حوار مع الأديبة ميسون أسدي”*”

د. محمود أبو فنّه

تاريخ النشر: 04/07/23 | 16:02

في مؤتمر “أدب الأطفال – الرؤيا وتحدّيات الواقع” الذي عقده مجمع اللغة العربيّة في الناصرة في تاريخ 15.11.14، ترأستُ الجلسة الثانية التي كانت عبارة عن حوار مفتوح مع الأدباء: ميسون أسدي، فاضل جمال علي وميساء فقيه.
انطلق الحوار من الاسئلة التالية التي وجهتُها للأدباء المذكورين:
كيف بدأتَ رحلتَك مع الكتابة للأطفال؟
– ماذا كانت الدوافع والأهداف؟
– بمَن تأثّرتَ في توجّهك للكتابة للأطفال؟
– هل تركّز على شريحة عمريّة معيّنة؟
– ما هي أيرز الموضوعات والقيم التي تطرّقتَ إليها في كتابتك؟
ثمّ وجّهتُ سؤالًا خاصًّا لكلّ أديب منهم اعتمد على قراءة متعمّقة لأعماله الأدبيّة للأطفال.
كانت إجابات الأدباء على تلك الأسئلة صريحة واضحة وافية ممتعة ومثرية مما أثلج الصدر، ووجد استحسانًا لدى جمهور المشاركين في المؤتمر!
ويسرّني أن أنقل لكم إجابات الأديبة ميسون أسدي عن الأسئلة التي وجّهتُها لها.
– كيف بدأت رحلتك مع الكتابة للأطفال؟
– كنت أحب الكتابة منذ صغري، وكانت لي عدّة محاولات، إلى أن عملت في مدينة يافا وهناك تعرفت على أهل هذه المدينة العربية وشاهدت بأم عينيّ البؤس الثقافيّ الذي يعيشه الأطفال هناك، عندها قررت أن أكتب أوّل قصة للأطفال بعنوان “فايقة ونعسان” التي طبعتها على حسابي الخاص ووزعتُها على الأطفال هناك، وكان ذلك عام 1987
– ماذا كانت الدوافع والأهداف؟
– الدافع الأساسيّ هو اعتقادي الخاطئ بأن قصصي ستغيّر المجتمع وتُحدث ثورة في ذلك المكان، لكنّي لم أملك في ذلك الوقت وسيلة أخرى للتعبير عن رغبتي في التغيير، ومع مرور الوقت وعندما أصبح لديّ أطفال، تغيّرت الدوافع وأصبحت الكتابة بالنسبة لي شئًا آخر.. فعندما أكتب للأطفال أكون كما أحبُّ أن أكون، أتخيّل نفسي طفلة وأكتب كما كنت أتمنّى أن يكتبوا لي في طفولتي، وعندما أقرأ ما أكتب، أشعر بسعادة الأطفال. لا يوجد في الكَوْن ما يضاهي سعادة الطفل، إن الأمر يشبه تمامًا منظر الوالد الذي يشارك طفله لعبته وكأنّه يسلّيه، ولكنه في الحقيقة، يلعب بألعاب طفله ويشعر بنفس السعادة.
– بمن تأثّرت في توجّهك للكتابة للأطفال؟
– تأثرت بالكاتبة السويدية آستريد ليندغرين، والتي تتميّز بمخيّلة إبداعيّة استثنائيّة، كما أنها تملك قدرة قويّة على تأثيث قصص الأطفال بما يسحرهم من أشياء مختلفة، إن قارئ أعمالها يحسّ لا محالة بروحٍ طفوليّة نابضة وحيّة، وهذا يدلُّ على صدق تجربة استريد في طفولتها، وكونها بالفعل عاشت طفولة مليئة بالجمال والأحداث الممتعة. وأنا نفسي عشت طفولة مميّزة وتنعكس دائما في معظم كتاباتي.
– هل تركّزين على شريحة عمريّة معيّنة؟
– عندما تأتي الفكرة، لا أهتمُّ لأيّ شريحة هي، أكتب فقط، وتقوم دار النشر بتصنيفها، لذلك أصبح لي العديد من الكتب لجميع الشرائح العمريّة.
– ما هي أبرز الموضوعات والقيم التي تطرقتِ إليها؟
– أبرز الموضوعات والتي تكررت في أكثر من قصة وبأشكال متعددة ومختلفة بأسلوبها عن المتبع في هذا المضمار، هو موضوع “حقّ العودة” وقد جاءت مرّة على لسان كلب، ومرّة أخرى على لسان قطرة ماء وأخرى لنبتة عبّاد الشمس، وأيضا على لسان دجاجة وصيصانها.. وهكذا. وهناك موضوع آخر برز في كتاباتي، وهو كسر النمطيّة والآراء المسبقة التي يحملها الناس وينقلونها لأطفالهم. واهتممت كثيرا باحترام الآخر المختلف، اعتمادا على أنّ كلَّ شخص هو مختلف عن الآخر.. كما تطرقت لموضوع التحرّش الجنسيّ بالأطفال،
– بعد قراءتي لحوالي عشرين كتابًا من تأليفك للأطفال وقصصًا أخرى للكبار- أيّ أنواع القصص أحبّ لديك: الواقعيّة، الخياليّة، قصص على لسان الحيوان.. وبماذا تختلف كتابتك للأطفال عن كتابتك للكبار من حيث الموضوعات والقيم، اللغة والأسلوب، وأمور أخرى مثل: التطرّق لموضوعات حسّاسة كالتحرّش الجنسيّ والعلاقة الحميمة بين الزوج والزوجة …؟
– أحبّ الكتابة بلغة بسيطة يفهمها الجميع، وعند كتابتي للأطفال لا أتقصّد بتعابير منمّقة ولا أرتاب من الطفل المتلقّي. همّي الوحيد هو أن أكون مفهومة للغاية، وأبحث عن طرق إمتاع الطفل، فأنا لست معلّمة أو موجّهة، أنا مجرّد كاتبة تبحث عن التواصل مع قرائها بطريقة مبتكرة وممتعة في نهاية الأمر، بغضّ النظر عن نوعيّة القصّة إن كانت خياليّة أو واقعيّة وغيرها.. أما بالنسبة للعبر والأهداف من كلّ قصة والتي يتشدّق بها معظم الكتاب، فهي ليست في سلّم أولويّاتي..
أخيرًا: سيرة ذاتية موجزة لميسون أسدي
•· مواليد 7/11/1963 قرية دير الأسد- الجليل الأعلى
•· متزوّجة وأمّ لطفلين و تقيم في مدينة حيفا.
•· 1984- حصلت على اللقب الأول (BA) في موضوع التاريخ والتربية من جامعة حيفا
•· 1992- حصلت على دبلوم في الصحافة المكتوبة من جامعة تل أبيب
•· 1997- حصلت على اللقب الأول (BA) في العمل الاجتماعيّ من جامعة حيفا
•· 2006- حصلت على الماجستير (MA) في موضوع الاتصال من جامعة “كلارك” الأمريكية
تعمل على رسالة الدكتوراه في جامعة “بورتسماويث” البريطانية
عملت في الصحافة والتوجيه والإرشاد، ولكن عملها الأساسيّ هو: عاملة اجتماعيّة.
كتبت – وتكتب – للكبار وللأطفال والفتيان، وصدر لها حتّى اليوم 30 كتابًا للأطفال، وخمس مجموعات قصصيّة ورواية للكبار.
من كتبها للكبار نذكر:
– كلام غير مباح.
– عن بنات أفكاري
– لملم حريم
ترجمت بعض قصصها لأكثر من لغة أجنبيّة.
نالت العديد من الجوائز، منها حائزة على جائزة “العودة” لقصص الأطفال- 2008 وجائزة الإبداع عام 2011م من وزارة الثقافة.
الكاتبة ميسون أسدي تكتب للأطفال وللكبار. صدر لها حتى الآن 30 قصة للصغار وخمس مجموعات قصصية ورواية واحدة للكبار. “*”
تُدرس بعض قصصها في المدارس والمعاهد العليا، وقد حازت على جوائز عديدة.
يكمن نجاح ميسون أسدي في قدرتها على تعرية الواقع ببساطة متناهية وتكشف في قصصها عن أسلوبها الشخصيّ وبصمتها الفنيّة المغايرة ولطالما استفزّت القرّاء بجرأتها وصراحتها وكسرها للتابو المحرّم بأدبنا المحلي.
يجد القارئ في قصص ميسون متعة كبيرة نابعة من أُسلوبها المميّز والمفاجئ في نهايات قصصها.
“*” – ملاحظات:
1. صورة من المؤتمر مع الأدباء: فاضل علي، ميسون أسدي، وميساء فقيه.
2. توفيت الأديبة ميسون الاسدي في تاريخ 28.6.2023.
3. الأديبة ميسون متزوّجة من الفنّان أسامة مصري ولها ابنان، الكبير سفير وهو طبيب أسنان تخرج من مولدوفا، والصغير ميسم وهو ممثّل سينمائيّ تخرّج من كندا.
4. مؤلّفات الكاتبة ميسون الأسدي:
كتبها للكبار:
* مجموعة قصصية “كلام غير مباح” 2008.
* مجموعة قصصية “عن بنات أفكاري”2011.
* مجموعة قصصية “لملم حريم”2012
* مجموعة قصصية “حكاوي المقاهي” 2013
* مجموعة قصصية “الحب كافر” 2013
* رواية “مثلث توت الأرض” 2014
* مجموعة قصصية “خبز العسكر” 2015
* رواية “تراحيل الأرمن” 2015
* مجموعة قصصية “شكاوى المدّعين في الأرض” 2017 وطبعة ثانية 2022
* مجموعة قصصيّة “كتيطخ ايباحر” 2017
* رواية “ڤيتا- أنا عدوّة أنا” 2014
* رواية “الراعي وفاكهة النساء” 2021

كتبها للأطفال والفتيان:
1. فايقة ونعسان
2. بيت بيوت
3. تيعا تيعا، بيتك بيتك
4. فضائيّ في الدير
5. موعد مع الذئب
6. مكسورة إيدها (بالعربيّة والعبريّة)
7. قصة فتوش
8. حروف حكايتي
9. الرمان المر
10. تفّاحة جلال
11. نطنط نهار
12. كيف أصبحت ممثلة
13. حسان صديق الحيّة
14. حجلة الجبل
15. مسابقة الإخوة الاثني عشر
16. الصرصور وأم أربع وأربعين
17. الحمار زكزوك
18. القرد بعين أمّه غزال
19. ياسمين ومعين
20. القطّة التي نطقت باسمها
21. أرنوبي يبوح بسرّه
22. سليمة (بالعربيّة والعبريّة والانجليزيّة)
23. بنت الأمواج
24. القرصان والهسهسة
25. لماذا قال الكلب عو؟
26. بيتي على ظهري
27. عبّاد الشمس
28. كوكب الفواكه والخضار
29. ليلى الحمراء تحكي حكايتها
30. هل الأولاد يعرفون؟
31. الانترنيت خطف ابني
32. سأحدّثكم عن بيتي الكبير
33. طرفة تحوّلت إلى حقيقة
34. أبو صائب وصندوق العجائب
35. يا بكرا آه
36. عندما زقزقت العصافير
37. فريد العكّاوي
38. عمّار قاهر المارد الجبّار
39. فرحة العيد
40. نحن الأرقام العربيّة
41. أبي لم يمت
42. نحن نحبّ الشمس
43. الضفدعة النقّاقة
44. البقرة حاحا النطّاحة
45. فوق وتحت
46. عيد العدس
47. نظارات مشمش
48. عفريت الكتب
49.العنكبوت الماهرة
50.مغامرة أختي الصغيرة
وما زال لديها عدّة مجموعات قصصيّة للكبار والصغار، جاهزة للطباعة والنشر، كانت تعمل عليها مؤخرًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة