ملاحظات حول مناظرة المترشحين للرئاسيات الجزائرية – معمر حبار

تاريخ النشر: 09/12/19 | 9:58

السبت 10 ربيع الثاني 1441 هـ – الموافق لـ 7 ديسمبر 2019

تابعت المناظرة الخاصّة بالانتخابات الرئاسية لـ 12 ديسمبر 2019 بين المترشحين الخمسة لمدّة 3 ساعات فكانت هذه الملاحظات:

1. في الوقت الذي تقام فيه محاكمة التماسيح الجزائرية على المباشر حيث ضمّت رئيسين للحكومة ووزراء ومدراء مصارف ومدراء تنفيذيين نافذين وأبناء وزوجات بعض الوزراء وكبار المسؤولين تقام في نفس الوقت مناظرة مباشرة على المشهاد الجزائري بين المترشحين الخمسة للرئاسيات.

2. تعدّ المناظرة بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الأولى من نوعها في تاريخ الجزائر وتعبّر بحقّ عن نقلة نوعية خاصّة من الناحية الشكلية ويعترف به الجميع ويستحق القائمون على المناظرة كلّ التشجيع في انتظار تصحيح بعض العثرات التي لا تمسّ من جوهر المناظرة وتعتبر عادية باعتبارها التجربة الأولى.

3. اهتمّ حكام الجزائر السّابقون بالنهب والسّطو وشراء الذّمم وضمان التعدّد والتّمديد لذلك لم يكونوا يهتمون بإجراء مثل هذه المناظرات لأنّ النتيجة معلومة سلفا ودون منافس.

4. الصحفي جيلالي عماري: كان متمكنا من حيث اللّغة ومتحكما في الأسلوب ومتقنا للأداء وبارعا في حسن الصوت ومؤدبا وقد رزق التواضع ويحسن استعمال الإشارة المناسبة بما يناسب الكلمات المناسبة. وكان بحقّ مفخرة الإعلام الجزائري. وتمنيت لو أدار الجلسة بمفرده ليتمتّع المستمع والمشاهد والمترشح بالميزات التي ذكرناها وربما تلك التي لم نقف عليها. ولك منّي وأنا الذي لم أرك ولم أسمع لك كلّ الاحترام والتقدير سائلا لك التوفيق والنجاح والمزيد من الثبات فيما يضمن الرسوخ والعلو.

5. كانت الجزائر أمام رئيس لا يتحدّث ولا يتحرّك ولا يقف ولا يمشي والجزائر الآن أمام رئيس قادم يقف 3 ساعات وهو يجيب على الأسئلة ويمازح الصحفيين ويشكر الجميع وكلّه نشاط وحيوية.

6. لم يلتزم المترشح بلعيد بالوقت المحدّد له والمتمثّل في دقيقتين فكان دائما يتأخر في الانتهاء من الردّ في الوقت المناسب وكانت تلك من نقاط ضعفه مقارنة بزملائه المترشحين.

7. أبدى المترشح عزّ الدين ميهوبي تمكنا في اللّغة العربية والتحكم في تسلسل الأفكار واختيار الكلمات والثبات بغض النظر عن المحتوى الذي يخضع للنقد.

8. المترشح بن قرينة: عاميته هي بحدّ ذاتها فصحى ما يدل -في تقديري- تعلّمه للّغة العربية في صغره ما دفعه ليتقنها جيّدا.

9. الرصيد اللّغوي للمترشح بلعيد كان ضعيفا بطيئا غير ثري ما حرمه من السّرعة المناسبة التي تتناسب والوقت المحدّد له.

10. آثار الشيخوخة واضحة على تبون وبن فليس من حيث الصوت المنخفض والمظهر الخارجي بغضّ النظر عن المضمون.

11. استعمال اللّغة الفرنسية كان نادرا الحدوث وكان ينحصر في بعض المصطلحات دون الاسترسال في الحديث بها.

12. التجربة التي يمتاز بها بن فليس ظهرت على مظهره الخارجي وضغطه على الحروف ووقفته الثابتة وعدم التردد رغم السن لكن يمكن للمتتبّع أن يرى من جهة أخرى أنّه إلى المبالغة المفرطة أقرب وإلى العظمة المبالغ فيها أنسب.

13. امتاز بن قرينة من أنّه اعتمد كثيرا على الأرقام والإحصاءات في انتظار إخضاعها للنقد والمقارنة لمن هم أهل لذلك.

14. أخذ ميهوبي كلمة “تخفيض الضرائب” عن أحد المترشحين الذي سبقه في قولها والخاصة بأصحاب الدخل الذين يقلون عن 3 ملايين سنتيم.

15. المترشحين من كبار السن استنكروا تولي العجائز للحكم وطالبوا بحكم الشباب وهم الذين نصّبوا العجائز وأبعدوا الشباب حين حكموا الجزائر.

16. جميع المترشحين كانوا يردّدون عبارات: إن منحني الشعب ثقته، إن تمّ انتخابي، ان اختارني الشعب. ما يدل على أنّه لا يوجد مترشح فائز من قبل أن تتم الانتخابات كما كان يتمّ من قبل.

17. لم يقل أيّ من المترشحين: كما قال زميلي المترشح أو عارض زميلا له في نقطة أو رقم أو موقف.

18. ساد الأدب والاحترام المتبادل بين جميع المترشحين وعبر 3 ساعات من المناظرة.

19. يتقن بن قرينة اللّغة الشعبية البسيطة والسّليمة من الأخطاء ومن التمييع والتجريح والتهديد.

20. كان بن فليس ضعيفا في مسألة استرجاع الأموال المهرّبة إلى الخارج ولم يكن متحمّسا وكان أقرب إلى الاستسلام منه إلى استرجاع الأموال.

21. كان ميهوبي ضعيفا ولم يكن صارما في مسألة استرجاع الأموال المهرّبة وكان بالغ السّوء والضعف حين قال : “لا بد أن يكون استرجاع الأموال طوعي من المعني”.

22. قال بن قرينة: مسألة استرجاع الأموال بإطلاق سراح المتهم مقابل استرجاع الأموال وتبقى مسألة شخصية ولا تمثّل الدولة. وهذا الموقف -في تقديري- يمثّل ضعفا وانتهاكا لقداسة الحقّ العام لأنّ التعدي على خزينة المجتمع ليست مسألة شخصية بل هي من مقدسات الجزائر التي لا يحقّ لأحد أن يمسّها إلاّ بحقّها. من جهة ثانية سبق للسّعودية أن طبقت هذا الأسلوب أي استرجاع الأموال مقابل عدم سجن رجال الأعمال وهذا شأنهم لكنّه لا يليق بالجزائر وإلا أمست سنّة تغري كلّ ناهب سارق بالتعدي على مال المجتمع بأنّه سيطلق سراحه مقابل إعادة المال الذي تعدى عليه وتلك جريمة أشنع من التعدي بحدّ ذاته. وهذا الموقف الذي وقفه بن قرينة من أسوء ما سمعت له لحدّ الآن.

23. قال تبون: “ستسترجع الأموال إن شاء الله”. وهذا موقف ضعيف لأنّه كان من المفروض أن يقدّم بعض التوضيحات عوض الاعتماد على عبارات “ذيب لوماسية” بتعبير أسبوعية “الصح – آفة”. وكان غير متحمسا لاسترجاع الأموال المهرّبة.

24. المترشح بلعيد كان ضعيفا طوال 3 ساعات من المناظرة ومن خلال كلّ الأسئلة المطروحة عليه وكان أضعفهم جميعا.

25. لا يمكن الجزم أنّ المترشح الفلاني هو الفائز باعتبارهم كانوا متقاربين في المستوى والاختلاف كان طفيفا فيما بينهم ومن كان ضعيفا في عنصر كان أحسن في عنصر آخر وهكذا لم يصل أيّ منهم ودون استثناء -وفي تقديري- على العلامة الكاملة.

26. كلّ التوفيق والنجاح للمترشحين جميعا ودون استثناء.

27. التوفيق والنجاح للجزائر في انتخابات 12 ديسمبر 2019 والاحترام لكلّ جزائري يمتنع عن الانتخاب.

28. سأظلّ متمسّكا -الآن- بقناعتي المعلنة عبر مقالاتي ومنشوراتي وأحاديثي بشأن مشاركتي في انتخابات 12 ديسمبر 2019 غير نادم ولا آسف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة