تحوّل توجهات المجتمع الفلسطيني في الضفة إزاء المواجهة مع الاحتلال

رام الله : قدم الدكتور عمر رحال ، أستاذ العلوم السياسية ، ورقة حول (تحوّل توجهات الفلسطينيين في الضفة إزاء المواجهة مع الاحتلال )، وذلك إلى مؤتمر مركز دراسات الشرق الأوسط الذي عقد تحت عنوان (تطورات المواجهات الفلسطينية – الإسرائيلية واتجاهاتها المستقبلية) في عمان ، هذا الشهر . 

وتناولت الورقة التحولات والتوجهات الجديدة للفلسطينيين لا سيما الشباب لأشكال المواجهة مع الاحتلال ، من خلال التطرق للمشهد اليومي الذي تقوم به قوات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس، من اقتحامات وقتل وجرح واعتقالات وانتهاكات بحق الفلسطينيين، والحبس المنزلي، وفرض العقوبات والحصار ووضع الحواجز والإغلاقات ، ومصادرة الأراضي والتغطية على اعتداءات المستوطنين على المواطنين وممتلكاتهم في مناطق مختلفة ، والتي تعتبر انتهاكٍ صارخ للقانون الدولي لحقوق الإنسان ، وللقانون الدولي الإنساني ، وفي مقدمته اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين الواقعين تحت الاحتلال، واتفاقية لاهاي. 

وتطرقت الورقة إلى الأسباب التي أدت إلى اشتعال المقاومة في الضفة الغربية من جديد ، وبأشكال وأساليب جديدة أيضاً ، كما تناولت الورقة الأسباب التي دفعت الفلسطينيين ، لا سيما الشباب لمواجهة قوات الاحتلال والمستوطنين ، حيث أشارت الورقة إلى أن عدم قيام السلطة الفلسطينية بحماية المواطنين، والزبائنية السياسية، واعتبار المفاوضات كخيار أوحد للحل، واستمرار الانقسام وعدم إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، واستمرار التنسيق الأمني، حيوية الشعب الفلسطيني واستعداده للتضحية، وعدم الاهتمام باحتياجات وأولويات الشباب ، وازدياد وانبعاث المشاعر الوطنية ، إلى جانب أسباب أخرى ، هي من دفعت الفلسطينيين للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية . 

وناقشت الورقة الخيارات والسبل أمام الفلسطينيين في المرحلة القادمة ، بما فيها انبعاث العمل المسلح من جديد ، وتصعيد المقاومة، مبينة أشكال النضال الوطني الفلسطيني وأدواته وأساليبه حسب الظروف التاريخية والموضوعية التي مرت بها القضية الفلسطينية ، ومناقشة أشكال المقاومة الفلسطينية وأدواتها وارتفاع وتيرتها واتجاهها نحو العمل الفردي بعيداً عن الأحزاب والفصائل ، بالإضافة لارتباطها بجغرافية المكان وظهور مجموعات مسلحة في مناطق مختلفة ومدى قدرتها على الاستمرار.