هل أصبحنا مجتمعًا يؤمن بثقافة القتل؟- قراءة في أفكار قدس الأب سيمون خوري

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 24/12/22 | 17:36

المرة الأولى التي استمعت فيها لأفكار ومواقف قدس الاب الدكتور سيمون خوري كاهن رعية الروم الكاثوليك في كفركنا، كانت في المؤتمر الصحفي الذي عقدته لجان إفشاء السلام في مقر لجنة المتابعة في الناصرة في شهر أكتوبر الماضي للتوقيع على وثيقة مليونية تطالب إسرائيل بالقيام بواجبها تجاه مكافحة العنف في المجتمع العربي. وقد أعجبت بطرحه السياسي ومواقفه مما يجري في البلاد، ولمست مدى نقاوته ومدى حسه الوطني، حيث تمنيت لو يكون غيره من رجال الدين يتميزون بالصفات والمواقف التي عبر عنها قدس الأب الدكتور سيمون خوري في المقابلة التي أجراها معه الزميل سعيد حسنين في حلقة خاصّة من برنامج “مواجهة” الذي يبثه تلفزيون arab TV.

استمعت إلى الحوار أكثر من مرة، ووجدت أقوال الضيف منطقية لا تشوبها أي شائبة، خصوصا فيما يتعلق بموقف ودور الشرطة تجاه العنف المستشري في مجتمعنا العربي.

الدكتور خوري قالها صراحة وهو على حق طبعاً: “إننا لا نؤمن بمحبة السلاح”. نعم هذا صحيح. السلم الاجتماعي لم يعد في متناول اليد عندنا وقد أصبح وكأنه صعب المنال بدليل أن أعمال القتل تزداد في مجتمعنا والضحايا هم من الشباب الذين نرى فيهم داعماً مهما لمجتمعنا. يوجد في مجتمعنا نوعان من البشر: نوع يؤمن بمحبة السلام ونوع يؤمن بمحبة السلاح والفرق بين النوعين مثل الفرق بين الخطيئة والفضيلة.

قدس الأب وضع اصبعه على الجرح عندما ألمح إلى أن الشرطة تعمل على بقاء العنف في المجتمع العربي ليبقى المواطنون الفلسطينيون منشغلون بآفة العنف ومن الأفضل في هذه الحالة ان لا يوفر لهم الأمان وقد عبر عن ذلك بقوله:” الشرطة تفكّر بأنّه إذا منحت المواطن العربي أمنا وأمانا سيعود سقف النضال عاليا ولكن إذا تُرك في هذا الوضع سيلتهي العرب ببعضهم”. هذه رغبة الشرطة في أن نصبح مجتمع القتل ونحن للأسف نلبي ما ترغب به شرطة دولة قانون القومية.

قدس الأب طالب الشباب بأن يكونوا أكثر وعياَ، ونصحهم “بعدم السماح لوطنيتهم أن تقتل عقيدتهم ولا يسمحوا لعقيدتهم أن تفسد وطنيتهم”. وهل هذا أمر سهل قداسة الأب؟ نعم “لا يوجد في قاموس المؤمن كلمة مستحيل، الإرادة لا شيء يقف أمامها” حسب قوله.

لجنة المتابعة هي بنظر قدس الأب الجسم الأساس الذي يجب ان يكون بمثابة حكومة مركزية للمجتمع العربي، ومن خلالها يجب التوجه للسلطة حول مطالب المجتمع العربي. لكن هذا الموقف يا سيادة قدس الأب وكما أعتقد لن يلاقي استحساناً من البعض “والشاطر يفهم”. أنا شخصياً مع أن تصبح المتابعة المرجع الرئيس للمجتمع العربي قي كافة الأمور بما فيها تلك المتعلقة بالدولة. وأنا مع موقف قدس الأب في رأيه: “على لجنة المتابعة أن تكون الحكومة المركزية للداخل الفلسطيني، تمثل الأفكار والحقوق ومنتخبة من الجميع من كامل الشعب بشكل مُباشر، وأن تكون هي الجسم الذي يتوجه للسلطة ومن خلالها تتم المطالبات”. ولكن هل من يسمع ويفهم يا سيادة قدس الأب؟
فما الذي يجب عمله على الصعيد الدولي؟ يقول قدس الأب: “يجب أن تقدم عريضة مليونيه لرؤساء العالم ومنهم قداسة البابا لكي تشكل ضغوطا على السلطة الاسرائيلية من أجل إطلاق سراح أبنائنا من معتقلي هبة الكرامة”.

وأخيراً…
ليس مستحيلاً يا سيادة قدس الأب أن تعانق أصوات الكنائس صوت الأذان من اليوم إلى يوم الدين، لكن، علينا معانقة بعضنا البعض قبل يوم الدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة