محمود عباس في جنين؟… ضيف غير مرغوب فيه

الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 13/07/23 | 18:01

منذ توليه منصب حاكم السلطة الفلسطينية شرعيا عام 2005، (يعني انتخابياً)، ومنذ استمراره بحكمها منذ عام 2009 بلا شرعية (يعني بدون انتخابات) ولغاية هذا الوقت، لم يكلف عباس نفسه بزيارة مدينة جنين منذ 11 سنة، رغم انها لا تبعد عن (حظيرته) في رام الله سوى 63 كلم على ذمة جوجل. لكن رئيس السلطة ورغم زيارته لمحافظة جنين ثلاث مرات: الأولى في دعايته الانتخابية 2005، والثانية عام 2009، والثالثة في 2012 إلا أنه لم يشرّف نفسه بزيارة مخيم اللاجئين فيها. فهل “المخيم مش قد المقام؟

لا أدري ما الذي دفع رئيس السلطة لزيارة جنين ومخيمها. لكن من الواضح ان لديه سببا لذلك ان لم يكن أسباباً. فلو قلنا مثلاً انه زارها (للمواساة) بسبب الجريمة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق جنين ومخيمها، فهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض لها جنين لعدوان. ولمن لا يعرف فإن جنين تعرضت لعشرين اعتداءً خلال الستة أشهر الأولى من هذا العام. وإذا كانت زيارة “أبو مازن” لجنين تستهدف رأب الصدع الحاصل داخل حركة فتح، فإن هذه المشكلة ليست بجديدة. فإذاً ما الذي دار في رأس (الحاكم) ليغامر بزيارة مدينة فلسطينية تمرد مناضلوها على الحاكم؟

السبب واضح جدا، جاء أبو مازن ليهدد ويزمجر ولتوجيه رسالة سياسية تهديدية واضحة الهدف. والدليل على ذلك: خلال كلمته وسط مخيم جنين شمال الضفة الغربية، قال أبو مازن علناً: “جئنا لنقول إننا سلطة واحدة، ودولة واحدة، وقانون واحد، وأمن واستقرار واحد، وأقولها بصراحة أكثر، إن اليد التي ستمتد إلى وحدة الشعب وأمانه واستقراره ستقص من جذورها”.

واضح تماما ان عباس يستعمل لغة التهديد والوعيد لمن هم غير موافقين على نهجه السياسي ولمن يريدون ان تكون جنين خارج سرب التنسيق الأمني، وهذا ما قصده في جملته” كل من يعبث بوحدتنا لن يرى إلا ما لا يعجبه”. وإذا كان عباس لدية القدرة كما يزعم، على قطع اليد التي تمتد الى أمن واستقرار الشعب، فأين كان أبو مازن خلال اعتداء إسرائيل الأخير على جنين؟ لماذا لم يقم بقص الأيادي التي الحقت الدمار والخراب والقتلى في مخيم جنين. إذاً الرسالة لتي يقصدها أبو مازن ليست للمحتل الإسرائيلي “بكسر الميم” بل للمحتل الفلسطيني “بضم الميم”. وإذا كان هناك ما يجب قطعه يا سيادة الرئيس، فإنها اليد التي وقّعت على التنسيق الأمني، واللسان الذي يقدسه.

وكعادة الأنظمة الدكتاتورية، فإن الأجهزة الأمنية الفلسطينية قامت مسبقاً بإرسال المئات من عناصر أمنها بلباس مدني لمكان خطاب الحاكم، للصياح والنباح والتملق للحاكم، باستخدام عبارات تبجيل تعجبه مثل:” “بالروح بالدم نفديك يا رئيس”.

أبو مازن أراد تقليد حركة من حركات الراحل ياسر عرفات. فقد حمل معه غصن زيتون الى مخيم جنين ملوحاً به أمام الجماهير بالقول: “إذا اقتلعوا شجرة سنزرع ألف شجرة”، فيما لم يذكر عباس في كلمته مصطلح “المقاومة” إطلاقاً ولم يتطرق الى البندقية. ” وين انت يا أبو مازن من أبو عمار.”

وأخيراً…

السؤال المطروح: لماذا ذهب عباس بمروحية عسكرية أردنية الى جنين (بموافقة إسرائيلية طبعاً) ولم يذهب بالسيارة؟ على الأكثر لكي يتجنب ردة فعل المواطن الفلسطيني. رئيس يخاف من شعبه بحماية الذي يحتل أراضي شعبه. ونعم الرئيس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة