أبو حميد والقنطار توأمان في السجن والشهادة

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 22/12/22 | 19:55

المناضل الأول اسمه سمير القنطار والثاني شاء القدر أن يحمل اسم ناصر، وهو اسم لفعل ينتصر، وبالتالي هو اسم على مسمى. الأول لبناني والثاني فلسطيني. الأول اعتقل وتعرض لكل أساليب التعذيب في السجون الاسرائيلية واستشهد من أجل فلسطين، والثاني قدم حياته فداءً لبلده وقضيته. مناضلان اثنان جمعهما النضال من أجل القضية الفلسطينية. ألإثنان دخلا التاريخ من أوسع أبوابه. هما نموذجان قدمتهما المقاومة العربية ونقش اسميهما في سجلات الشهداء.

بينهما قواسم مشتركة وعلى سبيل المثال: أن الإثنين أمضيا أكثر من ثلاثين سنة في سجون الاحتلال الإسرائيلي أي بقيا فترة زمنية أكثر من نصف عمرهما في معتقلات دولة الاحتلال. قاسم مشترك آخر جمع الشهيدين وهو: أن الفلسطيني ناصر أبو حميد سقط شهيداً في نفس تاريخ استشهاد رفيق دربه اللبناني سمير القنطار الذي كان يحمل لقب عميد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي . رمزية نضالية لا مثيل لها. حتى في الاستشهاد تكون التوأمة قاسماً مشتركاً.

والأمر الذي لا بد من ذكره لأهميته النضالية، أن الشهيدين القنطار وأبو حميد، دخلا ساحة النضال في سن مبكرة، وهما دون الثامنة عشر من العمر، مما يعني أن مفهومهما النضالي والوطني كان أكبر من سنهما. فاللبناني القنطار لم يكن قد تجاوز سن السادسة عشر من العمر، عندما سجل التاريخ له مشاركته في أول عملية نضالية له شهدها البحر المتوسط

في الثاني والعشرين من شهر أبريل/ نيسان عام 1979 قاد الشهيد اللبناني ابن السادسة عشر من العمر مجموعة مقاتلين لتنفيذ عملية فدائية عبر قارب باتجاه منطقة نهاريا،ومنذ ذلك التاريخ بقي معتقلا في سجون الاحتلال حتى عام ٢٠٠٨حينما خرج بعد التوصل لعملية تبادل للأسرى بين إسرائيل وحزب الله.
إسرائيل لم تترك القنطار بحاله، وكأن ثلاثين سنة من الاعتقال لم يشف غليلها. فقد ظلت تراقبه وتتبع خطاه للنيل منه. وهذا ما حصل بالفعل. ففي التاسع عشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2015 قامت مقاتلات إسرائيلية باستهدافه وبذلك دخل اسمه قي سجلات شهداء فلسطين.

الشهيد أبو حميد، كان في الحادية عشر من العمر، حمل تاريخه النضالي أول عملية فدائية وهو في الحادية عشر من العمر عندما ألقى زجاجة مولوتوف على دورية لجيش الاحتلال، ومن يومها بقي في السجن لمدة 34 عاما حيث أصيب بمرض سرطان الرئة وتعرض لإهمال طبي الأمر الذي أدى إلى استشهاده.
سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت مليئة بالمناضلين، الذين حملوا راية الدفاع عن الأرض والكرامة. فمنهم من زج بها قي سن مبكرة، مثل الأسير أحمد مناصرة، ومنهم الكبار أمثال مروان البرغوثي مهندس انتفاضة الحجارة. وما دام الاحتلال الاسرائيلي باقيا فستستمر الأمهات الفلسطينيات في إنجاب أبطال يفتخر التاريخ النضالي بحمل أسمائهم في سجلاته.
وأخيراً…
أبلغ نتنياهو الرئيس الإسرائيلي هيرتسوغ أنه نجح في تشكيل ائتلاف حكومي مع شركائه من الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة. إستعدوا يا “عرب إسرائيل” للأسوأ، وحضر نفسك يا أبا مازن لما هو قادم من الثلاثي الشرس (نتنياهو، بن غفير وسموتريتش).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة