المجانين
حملوا الصحراءَ
على أكتافِهِمْ لأفهم
ماتتِ المدينةُ بانتظارِ حَمْلِهَا
في مراكبِ الحياةْ
مِنْ جثثِ الساكنينَ فيها
خرجتِ الديدانُ
كيْ ترى الدنيا كيفَ هِيَ
على حوافِ السكاكينْ
التفَّتْ بالأشعةِ لأعلم
لنْ يكونَ البشرُ غيرَ ما كانَ البشرُ
منذُ بدءِ البشرِ في الطبيعة
أفكارَ الآخرين
عقاربَ الساعةِ لأحلم
الحجرُ حيثُ أنا مقيدُ اليدينِ
مدَّ يدَهُ مِنْ ظلامِ الشمس
وفكُّ قيدي
فنزلتُ إلى النهارِ المعتم
بكاءٌ جذبني الحزنُ مِنْ بينِ أسبابه
متَّعَني
وسكرتُ مِنْ ماءِ نهرِ الليلِ المجرم
للنهايةِ اسمٌ محفورٌ في حَجَرِ البداية
الزمنُ العقاربُ في دورانِهَا المسئم
سأعومُ في بحرِ الرملِ
مائةَ عامٍ مِنْ عمري القادم
سأسكنُ مدنَ السراب
سأنادي على الثعالبِ
مِن زمنِ التحول
لنْ أعاشرَ غيرَ الأفاعي
ولنْ أجعلَ غيرَ الكثبانِ
أصدقاءَ الرياح
لنْ أصادقَ مِنَ القوافلِ
غيرَ المجانينِ الذينَ تركوا العالمَ
مِنْ ورائِهِم يَتَتَكْلَجُ بالتقدم
في صباحاتِ الزوابعِ
سأشربُ القهوةَ مَعَ الشياطين
سأتركُهُمْ يعزفونَ ويرقصونَ
لآلهةِ الشرقِ
أعذبَ الألحان..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة