مائدة إفطار رمضانية لاتّحاد الأدباء في كفرمندا
من علي هيبي
تاريخ النشر: 11/04/23 | 12:09غصّت القاعة العليا في مطعم برادايس في قرية كفر مندا، يوم السّبت الفائت الموافق للثّامن من نيسان سنة 2023م والموافق لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة 1444ه، غصّت بحضور كبير من أعضاء الاتّحاد القطريّ وأصدقائه، جاءوا والتمّوا كأسرة واحدة حول مائدة إفطار رمضانيّة جماعيّة، وقد بلغ عدد الحضور حوالي خمسين مشاركًا، كان من بينهم رئيس الاتّحاد القطريّ د. بطرس دلّة ونائبه د. أسامة مصاروة والأمين العامّ د. محمّد هيبي ورئيس لجنة المراقبة الكاتب عبد الخالق أسدي، وقد حضر المشاركون من الأعضاء والأصدقاء من قرى الجليل والمثلّث ومدنهما.وفي مستهلّ اللّقاء تمنّى النّاطق الرّسميّ الشّاعر علي هيبي للحضور صيامًا مقبولًا وإفطار مباركًا للجميع وأعيادًا عربيّة بهيجة: من رمضان كريم وفطر مبارك وفصح مجيد، وقال: “إنّه لمن محاسن الصّدف أنّ هذا اليوم المبارك السّابع عشر من رمضان يتزامن مع ذكرى يوم “بدر” الانتصار الإسلاميّ الأوّل على الظّلم القرشيّ والجاهليّة الظّلاميّة”. وفي المناسبة ذكر أنّ الاتّحاد القطريّ أصدر بيانًا يشجب ويدين الهجمة الصّهيونيّة على القدس الشّريف وعلى المسجد الأقصى ومحاولات الاحتلال منع المصلّين من أداء عباداتهم الرمضانيّة بحرّيّة، بقصد تهويده.
وثمّن البيان صمود الشّعب الفلسطينيّ في وجه تلك الاعتداءات والهجمات الهمجيّة.وسرعان ما تحوّل اللّقاء وبشكل تلقائيّ من إفطار وطعام بعد صيام إلى أمسية أدبيّة وفنيّة هيمن عليها الشّعر وعذب الكلام، وقد تولّى عرافة الأمسية مرّة أخرى الشّاعر علي هيبي لتنظيم فقرات الأمسية من كلمات للمتكلّمين وقراءات للشّعراء والأدباء ووصلات فنّيّة وتراثيّة متنوّعة. فكان أولى الكلمات تحيّة وجّهها رئيس الاتّحاد د. دلّة وجاءت على شكل قصيدة فيها بارك للمحتفلين بالأعياد وأكّد فيها وحدتنا الوطنيّة وانتماءنا إلى أمّتنا العربيّة وعلى تمسّكنا بهويّتنا وحضارتنا ولغتنا. أمّا الأمين العامّ د. هيبي فقد شكر الحضور وبارك لهم أمسيتهم الجميلة، ومن ثمّ تطرّق إلى نشاطات اتّحادنا المكثّفة وإلى رسالتنا بعد أن تأسّس الاتّحاد وإلى مسؤوليّتنا في الحفاظ على لغتنا والذّود عن ثقافتنا الوطنيّة. كانت هناك تحيّة لرئيس لجنة المراقبة الكاتب عبد الخالق أسدي ثمّن فيها هذا النّشاط وأثنى على الّذين أسهموا في إنجاحه بهذا الشّكل الجميل.
وقد تخلّل الأمسية مباركة من عضو الاتّحاد حليمة دوّاس لابْن أخيها الدكتور عمر دوّاس الّذي حضر الأمسية، وقد قدّمت له درعًا رمزيًّا لنجاحه بالتّخرّج واجتيازه الامتحان من المرّة الأولى. ومن ثمّ قدّم البروفيسور خالد سنداوي مداخلة علميّة قصيرة عن أهمّيّة اللّغة العربيّة، وقرأ كلّ من الكاتبيْن: صالح أسدي قصّة بعنوان “كعكة أمّ زياد المحروقة” وسليم مصري قصّة “أبو يوسف الحكواتي”. ومن ثمّ توالى على منصّة إلقاء الشّعر الشّعراء: عبد حوراني وقصيدة “أرضنا السّمراء”، د. ليلى حجّة وقصيدة “باب الرّيّان”، عطاالله معدّي وزجليّتيْن “رمضان” و “القدس”، وفاء حزّان وقصيدة “على ضريح ياسر عرفات”، د. أسامة مصاروة وقصيدة “حكاية زيد الصّيّاد والبحر”، نظمات خمايسي وقصيدة “ترفّعوا صهوة الحقّ”، د. حاتم جوعيه وقصيدة “كلّ دروبي إلى عينيك أسلكها”، محمّد أبو صالح وقصيدة “ذكرى”، علي تيتي وقصيدة “سوريّتي”، وعلي هيبي وقصيدة “السّيّد قام”. وكان مسك ختام الأمسية مع الشّاعرة والباحثة، سلوى حسن منصور، التي غنّت بعضًا من الأغاني التّراثيّة الرّمضانيّة الفلسطينيّة. وفي سياق آخر أصدر الاتّحاد القطري بيانًا حول ممارسات الاحتلال الاستيطانيّ وتدنيس قطعان المستوطنين لباحات المسجد الأقصى بأقدامهم الهمجيّة، ليأتي ذلك كمحاولات لتهويده بمنع المصلّين المسلمين من ممارسة حقّهم في مسجدهم الفلسطينيّ المبارك حوله، وقد جاء فيه: “منذ أن تربّع اليمين الفاشي على سدّة الحكم في إسرائيل برئاسة الفاسد نتنياهو وعضوية الفاشيّيْن: بن غفير وسموطريتش، وممارسات سائر الدوائر اليمينيّة المتطرّفة، واليد السلطويّة الاحتلالية تعيث فسادا وإفسادا وقتلا وتدنيسا، إلى أن وصل بهم الأمر حدّ ارتكاب جرائم قتل كان آخرها الجريمة بحقّ الطبيب ابن النقب، د. محمّد العصيبي، بإطلاق عشرين رصاصة حاقدة إلى جسده. إنّها جريمة ضدّ كل المبادئ والأخلاق والضمير الإنساني”.
وأضاف البيان: “وفي الوقت نفسه، يقصف الاحتلال بطائراته وصواريخه مدينة غزّة الباسلة، ويعتدي على المتظاهرين ضدّ ممارساته القمعيّة والفاشيّة، في حيفا وأم الفحم وتل أبيب. وإذا ظنّ هذا النظام الفاشي،
والذي يتنكّر لأسس الديمقراطيّة، ويقتطع من ميزانيات الوزارات المختلفة، وبخاصة وزارات التعليم والصحّة والرفاه الاجتماعي، ليؤمّن ميزانيّة شرطة بن غفير ومليشياته الّتي سيكون دينها وديدنها التنكيل بالعرب الفلسطينيّين في كلّ مكان، إذا ظنّوا أنّهم بذلك سيستطيعون كسر شوكة الشعب الفلسطينيّ وكبح جماح كفاحه الوطني العادل من أجل كنس الاحتلال وإنجاز حقوقه بالحريّة والاستقلال والكرامة، وإذا ظنّوا أنّهم يستطيعون تغييب قضيّته وحقّه الوطنيّ الساطع باستغلال الانقسام الفلسطينيّ والتطبيع مع أنظمة الخيانة العربيّة والاستفادة من الظروف الدوليّة الخاملة والساكتة عن الحقّ، فهم جدّ واهمين”.وقد انتهى البيان بإبراز موقف الاتّحاد الواضح والثابت فقال: “إنّنا في الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين، نستنكر هذه الهجمة الشّرسة على حقوق شعبنا وكرامة مقدّساتنا الدينيّة في بيت المقدس. لن يُكتب لهذه الهجمة الاحتلاليّة النجاح وستسقط كما سقطت سابقاتها أمام الإصرار الفلسطينيّ الكفاحيّ على تحقيق التّحرر الوطنيّ المنشود”.