السياسيون والعاهرات تحت المجهر

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 29/12/22 | 14:37

أعرف تمام المعرفة أن عنوان المقال مثير للغاية، لكني وبصراحة أنا لا أقصد فئة معينة من الساسة أو التلميح لسياسيين معينين بل اقصد الساسة بشكل عام عرباً ويهودا وهم الساسة المشاركون في اللعبة السياسية للنظام (حكومة، كنيست) وأيضاً أعني الساسة في العالم العربي عالم الفضائح السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
أريد من البداية توضيح الأمر: أنا ضد كل الممارسات غير الأخلاقية التي نسمع عنها في مجتمعنا والدعارة هي جزء من هذه الممارسات. صحيح أنها تمارس في مجتمعنا بشكل سري، لكنها موجودة وللأسف. ولذلك ألفت انتباه كل من يهمه الأمر إلى أني ضد كل عمل يلحق ضرراً بسمعة المجتمع مهما كان نوعه وأصله ومهما كانت الفئة التي ترتكب هذا العمل.
ألاحظ أن أي سياسي يرتكب فعلة شنيعة يقولون عنه دائماً “أخو قحب…” أو “ابن عاهرة” أو شيء من هذا القبيل. ومن الظلم وصف تلك النساء بالسياسيين الفاسدين. قد يكون الإنحطاط هو قاسم مشترك بينهما أي هو ما يجمع أحياناً العاهرة بالسياسي، لأن كل منهما يمارسه حسب بيئته. لكن الفارق بين “العاهرة” والسياسي كبير جداً ويجب أن لا نظلم هذه الفئة من النساء اللواتي غدر بهن الزمن ورماهن في أحضان الرذيلة.
أنا أتساءل هنا: هل سمعتم يوماً بأن عاهرة خانت وطنها أو تآمرت عليه؟ وهل سمعتم يوما ما أن عاهرة سرقت أموال الشعب؟ وهل قرأتم عن عاهرة قامت بصفقات دنيئة ضد مصالح الشعب؟ وهل سمعتم أن عاهرة عليها دعوة رشوة أو اختلاس أو فساد؟
لكن عندنا رئيس حكومة اسمه الأول بنيامين واسم عائلته نتنياهو تتوفر فيه هذه الصفات “وزيادة شوي كمان”. فهو متهم ليس بقضية فساد واحدة بل بثلاث قضايا.
الساسة يا سادة يدعون دائماً بالمثالية (في العمل السياسي وفي السلوك الاجتماعي) لكنهم يمارسون عكس ما يدعون ولا سيما سياسياً. فكل يبحث عن مصلحته أولاً. العاهرة تقول بأعلى صوتها ما تفعل وصريحة مع الغير ولا تنكر تاريخها ولم تدع يوما انها مثالاً للعفة والطهارة والنقاوة كما يدعي الساسة.
العاهرة يا ساسة تنام ليلها وهي مرتاحة الضمير لأنها لم تعقد صفقات تضر بشعبها ولم تتحالف مع أعداء شعبها.
هل رأيتم أو سمعتم في يوم من الأيام عن عاهرة طائفية أو عنصرية؟ في مجتمعنا العربي نعيش الحالتين الطائفية والعنصرية من مجموعة سياسية تتحكم برقاب العباد.
وأخيراً…
كم هي “شريفة” هذه العاهرة قياساً بساسة الأنظمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة