تمخض الوزير فولد خيانة البحرين المطبّعة وتهويد القدس

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 05/12/22 | 14:37

تاريخ البحرين في القرن الماضي مليء بمساهمات الفلسطيني في بناء دولة البحرين عمرانا وتعليما وثقافة، شأنها شأن كل دول الخليج. لكن وكما يقول المثل الشعبي “ابن الحرام اللي بنسى المعروف” وأنا أزيد أيضاً “ابن الحرام من ينكر الجميل” وما أكثر أولاد الحرام ناكري الجميل في دولة البحرين، التي نشلها الفلسطيني من متاهات الجهل وعلم مواطنيها الحرف العربي كتابة وقراءة وبنى لهم البنايات الفخمة والقصور بعد أن كانوا يعيشون في خيام مثل الغجر يعني النور”.

كبار الشخصيات السياسية في هذه المملكة مثل ملك البحرين عيسى بن حمد أل خليفة، ورئيس الديوان الملكي وقائد قوى دفاع البحرين وغيرهم علمهم المدرس الفلسطيني محمد رباح المعروف (ابو نبيل) كيف يكتبون وكيف يقرأون، في منتصف الخمسينيات في مدرسة هداية الخليفية وهي أول مدرسة تم تأسيسها في الخليج العربي. وعندما قوي ساعدهم تنكروا للجميل الفلسطيني، وسارعوا للتوقيع على صفقة “اتفاقات أبراهام” مع عدو الفلسطينيين. وهنا يستحضرني قول الشاعر العراقي الراحل الصديق مظفر النواب:” أولاد القح.. ما أوقحكم”.

وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزباني تفتقت عبقريته خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة البحرينية المنامة مع “أخيه” الرئيس الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ، عندما قال: “سنعمل سوية مع الحكومة الجديدة في إسرائيل لتطبيق “اتفاقيات إبراهيم” وتحقيقها، وأن الحكومة ستحقق طموحات المنطقة والعمل على خلق فرصة للسلام”. أنا شخصيا أصدق الوزير (وهو في المناسبة جنرال)، قوله انه سيعمل بكل ما في وسعه لتنفيذ ما ورد في اتفاقيات ابراهام المتنكرة لحقوق الشعب الفلسطيني. لأنه من المستحيل أن توافق أي حكومة إسرائيلية على اتفاقية تتضمن مصلحة للفلسطينيين. وهنا أسأل الجنرال الوزير: كيف ستحقق الحكومة الإسرائيلية المقبلة طموحات المنطقة وخلق فرص للسلام، كما يدعي؟
كيف يمكن لحكومة يمين ويمين فاشي ان يفكروا بالسلام مع الفلسطينيين وهم الذين لا يعترفون بوجودهم ومنهم من يطالب بقتلهم وترحيل الفلسطينيين من إسرائيل؟ كيف يا سعادة الوزير؟ ألم تسمع بتصريحات وزير الأمن المرتقب بن غفير العدو اللدود للفلسطينيين. ألم تسمع بممارسات ميليشياته من المستوطنين في الأقصى وباعتداءاته عليه؟ هل يصب ذلك في السلام؟

لكن من جهة ثانية، أنا لا أتوقع أي شيء إيجابي من الزباني الذي شارك في دورات في القيادة والأركان العامة في فورت ليفنورث كانساس في عام 1988 وحصل على “سيف الشرف” إلى جانب لقب الماجستير من الجيش الأمريكي. طبعا سيف شرف الانتماء لسياسة واشنطن وسياسة إسرائيل وليس سيف الشرف العربي، لأن جنرالاً مثل الزباني من المستحيل أن يكون لديه شرف انتماء ولذلك حصل على “سيف عديم الشرف”.
الزباني ليس أول وزير خارجية يتحدث بهذه اللهجة السياسية المرفوضة فلسطينياً. فقد سبقه سلفه وزير الخارجيّة السابق خالد بن أحمد الخليفة حتى قبل اتفاقات أبراهام، حيث وصف في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر/ كانون أول عام 2017 قضيّة القُدس المُحتلّة بأنّها قضيّة جانِبيّة، مما يعتبر تجاوزاً لكل الخُطوط الحمر.

وأخيراً…
المثل الشعبي “تمخض الجبل فولد فأراً”، يقال كثيراً في بعض المواقف، لكن في موقف وزيرا خارجية البحرين السابق والحالي يصح القول” تمخض الوزيران فولدا خيانة”.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة