نتنياهو وحلم ابرام اتفاق تطبيع مع السعودية

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 23/12/22 | 17:30

رئيس الحكومة الإسرائيلية المقبلة نتنياهو، أعلن عن عدة أهداف لحكومته، ومن بينها ابرام اتفاق تطبيع مع السعودية. ولماذا هذا الإعلان بالتحديد مع بلد الحرمين الشريفين؟ نتنياهو يعتقد (خاطئاً) بأن التوصل الى هذا الاتفاق مع السعودية ينهي الصراع العربي الإسرائيلي. لكن نتنياهو لم يتحدث عن كيفية الوصول الى مثل هذا الاتفاق وهو الذي جلس على كرسي رئاسة الحكومة مدة ثلاثة عشر عاماً متواصلة ولم يتمكن من تحقيق هذا الهدف. فكيف يستطيع تحقيقه الآن؟
يقول نتنياهو في مقابلة مع موقع (واشنطن إكزامينر)، إن التوصل “إلى اتفاق تطبيع رسمي مع السعودية يوسع دائرة السلام لتتجاوز أحلامنا الأكثر جموحا وتحقيق هذا الإنجاز على رأس أهدافي”. على كل حال من حق أن نتنياهو أن يحلم، ومن حقه أن يصرح حول أي شيء، لكن ليس كل ما يلمع ذهبا. صحيح أن السعودية عندها أوراق عديدة في المنطقة تستطيع اللعب بها بسبب حجمها ودورها في الصراع في المنطقة، لكن ليس من السهولة جرها لتلتحق باتفاقيات أبراهام. ولو كانت السعودية بغض النظر عن كل شيء، لديها الرغبة في أن تصبح عضو نادي اتفاقيات أبراهام لفعلتها منذ البداية، لكن السعودية كما يبدو لها وضع سياسي خاص، وهي ليست الامارات أو البحرين. إذاً، موضوع التطبيع مع السعودية يبقى حلم نتنياهو. وهناك عدة أسباب لاستحالة تحقيق هذا الحلم مع اعترافي بأن السياسة تتقلب بين فترة وأخرى حسب المصالح.
من هذه الأسباب، على سبيل المثال: السعودية تقدمت في العام 2002 بمبادرة خلال مؤتمر القمة العربية في بيروت أعلنت موقفها من حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتبنت الجامعة العربية هذه المبادرة، التي رفضتها إسرائيل كلياً رغم أن المبادرة تتحدث عن اتفاق سلام شامل بين إسرائيل والدول العربية، لكن إسرائيل “لا يعجبها العجب” وتريد فرض سلام حسب مزاجها. إذا من غير المعقول أن توافق السعودية على أي اتفاق مع إسرائيل التي رفضت مبادرتها. فيما يتعلق باتفاق تطبيع مع السعودية، فإن نتنياهو لا يوجد أمامه سوى إمكانية واحدة فقط، وهي إعادة النظر في مبادرة السعودية والقبول بها. لكن نتنياهو، وحتى لو كانت عنده الرغبة في ذلك فإنه يصطدم بحائط اليمين المتطرف المشارك في حكومته. فهو مكبل اليدين من بن غفير وسموتريتش ولا يستطيع اتخاذ أي قرار بدون موافقتهما.
يبدو بوضوح أن نتنياهو لا يتمتع ببعد نظر سياسي فيما يتعلق بالسعودية تحديداً، لأنها حتى لو كان لديها النية في عقد اتفاق تطبيع معين فهي ليست غبية لهذه الدرجة أن تفعل ذلك مجانا “إكراما لعيون أبو يائير”. السعودية من ناحية منطقية غير مستعجلة أبدا على توقيع اتفاق مع إسرائيل لأن ظروفها تختلف كليا عن ظروف الدول العربية الموقعة على اتفاقات سلام مع إسرائيل. فالسعودية مثلاً ليس لها خلافات حدودية مع دول مجاورة مثل المغرب والسودان والإمارات والبحرين.
المغرب وقع اتفاق التطبيع مقابل اعتراف أمريكي بأن الصحراء الغربية هي جزء من المغرب، والسودان فعلها مقابل شطبه من قائمة الإرهاب، والإمارات والبحرين أقدما على توقيع اتفاقات أبراهام مقابل الحماية من إيران (وأسباب أخرى). لكن ورغم ذلك فإن السعودية سيكون لديها عدة شروط فيما لو وافقت على التطبيع مع دولة قانون القومية وكل شيء بثمن. باعتقادي، أن السعودية وحسب المعلومات المتوفرة، ستطلب بالدرجة الأولى السماح لها بالعمل على بناء مفاعل نووي، وهذا أمر من المستحيل أن توافق عليه إسرائيل كون السعودية دولة عربية، وهي، أي إسرائيل تريد أن تبقى المتفوقة عسكرياً في المنطقة.
وأخيراً… في مقاله المنشور في موقع العرب في الثاني والعشرين من هذا الشهر، تم تعريف الكاتب الشيخ صفوت فريج بأنه “رئيس الحركة الإسلامية في البلاد”. وهذا طبعاً غير صحيح لأنه “رئيس الجناح الجنوبي في الحركة الإسلامية فقط. فإما أن يكون الشيخ قد غاب عن ذهنه وجود شمالية وجنوبية، وأنا أشك في ذلك، وإما أن يكون الأمر مقصودا وأنا أرجح ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة