كورونا…وجها آخرا لصراع الحضارات

تاريخ النشر: 08/04/20 | 7:08

بقلم : شفيقة العرباوي – إعلامية جزائرية

تعتبر الأزمة العالمية التي تمر بها الشعوب والحكومات اليوم غير مسبوقة على الأقل منذ عام 1929، أزمة تمثلت في وباء واسع الانتشار متجدد في صفاته البيولوجية،الكورونا كداء أو فيروس أو غاز كما تريد الترويج له الكثير من المخابر غير الحكومية، ينطوي على معطيات تثبت في كل مرة أن ظاهرها أزمة وباء عجز السيطرة عليه. بينما باطنها فهرسا آخرا من صراع الحضارات الذي فاق كل التوقعات والمقاربات لنتساءل إن كنا في النظام السادس لصراع الحضارات والذي تجاوز الدين والتجارة والاقتصاد والسياسة والتكنولوجيا…

إذ الأمر لا يتعلق بعمل مخبري أو مجرد فيروس هاجم الإنسان، بشكل مقصود أو غير مقصود بل الملف ينطوي على أبعاد سياسية إستبقتها عوامل اقتصادية زعزعت الغرب في كل أسباب سيطرته على العالم، فشعور خارق ببداية تلاشي القوة و السيطرة عليه جعله أي -الغرب،- يفكر في الوقوف عند أذكى الحلول ليبقي على مفاتيح قوته واستعباده لبقية الأعلام التي تفتقد للمال والعلم معا، خاصة بعد أن أضحي الإرهاب والسلاح وغيرها من الأساليب الكلاسيكية من حصارات اقتصادية ومواجهات حربية غير مسموح بها لدى المنظمات العالمية، بل والأكثر من ذلك مصنفة ضمن خانة جرائم الحرب التي تمقتها الإنسانية جمعاء

فكان لزاما إيجاد طرقا أخرى لحفظ القوة والغطرسة على الشعوب الضعيفة وحتى تلك التي تمتلك نوعا ما مبررات استقلاليتها من بترول وذخائر أخرى. فهل تصورت يوما أن الكورونا وجد منذ22 سنة؟ هل ظننت لوهلة واحدة أنه بروتوكول تجارب بدأت فيه قوى العالم المادي سنة 2003 وهي اليوم تتقاذف التهم بينها متنصلة من كل مسؤولية؟

ففي عام 2008 كان التقرير على مكتب رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما وفي وقت مبكرا محذرا من “تفشي وباء عالمي” خطير يتجلى في مرض تنفسي “شديد” و سريع العدوى” ويعتبر من عائلة “الفيروسات التاجية”، نعم منذ إثني وعشرين سنة بالضبط كانت بداية حرب خفية إستبقتها أمريكا في باطن مصالحها العميقة لتتفوق على العالم أكثر مما هي عليه اليوم أو ربما خوفا من انتقال القوة إلى معسكر آخر الأغلب نحو ما يسمي بخط الحرير، استعارة لسيطرة الصين الشعبية، وهو طريق الحرير الذي كان له تأثيرا كبيرا في ازدهار الكثير من الحضارات القديمة، وكابوس عودته من جديد واحتكاره السيطرة على العالم يخيف أمريكا و أوروبا بشكل كبير، خاصة وأن الصين تملك كل الأسباب لذلك أهمها الكثافة السكانية والتفوق العلمي والتكنولوجي والصناعي الذي تتميز به الصين اليوم.

أيضا مباشرة بعد إنهيارالعملاقتين، أهم الأبراج في أمريكا من سبتمبر 2011بفعل إرهابي آنذاك أفضى إلى تغيير جذري في ميزان السياسة العالمية، فتغيرت كل أشكال الصراعات، أيضا الحوار أخذ منحى مختلفا، فتعالت أصداء وأصوات تتحدث عن حرب جديدة في الأفق أفرزتها الخلافات الدينية وتصارع المال والزعامة ولان أمريكا لن تترك البساط يسحب منها، وبعدها مباشرة بدأت التقارير والدراسات تحذر من أساليب جديدة في الحوار والصراع بين قوى الدول، والذي أكيد لن يكون كما كان في الماضي، حسب ما أفرزته أيضا صفحات نفس التقرير الصادر في عام2009؟

فحرب بيولوجية تنتظر البشرية مخلفة وراءها هلعا وخوفا لدى جهات هي المسيطرة اليوم، نعم هذا ما كشفه آخر تقرير للمخابرات الأمريكية في نسخته « أخر تقرير لمركز المخابرات الأمريكية “سيا” تحت عنوان بالبنط العريض;كيف يكون العالم في 2025؟ حيث يقدم بيانات ونتائج لاتصالات وتجارب حول الفيروس القاتل، الذي لايزال لساعة كتابة هذه الأسطر يحصد الآلاف من الضحايا تلبية لنشوة لم تشبعها الحروب في اليمن وسوريا والعراق، فراحت تبحث عن لذتها في تجارب قمعية إجرامية من نوع مميز ومتميز، تستعمل فيه العلوم لتحطيم الروح الإنسانية، تحت عباءة العلم والبيولوجيا، فاجتمعت شياطين المال والقوة متآمرة ضد الإنسان نفسه، فقط لتؤكد أن القوة ليس لها خيارات أخرى وأن خيارها الوحيد أن تكون بيد الغرب، فهل هذا صحيح وهل هذا ما سيتحقق في الأيام المقبلة ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة