الأقصى تحت الهجوم في ظل صمت الأمة

تاريخ النشر: 07/05/14 | 20:41

في ظل أحداث متسارعة وانتهاكات خطيرة يمارسها الاحتلال في المسجد الأقصى ومدينة القدس, يشهد محيط المسجد وأسواره الداخلية تصعيدا غير مسبوق من إرهاب وغطرسة سلطوية تحرم الفلسطينيين في القدس والداخل من ممارسة حرياتهم الاساسية في التنقل وأداء شعائرهم الدينية. حيث سجلت العشرات من حالات الاعتداء الجسدي واللفظي, ومصادرة البطاقات الشخصية للمصلين عند دخولهم للصلاة واحتجازها في مركز الشرطة, بالإضافة الى أوامر الابعاد ومنع الدخول الانتقائي والجماعي بغير وجه حق, عدا عن الاعتقالات التعسفية واستخدام أسلحة ووسائل متعددة في مواجهة أشخاص عزل.

وإذ تستنكر مؤسسة “عمارة الأقصى والمقدسات” هذه الأعمال التعسفية لما فيها من حرمان لأبسط حقوق الانسان واعتداءات همجية لا تصون للمرء كرامته أو سلامته الجسدية والنفسية. كما تشجب تفنن الاحتلال في سياسات التضييق وتطبيقها وفق المجريات الزمنية للأحداث والمتغيرات الاقليمية والعالمية, التي لا تنفصل عن كونها مسببات مباشرة لتدرج الاحتلال في مخططاته في ظل صمت تخجل صفحات التاريخ من تدوينه.

إن هذا الصمت المستنكر على الصعيد الشعبي, يدنو لكونه تصريحا مباشر لتقدم الاحتلال في تنفيذ مخططاته الاقصائية والمنتقصة من حق المسلمين والعرب في المسجد الأقصى,وتأكيدا لما يسعى الاحتلال تشريعه بأن أي حق من غير مطالب أو حامي, هو بمثابة أرض خصبة لتزييف تاريخه وهويته.

ولا تخلو تجليات هذا الصمت من مشاهد مستنفرة من تصعيد غير مسبوق ومستهجن في الاعتداء على النساء والطالبات في المسجد الأقصى, حيث يتعرضن يوميا لاعتداءات واعتقالات لا تقبل أي عزة أممية في تسويغها ضمن المسلمات لأي حضارة تصون كرامتها. وبالرغم من الاصابات والاعتداءات والتحرشات, وبعد أن صدحت حناجرهن بنداء المعتصم, ما زالت اولئك النسوة الحرائر في الصف الأول في حماية المسجد الأقصى والدفاع عنه في وجه آلة عسكرية لا تحمل في طياتها أي رحمة.

إن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من وراء مصادرة البطاقات الشخصية وأوامر منع الدخول والاعتداءات والاعتقالات التعسفية بحق المصلين وطلاب مصاطب العلم بوجه خاص,الى إخلاء المسجد ومحيطه من الوجود الاسلامي مقابل تكثيف وحماية اقتحامات المستوطنين والمتطرفين اليهود, في خطوة تسبق تقسيمه قبل المباشرة في هدمه وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه, الأمر الذي باشرت في التحضير والاعداد له.

وإذ تناشد “مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات” الأمة الاسلامية والعربية, على مختلف المستويات والأصعدة, أن توحد جهودها وامكانياتها في بناء موقف جاد وملزم من قضية المسجد الأقصى وحق المسلمين الخالص فيه. والعمل على بلورة آلية دفاع تتمثل في استغلال الكوادر الحقوقية والاعلامية والثقافية والشبابية من أبناء أمتنا من اجل الانتصار للاقصى .
(والله غالب على أمره لكن أكثر الناس لا يعلمون).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة