حملة نشر غسيل وسخ بين الموحدة والجبهة
كتب: أحمد حازم
تاريخ النشر: 31/12/22 | 15:18شارع الحمرا هو أشهر شوارع بيروت على الإطلاق. وفي اول هذا الشارع يوجد مقهى اسمه “هورس شو” كان بمثابة ملتقى الإعلاميين والأدباء والمثقفين بشكل عام.
وفي أحد أيام صيف عام 1970 كنت جالسا مع ثلاثة من كبار الصحفيين في لبنان ولا أزال أتذكرهم وذاكرتي لا تخونني أبداً: ميشيل أبو جودة، المحلل السياسي اليومي لجريدة النهار احدى أكبر صحف الشرق الأوسط، جان عبيد المدير المسؤول في مجلة الصياد، والتي كانت من أهم اسبوعيات العالم العربي، سامي مقصد مدير الادارة في جريدة الأنوار اليومية.
والمعروف أن ميشيل أبو جودة كان من المعارضين الشديدين لسياسة عبد الناصر، فأراد سامي مقصد استفزازه فسأله: “في شي جديد يا أبو الميش عن صاحبك عبد الناصر؟ “فأجابه ميشيل بسخرية: “إذا ما في جديد عندو بصير يشتغل باللي حواليه ليعمل جديد. “وما قاله “أبو الميش” يذكرني بما يحدث اليوم بين “الموحدة والجبهة”. ويبدو ورغم الوضع السياسي السيء جداً، “ما في عندهن شي يشتغلوا” فلم يجدوا سوى الانشغال ببعضهم البعض، ونسوا اليمين المتطرف ونسوا بن غفير و سموترتش ونسوا المصائب التي ستحل على رؤوسنا من حكومة نتنياهو السادسة.
فجأة خرج علينا منصور عباس ببيان في الثامن والعشرين من هذا الشهر (حسب موقع العرب) وجّه فيه سهامه القاتلة الى القائمة المشتركة باتهام أعضائها بأنهم “شاركوا فعليّا في رسم هذا المشهد السياسي القاتم، وفتحوا الطريق لعودة نتنياهو بصحبة بن غفير، وسموتريتش”. ووصف ذلك بـ”عار”. تصوروا أن منصور عباس يعرف كلمة “عار” سياسيا. معلومة جديدة بالنسبة لي.
وماذا كان رد زعيم المشتركة؟ بما أن منصور عباس هو الذي بدأ بحرب التصريحات، فقد رأى أيمن عوده نفسه مضطرا لاستخدام عبارات قاسية ضد “الإسلامي الجنوبي” منصور عباس، بمعنى انه رد له الصاع صاعين. فقد جاء في تعقيبه على بيان عباس: “العار ان من زحف ليدخل حكومة نتانياهو وبن جفير و سموترتس رغم صدهم له والتبرؤ منه”.
ووصل هجوم عودة على عباس قمته عندما وضعه في مرتبة العبيد حيث وجه كلامه اليه بالقول: “إن عباس الذي يرضى بأن الدولة التي أقيمت فوق وطنه هي للشعب اليهودي ويرضى أن تبقى كذلك، فسيواصل دعوة اسياده للتحريض على ممثلي المواطنين العرب”.
إذا هي معركة تصريحات وبيانات بين من يعرّفون أنفسهم “بممثلين عن المجتمع العربي في الكنيست الصهيوني”. ورغم أن هذه الصياغة ليست صحيحة لأنهم ممثلين فقط عمن شاركوا في انتخابات الكنيست، وهم جزء من المجتمع العربي وليس كله. معركة لن تنتهي وسيظل السجال بينهم قائما. يعني “ما في عندهن شي يشتغلوا”، وكأنهم لم يسمعوا بحكومة نتنياهو.
منصور عباس قال في خطابه في الكنيست خلال جلسة التصويت على حكومة نتنياهو: “استطعنا تحقيق جزء كبير جدا من الوعودات والبرامج التي وضعت في خطتنا” بمعنى اشادة من عباس بحكومة لابيد. لا أدري عن أي إنجازات ملموسة يتحدث منصور عباس وما هي الفتات المادية التي تم صرفها للمجتمع العربي، لكني أعرف ما قام به لابيد سياسيا خلال فترة حكمه. وهو نفسه استعرض في خطابه متباهيا بأن حكومته السابقة منعت فتح القنصلية الأميركية في القدس، واستأنفت سياسة الاغتيالات ضد قادة الفصائل الفلسطينية، وتعليمات إطلاق النار كانت واضحة للجنود: “من يأتي لقتلك، أقتله”. هذا هو لابيد الذي يفتخر به عباس.
وأخيراً…
من يعتقد بوجود فوارق سياسية بين “الموحدة” و “القائمة المشتركة” فهو مخطيء، لأن أعضاء القائمتين أقسموا يمين الولاء لإسرائيل. فماذا بعد؟.