عين تاغروت في ذكرى التأسيس وإحياء الذاكرة الاستدمارية ، أرشيفهم أم أرشيفنا؟
موسى عزوڨ
تاريخ النشر: 28/12/22 | 9:02
من تنظيم المجلس الشعبي البلدي وجمعيات المجتمع المدني لبلدية عين تاغروت وبالتنسيق مع مخبر التاريخ المحلي والذاكرة الجماعية والمقاربات الجديدة بجامعة البويرة ، أحيت بلدية عين تاغروت ولاية برج بوعريريج، يوم الثلاثاء 27 ديسمبر 2022م ندوة وطنية تاريخية بمناسبة الذكرى 142 سنة من تأسيسها ” 27 ديسمبر 1880م”
من البداية لم يكن الاختيار حسب رأي صحيحا ! فكيف نحي يوما للمستدمر ؟ لكن نظرا للعطش والجفاف الثقافي السائد يكون من الأفضل تجاوز الشكليات إلى الموضوع ، والمهم تمرير الرسالة الهادفة طالما أن هناك إمكانية كي يتحدث المحاضر ما يشاء ويكون هو الموجه ، وهو ما تم فعلا مع محاضرة محمد الأمين بلغيث ومولود عويمر، على عكس محاضرة الصالح بن سالم ، وبن ساعو …بالإضافة إلى تحول الندوة إلى محاضرات للإلقاء دون فتح باب الإثراء .
1- فقد تحدث الأستاذ محمد الامين بلغيث كما هو معهود بتوجهه العروبي وحاول بعدة طرق إثارة الجديد وما لا يقوله الآخر فتحدث عن المجاهد جمال قنان رحمه الله بكل قداسة وأنار زوايا من حياته خصوصا ارتباطه ببن بلة ورفضه للانقلاب , وبذكر حتى أرقام الصفحات من كتبه وأشار أن المجاهد كتب في التاريخ زهاء 1000 صفحة ، وكانت له الجرأة ” لتسمية ما يسمى الحماية الفرنسية للمغرب ” بالاحتلال ! وهو في زمكانه تمييز . ثم أشار إلى أن بعض المعلومات ” أكاديمية ” ليس هذا المقام مقامها ولذلك سأترك ذلك لغيري من الأساتذة الأعزاء ( هذه النقطة مهمة جدا وهي تتفق مع ما أشرت إليه أعلاه بخصوص تسمية ” الندوة ” وهي غير المحاضرات ، كما أن المستمعين في مثل هذه اللقاءات ليسوا تلاميذ ! وليسوا طلبة في مستوى واحد تخصص تاريخ وما ينتج عن ذلك من نتائج حسن التلقي فسكوتهم ليس علامة رضا ابدا ! ).
2- كما بدأ الاستاذ مولود عويمر مداخلته ” بمدخل مخيف ومرعب وزاد صوته المشهد رعبا !” .بعد أن ذكر أنه يعرف برج بوعريريج منذ 1987 وحاضر في كل مناطقها تقريبا ولم يذكر زمورة ! قال :” إن هناك مدن تطرد أولادها ، وتُهجر العلماء ….” وهنا أمسكت قلبي ربما الأستاذ يقصد زمورة ” الطاردة بامتياز لأهلها ولهذا لم يذكرها ! فمن المستبعد جدا أن يتحدث عن تاغروت ….الغريب أن صاحبنا أطال في الموضوع ولم يبين إطلاقا مقصده !!! يا إلهي وضح يا سي مولود … مازاد الطين بلة أنه ضرب أمثلة تؤكد شكوكي، فبدأ بالطيب العقبي ( الاغواطي )….. اشتهر في العاصمة ، وثنى بالبشير الابراهيمي ( البرايجي !)….اشتهر في تلمسان وهكذا والرقاب مشرئبة والقبول معلقة زهاء خمس 05 دقائق حتى جاء الفرج إذ قال :”وهناك علماء وجدوا مدينة تحتضنهم ومنها برج بوعريريج!!!!!! يآههههه الحمد لله الحمد لله ، جمال قنان عاش في هذه المدينة بكل اهتمام وعناية واكتشفنا لاحقا أنه من قنزاة ! (1936 -2021) .وانتقل إلى عين تاغروت في الأربعينات ثم إلى العاصمة ، حيث خاله ربيع بوشامة مدير مدرسة التهذيب ثم التحق بجامع الزيتونة وتزامن وجوده مع ثورة التحرير ، ثم وجه إلى مصر 1958 للتكوين العسكري وفي نفس الوقت انتسب إلى جامعة القاهرة وتحصل على ليسانس ، ثم السوربون ابن تحصل على الدكتوراه والتحق بجامعة الجزائر كأستاذ .
تعرفت عليه في 1987 حيث أخذت عنه تاريخ أوربا ، ما لفت انتباهي أنه لا يتحرك مع النصح الدائم والتوجيه ، مع الهيبة والجدية والصرامة …ثم عرفته وأنا أستاذ (2004-2020). وناقشنا رسائل مع بعض وكانت علاقة طيبة جدا .
3- لكن تدخل الشيخ الصالح بن سالم لم يكن كذلك فقد ركز أكثر على المنتج الاستدماري ، فتحت عنوان :” قبسات من تاريخ بلدة عين تاغروت. ثم الزيتوني العيد لطرش”
بدأ من الحاضر أن عين تاغروت دائرة تضم بلديتين تاغروت وتسرة , واوضح معناها ” الامازيغي ” ؟ وأنها تأسست في زمن الإدارة الاستعمارية 1872 في مثل هذا اليوم (!). وبدأ بالدولة الحمادية , عمارة الباخرة ؟ من خلال العصر الحديث من خلال مقر خان القوافل شيد في عهد العثماني شيدته الاسرة المقرانية ( التي قسمت الى اربع منهم اولاد الحاج واولاد بورنان واولاد قندوز واولاد عبد السلام هذا الاخير الذي خلفه ابنه محمد اب عيشوش التي تزوج بها احمد باي ولما سقطت قسنطينة 1837 وذهب احمد باي الى الجنوب , يذكر دون دليل ان الامير عبد القادر اقترح على محمد ان يمثله وخلفه مسعود الذي عينته فرنسا قايد وذهب الى الحج وبقي هناك وخلفه محمد الذي سيساند بن عمه البشاغا والذي عاقبته فرنسا بالنفي الى تونس . ) . ويوضح خريطة ليحي بوعزيز بان تغروت كانت تسمى تاغروط .
وتحت عنوان تاغروت وثورة المقراني 1871 يذكر انها لعبت دورا مفصليا . مما ادى الى انتقام فرنسا من المساندين بالتهجير الى كالدونيا والشام .. ليعرج في ما بدى لي تمجيد وذكر لمنحزات المستدمر الفرنسي !حيث يذكر الحرب الالمانية الفرنسية ومن تم تعويضهم 30 الى 50 هكتار ويبدا تصوير من القلعة إلى مقر الدرك الوطني إلى المعمرين وكيف كانوا يلبسون حتى لباس المنطقة ثم إنه ذكر حتى رؤساء البلدية الفرنسيس المتعاقبين استمر العرض طويلا مع صور توضيحية، ثم 08 ماي في دقيقتين وعرض صور بعض الشهداء في دقائق …كان الإلقاء مميز جدا وباستعمال التقنية الحديثة ، فأجاد فعلا لكن تمنيت لو أن هذا الجهد بذل على تراثنا وليس تراثهم ! أحسن إذ ختم بمناقب الزيتوني العيد لطرش
في الفترة المسائية وبعد صلاة الظهر كان النعاس قد خيم على الجميع مع درجة حرارة صيفية مساعدة على القيلولة وزادها صوت الدكتور بن ساعو المنخفض جدا القاعة صمتا وهو يتحدث عن بونابي الطاهر الذي ركز على شكره لأنه كان المؤطر له من بعيد في الماجستير ثم من قريب ومباشر في الدكتوراه …… ، وهكذا سمحت لنفسي بالانصراف ، وكنت اتمنى لو أن موضوع الذاكرة ” غير المشتركة ” تمت أثارته بأي طريقة
عزوق موسى محمد