بالمقاطعة وفقط بالمقاطعة نتحرر من قيود الكنيست

تاريخ النشر: 10/09/19 | 10:25

إن مما لا شك فيه أن الدخول في لعبة الكنيست الإسرائيلي يفرض قيودًا كثيرة على المشاركين فيها، هذه القيود هي بمثابة كوابح للعمل والتحرك الحر.

إن التحرك في دفيئة أقصى ما يمكن فعله فيها هو استعمال أدوات محصورة من استجواب وزير أو رسالة لوزير أو تلقي وعود ثم الصراخ كم وكما تريد تمامًا كالذي يركض ركضًا موضعيًا، بل كمن يركض القهقرى، فهل يعقل ان نبقى 70 عامًا على هذا الحال الذي تؤول محصلته إلى الصفر.

يا ليت اللاعبين في الكنيست اكتفوا بالركض الموضعي بل ها هم يهدمون سقف المطالب الوطنية على رؤوسهم أولًا وان لم يتحرك الداخل تحركًا واعيًا رادعًا فإن السقف سيُهدم على رؤوسنا جميعًا، استعداد للتحالف مع ميرتس، ثم استعداد للدخول في حكومة مركز وسط ( وإن تم الحديث مع شروط فلسفية) ثم الاستعداد للدخول بحكومة يمين…. إن مجرد النطق بهذه الكلمات كان يومًا من الأيام ضربًا من الجنون ومن “المحرمات السياسية”، ما كان يجرؤ عليه أحد ممن ينتسبون أو يزعمون أنهم ينتسبون إلى أحزاب أو حركات وطنية في داخلنا الفلسطيني ، أما تبني قضايا الشواذ جنسيًا فهو هدم للسقف الإجتماعي….وهو تحطيم لسفينة مجتمعنا وسط البحر الهائج.

إن وجود البعض منا داخل لعبة الكنيست يصَعِّب علينا كثيرًا شرح قضايانا في الخارج وقد عبّر عن ذلك بعض النشطاء الغربيين أثناء اللقاء ببعض النشطاء من داخلنا الفلسطيني قائلين انه التناقض بعينه أن يشكو أهل الداخل الفلسطيني من ظلم المؤسسة الإسرائيلية بحكوماتها المتعاقبة ومن كافة أشكال الاضطهاد التي لم يحلم بها نظام الفصل العنصري(الأبرتهايد) في الوقت الذي يتواجد البعض منا على مقاعد الكنيست ويلعب ضمن شروط اللعبة الإسرائيلية وهو بذلك يلمع الوجه القبيح لهذه المؤسسة التي تخنقنا “بديمقراطيتها” بل ان التواجد على مقاعد الكنيست هو بمثابة “شهادة زور ” تستثمرها المؤسسة الإسرائيلية في دعايتها الإعلامية في الخارج لإثبات انها ” الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط..”.

إن الوقوف أمام المؤسسة الإسرائيلية يكون من خارج قواعد لعبتها، يكون من لجنة متابعة ذات هيبة ومنتخبة مباشرةً من قِبَل أهلنا في الداخل، ما من شأنه أن يُكسب قراراتها وتحركاتها النضالية وزناً اكبر بكثير في عيون المؤسسة الإسرائيلية أولًا ثم في عيون العالم الذي لا يرانا حتى الآن إلا من خلال عيون السفراء الإسرائيليين طلائعيي الماكنة الإعلامية الإسرائيلية.
من اجل ما ذُكر وغيره الكثير نحن في حزب الوفاء والإصلاح مقاطعون وندعو أهلنا الى مقاطعة انتخابات الكنيست التي ستجرى يوم الثلاثاء الموافق 17/9/2019 لأنه بالمقاطعة وفقط بالمقاطعة نتحرر من قيود الكنيست.

بقلم المحامي
زاهي نجيدات

تعليق واحد

  1. مع الأسى والأسف فإن ما تدعو إليه من انتخاب جسم لتمثيلنا- هو ترسيخ العائلية والطائفية …إلخ فأي جسم سيمثلنا غير ذلك، ولنا في المجالس والبلديات عبرة.
    ثم يا أخي لو فرضنا أن الكنيست بدون أعضاء عرب، فساعتها سيملأون الفراغ بتعيين شخصيات (مخاتير جدد) ولن تجد أحدًا منا يجرؤ على مقارعتهم، فالنفاق سيستفحل وزبانية كل شخصية ستتولى أمر المعارضين.
    وأخيرًا:
    لو فقدنا الأعضاء الذين يتصدون ويتحدون، ويتصلون بالعالم الخارجي لإطلاعهم على جرائم العدوان اليومي، فقل لي بربك: من سيتحدى أو يتحدث؟ هل نركن على “المقاطعين” من منهم؟ فهم أنواع؟
    ..
    القائمة المشتركة عنوان لنا، ومن يكن من “القاعدين” فهذا شأنه، وهذه خطورة فعله، ولكن حديث السفينة يحضرني الآن، فالتفرج على السفينة وهي تغرق مشاركة في وقوع المأساة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة